المقصود بالحج
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر
الحمد لله وحده، وبعد:
فإن الحج لغة: القصد إلى معظّم.
وشرعاً: هو قصد البيت الحرام والمشاعر العظام - في أشهر الحج - لأداء مناسك.
الحج على وجه التعبد لله تعالى الإتباع للسنن المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن هذا التعريف نستنتج الفوائد التالية:
الأولى: أن تعظيم المناسك والمشاعر مما يتعبد لله تعالى فلابد أن يكون على وفق الشرع لا بالأهواء ولا بالبدع قال تعالى : {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]، وقال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
الثانية: أن القصد من الحج طاعة الله تعالى وشهود منافع الحج ، وهذه لا تنال على وجه التمام والكمال في الدنيا والآخرة إلا إذا تجرد إخلاص العبد فيها لله تعالى فلا يطلب بحجة مباهاة ، ولا لقباً ، ولا غير ذلك من أعراض الدنيا قال تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]، وقال تعالى : {فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 2، 3].
الثالثة: أن للحج طريقة بيّنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله وقال للناس ((خذوا عني مناسككم))، فلا بد من تحرِّي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي طريقته في حجِّه، فمن تعمّد مخالفة السنة أو لم يرفع بها رأساً فإنه يخشى أن يرد عمله عليه، لقوله - صلى الله عليه وسلم: ((ومَن رَغِبَ عن سنَّتي فليس مني))، وقوله - عليه الصلاة والسلام - غير مقبول منه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك