بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمه. الله و بركاته:ـــ
( ١٣) الموعظة الثالثة عشر:[رمضان فرصة لا تعوّض]
الحمدُ للهِ وحدهُ، والصّلاةُ والسّلام على من لا نبيَّ بعدهُ، سيّدنا و نبيِّنا و شفِيعنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ ومن إهتدى بهديهِ وإقتدى بأثرهِ إلى يومِ الدين، وبعد:
أخي/ أختي في الله: إنَّ شهر رمضان فرصةٌ إذا ذهبت فإنها لا تُعَّوض ؟ ولذا إنتبهوا لأنفسكم حتى لا تُضيَّعوا عليكم هذهِ الفرصة التي هي هديةٌ لك من اللهِ عزَّ وجلَّ فاستغلّها بكل ما تحمل هذه الكملة من معاني(استغلّ) وقُم بكل عملٍ شرعهُ الله سبباً لمغفرة الذنوب ولدخول الجنة، وقد قال (صلَّ اللهُ عليه وسلَّم): [ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَمَاتَ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأُدْخِلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ] رواه الطبراني في الكبيرحديث(صحيح) .
فيا أخي/ أختي في الله: إذا دخل عليكم شهر رمضان فانتبهوا لصيامِكم، وحافظوا عليهِ أشدّ المُحافظة، وتجنّبوا كل شيء يفسد الصوم أو فيهِ شبهة، أو يذهب بثوابِ الصوم، أو يكون سبباً في إضاعة الوقت، أو إلى كثرة الكلام الذي لا فائدة فيه، أو الاشتغال بما لا نفع فيهِ في الدنيا والآخرة، بل احذروا أن يمضي عليكم يومٌ من رمضان وأنتم في شكٍّ من صحةِ صِيامِكم، أو في إشتباه، أو أن يكون ذلك اليوم قد أضعتم ثوابهُ في كلامٍ فارغٍ، واعزموا عزماً صادقاً من أول ليلة على استغلال هذا الشهر الفضيل، وعلى تجنب كل ما يُلهي، واصدُقوا في التوبة إلى الله عز وجل، واستعينوا بالله، واتركوا الكسل، فقد قال (صلَّ اللهُ عليه وسلَّم): (وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ) رواه مسلم.
وعليكم الإنتباه لصيامِكم، فلا تُطيعوا شهوةَ البُطون، فتُضيعوا صومكم في بعض الأيام كما يفعل من يتسّحر بعد طلوع الفجر، أو وهو يسمع المؤذن الذي يؤذن بعد طلوعِ الفجر، فهذا النوع ليسوا صائمين، وإنما هم متلاعبون، وكذلك من يشرب الشاي أو القهوة أو غيرها وقد طلع الفجر، فإنَّه بعد الفجر يحرم جميع المفطرات على الصائم، وكما قال (صلَّ اللهُ عليه وسلَّم): (إِنَّ بِلَالاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ قَالَ وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى لَا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ) رواه الشيخان.
و عليكم إستغلال ليالي شهر رمضان في الصلاة، وقراءة القرآن، وذكر الله، والاستغفار والتسبيح والتهليل ، وإستغلال الثُلث الأخير من الليل، وإعلموا أنَّ في الليِل ساعةُ إجابة في كلِّ ليلة، وقد قال (صلَّ اللهُ عليه وسلَّم): (إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ) رواه مسلم.
و اِسألوا الله في كل ليلة ما تُحبونهُ من الخير من أمور الدنيا والآخرة، وألحّوا على الله سبحانهُ و تعالى بالدعاء.
ثم استغلّوا نهار شهر رمضان في الصيام الواجب، وفي أعمال الخير، كالصدقة، وذكر الله (أذكُروا الله في الطريق، وفي مسيرتكم، وعملكم، وعلى فراشكم، وبادروا إلى الصلوات المكتوبة، وإعتنوا بقراءة القرآن فإن في كل حرف حسنة، ولا تسكتوا عن الذكر، وفي الحديث: (لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) رواه الترمذي وغيره (صحيح) . وإبتعدوا عن الجلسات التي فيها إضاعة للوقت بغير ذكر الله.
و إن كُنتم في عملِكم فأدّوا الأمانةَ في رمضان بما يلي:
الدوام الحقيقي، وإنجاز الأعمال الموكّلة إليكم، واتركوا الأعذار عن أداء العمل بحجة أنكم صائمين؛ لأنكم بأداء الأمانة ترغبوا بأن يكون صومكم مُكفِّراً لِذنوبكم، أما الخيانة فإن صومكم (الخائن) لا يُحقق المراد منه ، واحفظوا ألسِنتكم حفظاً تاماً عن كل كذبٍ أو غيبةٍ أو رِياء أو محرمٍ (اقفلوا على ألسنتكم من كل محرم) .
وإستعينوا بالله ثم بالقيلولة على قيام الليل (ناموا وقت القيلولة، أو عندما تعودوا من أعملكم ) لأن القيلولة تفيدكم و تُعِينكم على قيامِ الليل بِنشاط و حيوية للعبادة، وقد قال (صلَّ اللهُ عليه وسلَّم): [ قَيِّلوا فإنَّ الشياطين لا تُقَيَّل] حسَّنهُ الألباني رحمه الله، والله الموفق.
إعداد و تحضير الفقير إلى رحمة الله،
أخيكم في الله: معاوية فهمي.
§§§§§§§§§§§§§
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الــمــواضــيــع »
( ١٣) الموعظة الثالثة عشر:(( رمضان فرصة لا تعوّض ))
العرض العادي
