زوجة الأب وأبناء الزوج
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ الملخص:
امرأة متزوِّجة مِن زوج لديه أبناء، تشكو من تقصير زوجها في حقها، وعدم اعترافِه بحقِّها في الجلوس أو الخروج معه.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوِّجة مِن زوج له أبناء مِن قبلُ، وكان اتفاقنا قبل الزواج أن الأبناء سيَكونون عند والدتهم، ولا دخلَ لي بهم، ولكن بعد أن علمتْ طليقة زوجي بزواجنا تزوَّجتْ ورفضتْ رعاية أبنائها، وأعطتهم لوالدهم!
تقبَّلتُ الأمر واحتسبتُ الأجر عند الله تعالى، لكن مُشكلتي مع والدهم أنه يَعتقِد أني لا حقَّ لي الآن في الخروج أو السير أنا وهو وحيدَين، حتى في وقت ذهاب الأبناء إلى مَدارسِهم!
لا يَجلس معنا إلا في وقت نوم الأطفال أو حين ذهابهم إلى المدرسة، وإذا نام الأطفال خرج مباشرةً إلى أصحابه حتى آخر الليل، وإذا نام فلا يستيقظ إلا قبيل عودة الأبناء من المدارس.
أنا لا أُريد أن نتركهم ونخرج دائمًا وحدنا، لكني أريد وقتًا لي، فمنذ زواجي إلى الآن (أربع سنوات تقريبًا) لم أخرج معه إلا مرَّتين، وكأنه مُكرَه فيهما، مع العلم أن خروجَنا كان في وقت ذهاب الأبناء إلى مدارسهم، ولم يَعلموا بخروجنا!
أريد أن أعرف حقوقي عند زَوجي في وجود أبنائه في حياتي، لأنين حين أطلب منه الجلوس معه وحدي أو الخروج معه يرفض، فإذا قلتُ له: هذا حقي، يقول: ليس لكِ عندي أي حقٍّ فلا تُطالبي بشيء!
وجَزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
أختي الكريمة، مشكلة وجود أبناء زوجك في بيتك تُعتبر كأيِّ مُشكلة أخرى في الحياة الزوجية؛ حيث إنها تحتاج إلى حكمة وموازَنة حين البحث عن حلٍّ لها.
أنت قلت: (احتسبت الأجر)، وذلك عمل عظيم قد سخَّرك الله له، فلماذا لا تستمرُّ النية؟ ولماذا تُخلط الأمور؟ بقاء الأولاد في بيتك مع والدهم أمر لا يُمكن تغييره إلا أن يقدِّر الله قدره.
وتبقى مسألة علاقتك بزوجك وما يَعتريها من قصور، فالذي أعتقده حقيقةً هو أن السبب لا يَكمن في وجود الأولاد، والدليل أنَّ زوجك لم يغتنم فرصة فراغه كما ذكرتِ، فتجدينه يفضِّل الذهاب إلى أصحابه عن قضاء الوقت معك، وأنا هنا لا أُشكِّك في مشاعر زوجك تجاهك، وإنما لديَّ تفسير ظاهريٌّ لما يَحدث، وهو إما أنَّ زوجك يرى أن الفصل بينك وبين أبنائه في الجلوس والنزهة أمر مزعج لسبب أو لآخر، وإما أن شعوره تجاه أبنائه بحكم بُعدِهم عن والدتهم، وكونه مسؤولًا عنهم دفعه لأن يبحث عن مُتعته خارج البيت مع أصحابه، مما جعله يتضايق من مُطالباتك لكونها تحميلًا له فوق طاقته، ثم إنه كان مِن المفترض أن يَحرص هو على قضاء وقته معك كزوجة في حال حانت الفرصة، لذلك فإني أتساءل: ما الذي يمنع من ذلك؟! خصوصًا وأنت تُعتبَرين صاحبة جميل كونك قد احتويت أبناءه؟
وهناك احتمال آخر وهو: أنه قد يكون شعَر منكِ بشيء من التذمُّر من وجود أبنائه بشكل أو بآخَر، مما جعَله يتجاهل علاقته الخاصة بكِ كردَّة فعل مقابلة، ويبقى كل ما ذكرتُ عبارة عن احتمالات قد تصحُّ وقد تخطئ، وأنت في الحقيقة من يَستطيع تقدير ذلك.
أنصحك بأن تتجاهَلي ما يَحدث، وأن تتوقَّفي عن مُطالباتك، فلعله يشعر بشيء من الحياء تجاهَكِ، وتكونين قد أعطيتِه الفرصة الكافية ليُعيد حسابه فيما يحدث.
وعلى كلِّ حال، فإني أرى أنَّ الزوجة الحكيمة العاقلة مَن تُحافظ على علاقتها بزوجها مهما حصَل، فلا تجعل مُطالبات أو حقوقًا تظن أنها حق لها - لا تجعلها تؤثر فيها فتُفقدها متعة الحياة الزوجية حقيقةً، وقد كان مِن المُفترض أن تناقَش مثل هذه الأمور بكل أريحية على بساط الودِّ والتفاهم بعيدًا عن المطالبة والنقاش الجاد.
لعلَّ الصورة تكون قد وضحت لك، وإني لأظنُّ بمثلك أن تترفَّع عن مثل ذلك، ليس استغناءً أو تنازلًا، وإنما حفاظًا على ما هو أهمُّ، مع اختيار الطريق الأسلم في حفظ الحقوق.
أسأل الله أن يوفِّقك لما يحب ويرضى من الأقوال والأعمال والأخلاق، وأن يُصلح لك الحال والبال، إنه سميع مجيب.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك