تعلق أبي بالنساء
أ. أحمد بن عبيد الحربي
السؤال:
♦ الملخص:
شاب أبوه يخطُب في الناس، لكنه مؤخرًا أصبح يشاهد الأفلام الإباحية، ويختلط كثيرًا بالنساء، ويسأل عن حلٍّ.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
أنا شاب في نهاية العقد الثاني من عمري، أدرُس في الجامعة، لي سكن خاص بي، أترك أبي الذي قارب سنَّ الخمسين في المنزل وحده، بسبب انفصاله منذ خمس سنوات عن والدتي، أبي شيخٌ يخطب في المساجد وملتزم، لكن لا أعرِف ما الذي غيَّر حاله، فقد أصبح يشاهد الأفلام الإباحية أعزَّكم الله، ويتكلم مع النساء في الهاتف، وفي العمل لا توجد امرأة تدخُل إليه إلا ويتكلم معها، وقد كان يريد الزواج من زميلتي، وهي في مثل عمري، فقد أصبح يَميل إلى النساء الصغيرات، وأنا في غاية الأسى والحزن عليه؛ لأنه ما يزال يخطب ويصلِّي بالناس، أرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمرحبًا بك أخي الكريم، ونشكرك على الثقة بهذا الموقع.
الله سبحانه لَمَّا خلق أبانا آدم لم يتركه وحيدًا، حتى وهو حينها في الجنة قبل أن يهبط إلى الأرض، بل خلق بعده حواء من ضِلعه حتى تؤانسه، وتحنَّ إليه، ويستمر النسل؛ فالزواج استقرار عاطفي ونفسي للرجل والمرأة، وفيه العفاف وقضاء الوَطَر.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفَرْج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء»؛ [متفق عليه].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أن النبي عليه الصلاة والسلام حمد الله، وأثنى عليه، وقال: لكني أنا أُصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» [متفق عليه].
وعنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالباءة، وينهى عن التبتل نهيًا شديدًا، ويقول: تزوجوا الولود الودود؛ فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة»؛ [رواه أحمد، وصححه ابن حبان].
أخي الكريم، الشهوة والعاطفة والميل إلى الجنس الآخر فطرة وغريزة في الإنسان، لا بد من توجيهها إلى طريقها الصحيح، وهو الزواج، ومهما كان الإنسان متدينًا، فلا يعني هذا عدم حاجته لقضاء الوطر، فهي سنة الأنبياء والمرسلين؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد: 38].
أخي الكريم، زادك الله برًّا وإحسانًا بوالدك، واعلم أنك مأجور على اهتمامك وعنايتك به، واحرص أن يكون موقفك إيجابيًّا؛ بحيث تتفهَّم احتياجه وتُعينه على إعفاف نفسه، واختيار الزوجة التي يرتضيها، ويحصُل له بها العفاف والستر.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك