فضل اعتزال الناس في أوقات الفتن إلا لعالم مطاع يبصرهم بالصواب
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي
قال تعالى: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾[1].
روى مسلم عن عامر بن سعد قال: كان سعد بن أبي وقاص في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعدٌ، قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل فقال له: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون المُلك بينهم؟ فضرب سعدٌ في صدره، فقال: اسكتْ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يُحبُّ العبد التقي الغني الخفي[2].
ففي الصحيحين عن أبي سعيد قال: قال رجلٌ: أي الناس أفضل يا رسول الله؟ قال مؤمنٌ يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال: ثُمَّ من؟ قال: ثُم رجل معتزلٌ في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شرِّه[3].
روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال لي: إني أراك تُحبُّ الغنم وتتخذها فأصلحها وأصلح رعامها، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي على الناس زمانٌ تكون الغنم فيه خير مال المسلم يتبع بهاش عف الجبال أو سعف الجبال في مواقع القطر، يَفرُّ بدينه من الفتن[4].
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من خير معاش الناس لهم رجلٌ ممسكٌ عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كُلما سمع هيعة أو فزعة، طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه، أو رجلٌ في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن وادٍ من هذه الأودية، يُقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير[5].
روى الترمذي وقال: حسنٌ غريب عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بخير الناس؟ رجلٌ ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، ألا أخبركم بالذي يتلوه؟ رجلٌ معتزل في غنيمة له يؤدي حق الله فيها، ألا أخبركم بشرِّ الناس؟ رجلٌ يُسأل بالله ولا يُعطي به[6].
روى ابن حبان وصححه الألباني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم جلوس في مجلس، فقال: ألا أُخبركم بخير الناس منزلًا؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: رجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى عقرت أو يقتل، أفأخبركم بالذي يليه؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرور الناس، أفأخبركم بشر الناس؟ قلنا: نعم يا رسول الله، قال: الذي يسأل بالله ولا يعطي به[7].
روى الترمذي وحسنه عن أبي أُمامة عن عُقبة بن عامر قال: قُلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: أمسك عليك لسانك، وليَسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك[8].
[1] الذاريات: 50.
[2] صحيح: رواه مسلم «2965».
[3] متفق عليه: رواه البخاري «2786» ومسلم «1888».
[4] صحيح: رواه البخاري «3600».
[5] صحيح: رواه مسلم «1889».
[6] حسن غريب: رواه الترمذي «1652» وقال: حسن غريب.
[7] صحيح: رواه ابن حبان «605» وصححه الألباني في صحيح الجامع «2601».
[8] حسن: رواه الترمذي «2406» وحسنه.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك