الزوجة والاعتناء بالبيت والأبناء
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ الملخص:
زوجة بينها وبين زوجِها مشكلاتٌ بسبب أعمال المنزل، وهي لا تُتقن الأمور المنزليَّة لعدم تعوُّدها على ذلك قبل الزواج.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا متزوجة منذ 7 سنوات، ومشكلتي أنَّ هناك اختلافًا في التربية بيني وبين زوجي؛ فزوجي تَرَبَّى تربيةً مختلفةً تمامًا عني، فاخْتَلَفْنا في التفكير والعادات.
حياتي الزوجية مَليئة بالمشاكل، وكلُّها تدور حول الاهتِمام بالبيت والطعام، مع أني عشتُ في بيت أهلي قبل الزواج ولديَّ خادمتان، وكانتا تقومان بأعمال المنزل كاملة.
حقيقةً لستُ معتادةً على عمل البيت، وهو وأمُّه وأخواته يقومون بعمل البيت كاملًا، ومن ثَمَّ كان زوجي يتوقع أن أقومَ بأعمال البيت كاملة وحدي، لكن لما فوجئ بأني لا أعرف كيفية القيام بهذه الأشياء غضب وارتفع صوته.
يُعاتبني على كلِّ شيء يَحصُل له أو للأولاد؛ فإذا اصطدم الطفل بشيءٍ أكون أنا السبب؛ لأنه ليس في مكانه، ولأني لم آخذ بالي، وإذا قَصَّر زوجي في شيء أكون أنا السبب، وكأني مسؤولة عن كلِّ مشكلة في حياتِه وحياة أولادِه.
للأسف أصبحتِ الحياةُ بيننا جافَّة قاسية، فأخبروني ماذا أفعل؟
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإنَّ الفوارق الزوجيَّة لا تُعتبر مشكلةً في حدِّ ذاتها؛ حيث إنَّ كلَّ زوجين كما أنهما يتَّفقان في أمورٍ، فإنهما لا بد وأن يَحْدُث بينهما اختلافات شتّى، تزيد وتنقُص، متأثِّرةً بعدة عوامل؛ مِن أهمِّها: الدينُ والخلُق.
والمشكلةُ لا تُعد مشكلة إلا إذا بلغتْ حد الأذى الغير مُحْتَمَل، هنا نبدأ في وَضْع اقتراحات وحلول تُناسب نوع المشكلة وحجمها.
وأنا لكوني لا أستمع في استشاراتي إلا إلى طرف واحد؛ فإني لا أستطيع الحُكم جَزْمًا بالحالة، وإنما أقوم بوَضْع الاحتمالات والفرضيَّات التي على أساسها يُبنى الحُكم، ويُتَّخَذ القرار، ومِن هنا أَوَدُّ أن أسأل: هل تشعرين بأنَّ زوجك يُحبك أو لا؟ هل أنت تُحبِّين زوجك، وترغبين بشدة في الإصلاح أو لا؟
وأنا حين سألتُك هذين السؤالين؛ فلأنَّ المحبة بين الزوجين جعَلَها اللهُ دافعًا لأن يَحتَمِلَ كلٌّ منهما الآخر، ويتغاضى، كما يجتهد في التغيير، ومن هنا تبدأ نقطةُ الانطلاق.
ثم هل ترغبين في إكمال حياتك الزوجية مع زوجك؟ إذًا ابْذُلي كل ما تستطيعينه مِن أجل ذلك، مستعينةً بالله جل جلاله.
فالأمورُ التي ذكَرَها زوجُك تستحقُّ النظَر، وهو حين يُعاتبك على ما حَصَل، لا يَطْلُب منك شيئًا مستحيلًا، إنما يريد أن يشعرَ مجرد شعورٍ بأنَّ زوجته مهتمة حريصة مجتهدة، وليس العكس.
قد يكون زوجُك ذا طباعٍ حادَّة، لكنك أنت مَن يستطيع بعد توفيق الله أن يستوعب ويوجه هذه الطباع، قد تقولين كيف؟
أقول ما قلتُه لك: بأن تجتهدي، وتهتمي بزوجِك وأطفالك، وألا ترضي لنفسك أن تكوني تلك الفتاة المُدَلَّلة التي لم تعتدْ على تحمُّل المسؤولية، وإنما تجتهد أن تُغَيِّرَ؛ فتسأل مثلًا عن كيفية عمَل الشيء الفلاني، كيف أطبخ مثلًا؟ وكيف أتعامل مع زوجي وأطفالي؟ كيف؟.. وكيف؟
أما أنْ تبقَيْ هكذا لتعلني لزوجك مِن خلال المواقف أنك أنتِ كما أنتِ؛ فإن قَبِل وإلا فليذهبْ كلٌّ منا إلى حال سبيله، فلا أظن يا بنية أن ذلك يَصْدُر من زوجةٍ متفهمة وعاقلة، وإني لأظنُّ بك كلَّ خير، فأنت ما استشرتني إلا وأنتِ راغبة في البحث عن الحل.
ثقي بأن الأمر بسيط، وكلُّ تلك الشكاوى ستخفُّ كثيرًا إن لم تنته، وذلك حين تُعلنين مِن الآن الرغبةَ الجادة في التغيير؛ ولذا فإني أنصحك بأن تُكثري مِن استشارة النِّساء العاقلات الحكيمات اللاتي تلمسين نجاحًا في حياتهنَّ وعلاقتهنَّ الزوجية بأزواجهنَّ؛ فإنك ستستفيدين كثيرًا، وسيَظْهَرُ أثرُ ذلك واضحًا بمجرد التنفيذ.
وتأكدي أنه ليس هناك زوجٌ يستهين بعلاقته بزوجته بهذه السُّهولة، إلا لأسبابٍ جادَّة؛ لذا أقول لك: استعيني بالله، وابدئي بالعمل على الحل، ولا يمنع ذلك مِن ذهابك لبيت أهلك أحيانًا لأجل استعادة نشاطك وهِمَّتك.
أسأل الله لك التوفيق والإعانة والسداد، وادعي الله سبحانه وتعالى أن يُصلح بينكما الحال، ومِن الأدعية الواردة في كتاب الله قولُه جل جلاله: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك