06-01-2023, 05:25 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 357,566
|
|
كيف يربي الإنسان ذاته بناء على طبيعة خلقته؟
كيف يربي الإنسان ذاته بناء على طبيعة خلقته؟
فاطمة إبراهيم عواجي
وردت كلمة (الإنسان) في القرآن الكريم 56 مرة، وارتبطت بمواضيع مختلفة؛ منها: طبيعة خِلقته، فقد ظهرت في آيات القرآن الكريم بصيغة مباشرة في ثلاثة مواضع، وهي كالتالي:
١- قال تعالى: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾[النساء: 28]:
فالإنسان ضعيف البنية والإرادة والإيمان والصبر، فهو ضعيف من جميع الجوانب؛ لذلك عليه أن يتعرف على الأمور التي تساعده في تقوية ضَعفه، ويطبقها، مثل: قول "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، فهي تُحِّول الإنسان من ضعف إلى قوة، فتحوله من ذل إلى عز، ومن معصية إلى طاعة، ومن فشل إلى نجاح، ومن فقر إلى غنى... إذ بها يتحول من حال إلى حال أفضل؛ وذلك لاستعانته بالقوي القادر، فهذه الكلمات كنز كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن قيس: ((قل: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها كنز من كنوز الجنة))؛ (البخاري 7386).
بناءً على ذلك يجب علينا التعرف على معاني هذه الكلمات، واستحضارها أثناء التلفظ بها؛ حتى ننال ثمرتها.
٢- قال تعالى: ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾[الأنبياء: 37]:
العجلة طُبعت على الإنسان، فهو يريد أن يحصل على جميع الأمور في أسرع وقت وقبل اكتمالها، حيث يستعجل الكثير من الأمور وإن كانت مضرة، مما يجب عليه التعرف على السلوك العملي الذي يواجه به هذه الطبيعة؛ حتى لا يقع فيما يضره، فمواجهتها تكون بالصبر، والتأني، وعدم الاستعجال في الحصول على ما يتمناه؛ لأن الله عز وجل أعلم بمقتضى حكمته متى يحقق للإنسان ما يريده ويتمناه، ومتى يبعده عما يتمنى.
فعلى الإنسان أن يستحضر في حياته قوله تعالى: ﴿ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾ [الأنبياء: 37]، وأيضًا قوله: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ﴾ [الأحقاف: 35]، فتوضع هذه الآيات في شاشه الجوال حتى ترسخ في الذهن وتؤثِّر على السلوك.
وننوه أن الاستعجال ليس دائمًا سيئًا، ففي فعل الخيرات يُستحسن الاستعجال.
٣- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴾[المعارج: 19]:
الهلع متعلق بالإنسان، حيث يجزع ولا يصبر، ويكون شديد القلق على ماله وولده وأهله ونفسه، أيضًا إذا كان في خير ونعمة لا يشكر الله عليها، فهو جزوع في الضراء، ومنوع في السراء، ولكي يتم التخلص من هذه الأوصاف التي طُبع عليها لا بد أن يهتم بصلاته، ففي القرآن الكريم ذكر الله عز وجل بعد أن وصف هذه الطبيعة التي خُلق عليها الإنسان بأن الذين يَنجُونَ منها هم المصلون؛ قال تعالى: ﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾ [المعارج: 22]، فالصلاة إذا قام بها الإنسان يضعف لديه الهلع الذي من أصل خِلقته، حيث يرتبط المصلِّي بالله عز وجل، فيمتلئ قلبه بالرضا التام والطمأنينة.
وفي الختام على الإنسان أن يعرف طبيعة خِلقته وكيفية التعامل معها؛ حتى يربي ذاته بطريقة توصله إلى الاستقرار الداخلي والسعادة الدائمة.
المراجع:
• القرآن الكريم.
• البخاري، محمد (1422). صحيح البخاري. ط1. دار طوق النجاة.
• السعدي، عبدالرحمن (1438). تفسير السعدي. بيروت. المكتبة العصرية.
• القرطبي، محمد (1384). تفسير القرطبي. ط2. القاهرة. دار الكتب المصرية.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|