تخريج حديث: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن الواصلة، والمستوصلة
الشيخ محمد طه شعبان
رحمه الله
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن الواصلة، والمستوصلة، والنامصة، والمتنمصة، والواشرة[1]، والمستوشرة. (1/ 129).
صحيح.
أخرجه البخاري (4886)، ومسلم (2125)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب، وكانت تقرأ القرآن، فأتته، فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله؟ فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز وجل: ﴿ مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]، فقالت المرأة: فإني أرى شيئًا من هذا على امرأتك الآن، قال: اذهبي فانظري، قال: فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئًا، فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئًا، فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها.
وفي لفظ للبخاري (4887): «لعن اللَّه الواصلة».
وأخرجه أحمد (3945)، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عزرة، عن الحسن العُرَني، عن يحيى بن الجزار، عن مسروق، أن امرأة جاءت إلى ابن مسعود رضي الله عنه، فقالت: أنبئت أنك تنهى عن الواصلة؟ قال: نعم، فقالت: أشيء تجده في كتاب الله، أم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أجده في كتاب الله، وعن رسول الله، فقالت: والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف، فما وجدت فيه الذي تقول، قال: فهل وجدت فيه: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، قالت: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النامصة، والواشرة، والواصلة، والواشمة، إلا من داء، قالت المرأة: فلعله في بعض نسائك؟ قال لها: ادخلي، فدخلت، ثم خرجت، فقالت: ما رأيت بأسًا، قال: ما حفظت إذا وصية العبد الصالح: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ [هود: 88].
• عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، صدوق ربما أخطأ؛ ولكنه قوي في حديث سعيد بن أبي عروبة.
قال أبو بكر الأثرم كما في «تاريخ بغداد» (12/ 276)، «قلت لأبي عبد الله: الخفاف؟ فقال: كان عالمًا بسعيد».
وفيه: عن يحيى بن أبي طالب، قال: «قال أحمد بن حنبل: كان عبد الوهاب بن عطاء من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة. قال يحيى: وبلغنا أن عبد الوهاب كان مستملي سعيد» اهـ.
وفي «سؤالات الآجري» (608): «سئل أبو داود، عن السهمي، والخفاف، في حديث ابن أبي عروبة؟ فقال: عبد الوهاب أقدم. فقيل له: عبد الوهاب سمع في الاختلاط. فقال: من قال هذا؟ سمعت أحمد بن حنبل سئل عن عبد الوهاب في سعيد بن أبي عروبة؟ فقال: عبد الوهاب أقدم» اهـ.
• وسعيد بن أبي عروبة، ثقة حافظ، كثير التدليس، واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة.
• وعزْرَة؛ هو ابن عبد الرحمن بن زرارة، الخزاعي، الأعور، قال الحافظ في «التقريب»: «شيخ لقتادة ثقة».
• والحسن بن عبد الله العُرَني، ثقة.
وأخرج البخاري (5941)، ومسلم (2122)، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، قالت: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إن لي ابنة عريسًا أصابتها حصبة فتمرق شعرها أفأصله، فقال: «لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ».
وأخرج البخاري (5937)، ومسلم (2124)، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «لَعَنَ اللَّهُ الوَاصِلَةَ وَالمُسْتَوْصِلَةَ، وَالوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ».
وأخرج البخاري (5933)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لَعَنَ اللَّهُ الوَاصِلَةَ وَالمُسْتَوْصِلَةَ، وَالوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ».
[1] قال في «النهاية» (5/ 188): «الواشرة: المرأة التي تحدد أسنانها، وترقق أطرافها، تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بالشواب، والموتشرة: التي تأمر من يفعل بها ذلك، وكأنه من وشرت الخشبة بالميشار»اهـ.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك