ذكرنا في الجمعة الماضية، أن مما ينبئ عن قرب الساعة تقارب الزمان، ونطق الرويبضة، وتبين لنا أن مما يجعل حياة الناس مريرة الطعم، منغصة المذاق، أن تسند الأمور إلى غير أهلها، بأن ينطق فيها من حقهم السكوت، ويعتلي منابر القرار ومجالس التدبير من حقهم القبوع في البيوت، مما يصير قد الحق باطلا، والباطل حقا، والصدق كذبا، والكذب صدقا، والأمانة خيانة، والخيانة أمانة.
وإنما أسهم في ذلك ضعفُ تفعيل آلة النصيحة، وركونُ وسيلة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، مما يتحمل قسما كبيرا من تبعاته العلماء، الذين انشغل بعضهم هذه الأيام بخصومات جانبية، وملاسنات هامشية، وجدالات ضيعت على الأمة سبل الاتقاء من الأمراض العقدية الزاحفة، والميكروبات الفكرية المعشعشة، والعرجات الأخلاقية المتلاحقة. وهل العلماء إلا مصابيح الدجى، وملاذ الحيارى - بعد الله تعالى -، وبخاصة في مثل زماننا الذي يصدق عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المتمسك بسنتي عند اختلاف أمتي كالقابض على الجمر" صحيح الجامع؟.
فإذا انشغل العلماء ببعضهم، وبالغ بعضهم في الرد على بعض، وذكرت العيوب، وفتش عن القلوب، وتتبعت العورات، وبحث عن الزلقات، واقتفي أثر الزلات، فمن لشباب الأمة يسوسهم على العلم النافع المنيع، ومن لنساء الأمة يَقِفُهُنَّ على الخلق السامي الرفيع، ومن لنشء الأمة، يربيهم على سنة الهادي الشفيع - صلى الله عليه وسلم -، إلا أن يكون ذلك تصديقا لرفع العلم الذي جعله النبي - صلى الله عليه وسلم - من أبرز علامات الساعة؟
يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أشراط الساعة، أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا" متفق عليه. وفي رواية عند البخاري: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم". وفي رواية أخرى عنده - أيضا -: "من أشراط الساعة، أن يقل العلم، ويظهر الجهل". وفي الصحيحين يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إن بين يدي الساعة لأيامًا، ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج".
وقد يقول قائل: إن العلم اليوم مبذول، وإن آلات الطباعة تخرج علينا بمئات من الكتب والصحف والمجلات.. كل يوم، فكيف تحكم برفع العلم أو قلته؟
أما جملة ما وقفت عليه جوابا على هذا السؤال سبعة أوجه:
1- إن رفع العلم يكون بمحاصرة العلماء الربانيين الصالحين المصلحين، ليبقى صغارهم يزعمون الريادة العلمية، فيفتون الناس بغير علم، ويتكلمون في عويصات الدين من غير فقه. وقد مضى معنا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر" ص. الجامع.
وقال عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه -: "لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا".
وقال ابن قتيبة: "لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم المشايخ، ولم يكن علماؤهم الأحداث".
وقال بعض أهل العلم: "إن الصغير المذكور في الحديث، إنما يراد به الذي يُستفتى ولا علم عنده".
وقال عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه -: "علماؤكم وخياركم يذهبون، ثم لا تجدون منهم خلفًا، ويجيء قوم يقيسون الأمور بآرائهم، فيهدم الإسلام ويثلم".
ها هي الفضائيات اليوم تعج بمثل هؤلاء الأحداث، يخرجون على الناس بغريب الفتاوى، ويصدحون بعجيب البلاوى، ويطعنون في علم الأكابر، ليثبتوا ذواتهم أنهم هم العلماء تجملا لا حقيقة.
حتى علماؤنا اليوم، الذين كان لهم فضل كبير على كثير من المتدينين، يحملون علم الاستدلال بالنصوص، وينافحون عن السنة المطهرة الصحيحة، نالهم من هؤلاء ما جعلهم يصغرون في عين أتباعهم، حينما استُدرِجوا للرد عليهم - ويا ليتهم ما فعلوا -، فوقعوا جميعا في حمأة الجدال الذميم، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل" ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: ﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾ [الزخرف: 58] ص. الترمذي. وقال أبو الدرداء: "وَكَفَى بِكَ إِثْماً أَنْ لاَ تَزَالَ مُخَاصِماً، وَكَفَى بِكَ إِثْماً أَنْ لاَ تَزَالَ مُمَارِياً".
2- قلة العمل بالعلم، فالمصاحف منشورة، وكتب السنة مبذولة، والتآليف الإسلامية كثيرة، والتحقيقات متنامية، ومراكز البحوث متوافرة، وخطوات الوصول إلى المعلومات يسيرة، ولكن الاستفادة قليلة، والتنزيلات العملية ضعيفة. فعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عن أَبِى الدَّرْدَاءِ - رضى الله عنه - قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: "هَذَا أَوَانٌ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنَ النَّاسِ، حَتَّى لاَ يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ". فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: "كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ، فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا". فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ، إِنْ كُنْتُ لأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَمَاذَا تُغْنِى عَنْهُمْ؟". قَالَ جُبَيْرٌ فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قُلْتُ أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قَالَ صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِنْ شِئْتَ لأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ الْخُشُوعُ يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَلاَ تَرَى فِيهِ رَجُلاً خَاشِعًا." ص. الترمذي.
ولذلك قال القرطبي - رحمه الله -: "رفع العلم وقلته: ترك العمل به".
3- المقصود بالعلم الذي يرفع، علم الكتاب والسنة، علم الآخرة، علم الزهد في الدنيا وإيثار ما عند الله، علم تصحيح العبادة. قد تسأل كثيرا من المسلمين عن الضروري من علوم الشريعة، فلا تكاد نجد عندهم الحد الأدنى منها، بل من الغريب أن قرية في بلد إسلامي، ولكونها جبلية معزولة، لا يعرف أبناؤها شيئا عن الدين، ولا عن الله ورسوله، ولا عن اليوم الآخر. وقرية أخرى في بلد مسلم آخر، يُسأل أبناؤها عن اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يعرفون، ويسألون عن فاتحة الكتاب فلا يجيبون.
أما علوم الدنيا فما أكثرها، ملايين الكتب المعاصرة المطبوعة، وآلاف المكتبات المحملة، ومئات آلاف الرفوف المثقلة، لا تكاد تجد بينها كتابا ربانيا يقربك من الله. أزيد من 600 مليون صحيفة تنشر كل يوم، وأزيد من مليار قارئ لها كل يوم، ولكن هناك قرابة المليارين يعبدون الصليب كل يوم، وأزيد من مليار يعبدون البقر كل يوم، وأزيد من مليار يعبدون الحجر والشجر كل يوم، فمن من العلماء يهتم بهؤلاء إلا من رحم الله؟.
الخطبة الثانية
4- إن المقصود برفع العلم موت أهله، فكلما مات عالم في بلد معين ولم يخلفه غيره، نقص العلم من ذلك البلد. ويدل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا" متفق عليه.
قال النووي: "هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم.. ليس محوه من صدور حفاظه، ولكن معناه: أن يموت حملته، ويتخذ الناس جهالا، يحكمون بجهالتهم، فَيَضِلون ويُضِلون".
وقال الحافظ أبو العباس في "المفهم": وهو نص في أن رفع العلم لا يكون بمحوه من الصدور، بل: بموت العلماء، وبقاء الجهّال الذين يتعاطون مناصب العلماء في الفتيا والتعليم".
5- ومنهم من فسر رفع العلم بنقصه بسبب النسيان أو غيره. قال ابن حجر: قيل: "إن المراد نقصُ علم كل عالم، بأن يطرأ عليه النسيان مثلا".
6- ومنهم ما قصر محو العلم من الصدور على من كان قبلنا. قال ابن العربي: "وأما ذهاب العلم، قال المشيخة: فيكون بوجوده، بمحوه من القلوب، وقد كان في الذين قبلنا، ثم عصم الله هذه الأمة، فذهاب العلم منها بموت العلماء".
7- ويذهب العلم - أيضا - بكثرة المعاصي التي يمكن أن يقع فيها أهله.
وقال الإمام مالك للإمام الشافعي لما قصده لطلب علمه: "إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا، فلا تطفئه بظلمة المعصية".
وقال ابن مسعود: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه، بالخطيئة يعملها".
وقال ابن الجلاد: "نظرت منظرًا لا يحل لي، فقال لي أحد الصالحين: أتنظر إلى الحرام، والله لتجدن غِبَّهُ ولو بعد حين. قال: فنسيت القرآن بعد أربعين سنة".
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران
تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله
او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة
من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة