طفلك اليتيم طريقك إلى الجنة (لقاء مع أمهات الأيتام)
نجلاء جبروني
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 2 - 4]، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبيِّنا محمد وعلى آلة وأصحابه أجمعين ومن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمَّا بعد:
فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: "إنَّ رجلًا شكا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قسوةَ قلبِه فقال امسَحْ رأسَ اليتيمِ وأطعِمِ المسكينَ"[1].
وفي رواية أبي الدرداء رضي الله عنه: "أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ يشكو قسوةَ قلبِه قال: أَتُحبُّ أن يلينَ قلبُك وتدركَ حاجتَك؟ ارحَمِ اليتيمَ وامسحْ رأسَه وأطعِمْه من طعامِك يلِنْ قلبُك وتدركْ حاجتَك "[2].
بعض الناس يعاني من هذه المشكلة، يصلي فلا يستطيعُ أن يبكي، ينظر إلى مسكين أو مريض أو شيخ كبير فلا يستطيعُ أن يرحمَه، لا يلين قلبُه لشيء، أحيانًا القلوب تتصخَّر تتحجَّر، كما قال تعالى عن بني إسرائيل: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ [البقرة: 74].
أحيانًا يحتاج الإنسان إلى دمعة، ربما تكونُ سببًا في نجاتِه من النار، سببًا في دخوله الجنة، عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ "[3].
قال ابن القيم رحمه الله في "بدائع الفوائد": "ومتى أُقحطت[4] العين من البكاء من خشية الله تعالى، فاعلم أن قحطها من قسوة القلب وأبعد القلوب من الله: القلبُ القاسي "[5].
ولمَّا دمعت عين النبي صلى الله عليه وسلم عندما رُفع إليه ابن لابنته زينب رضي الله عنها وهو يحتضر، ففاضت عيناهُ صلى الله عليه وسلم حينما رآه، عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: "إنَّ بنْتًا لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرْسَلَتْ إلَيْهِ، ومع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، وسَعْدٌ، وأُبَيٌّ، أنَّ ابْنِي قَدِ احْتُضِرَ فَاشْهَدْنَا، فأرْسَلَ يَقْرَأُ السَّلَامَ ويقولُ: إنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ وما أعْطَى، وكُلُّ شيءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وتَحْتَسِبْ فأرْسَلَتْ إلَيْهِ تُقْسِمُ عليه، فَقَامَ وقُمْنَا معهُ، فَلَمَّا قَعَدَ رُفِعَ إلَيْهِ، فأقْعَدَهُ في حَجْرِهِ، ونَفْسُ الصَّبِيِّ جُئِّثُ، فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ سَعْدٌ: ما هذا يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هذِه رَحْمَةٌ يَضَعُهَا اللَّهُ في قُلُوبِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ، وإنَّما يَرْحَمُ اللَّهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ"[6].
وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الراحمون يرحمُهم الرحمنُ، ارحموا مَن في الأرضِ؛ يرحمْكم مَن في السماءِ "[7].
الجزاء من جنس العمل من يرحم الخلق يرحمه الله، عندما جاء هذا الصحابي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يلينُ قلبي قال: امسح رأس اليتيم يلن قلبك وتقض حاجتك.
تعرفين ماهو خير البيوت على هذه الأرض:
قال صلى الله عليه وسلم:" خيرُ بيتٍ في المسلمينَ بيتٌ فيهِ يتيمٌ يُحسَنُ إليهِ وشرُّ بيتٍ في المسلمينَ بيتٌ فيهِ يتيمٌ يُساءُ إليهِ"[8].
الإحسان إلى اليتامى والعناية بهم طاعة يُتقرب بها إلى رب العالمين.
بل إن الله - عزوجل أمرنا بالإحسان إلى اليتامى، إلى هؤلاء المساكين الذين يعيشون في الأرض ولا أحد يحسن إليهم إلا من رحم الله.
﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].
الإحسان إلى الأيتام سواء كانوا أقارب أوغير أقارب بكفالتِهم وبرِّهم وجَبْرِ خواطِرِهم وتأدِيبهم بالآداب الشرعية وتربيتِهم تربية حسنة.
وقد أثنى النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أم الأيتام التي تقوم على رعايتِهم فقال: " مَن ضمَّ يتيمًا لَهُ أو لِغيرِهِ حتَّى يغنيَهُ اللَّهُ عنهُ وَجبت لَه الجنَّةُ "[9].
في رواية " مَن كفَل يتيمًا له أو لغيرِه من النَّاسِ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ "[10].
مَن كفَل يتيمًا له: مثل إنسان تُوفِّيَ أخوه فقام على تربية أولادِه من بعده، وكذلك الأم التي مات زوجُها فقامت بتربية أولادِه من بعدِه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين، وأشارَ بأصبُعَيْهِ يعني: السَّبَّابةَ والوسطى "[11].
يا أمَّ اليتيم، يا من وهبَكِ الله طفلا يتيما في حِجْرِك، كيف تصلِين إلى الجنة؟
ليس إلى الجنة فحسب، بل إلى جيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، الأمر سهل ولا يحتاج إلى كثير من الأعمال فقط أقبلي بقلبِك على الله، لن ندخل الجنة بأعمالنا، بل برحمة الله عزو جل، الله رحيم ويحب من عباده الرحماء.
يَدُكِ الرحيمة، قلبُكِ الرحيم، كلماتُكِ الرحيمة، لمسة يَدِكِ على رأس هذا اليتيم بعطف ورحمة توجب لكِ رحمة الله التي بها سيكون دخولُكِ الجنة.
" أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين"
ليست الكفالة معناها إطعامه وتوفير السكن والكسوة له فحسب؛ بل كفالة كاملة، اليتيم يحتاج ليس فقط إلى طعام وشراب، بل يحتاج إلى عطف وحنان، لأن في نفسِه انكسار، وفي عيْنَيِه دمعة.
مدِّي إلى طفلِك اليتيم يَدُ الرحمةِ والعطفِ والحنان.
ازرعي فيه الثقة بالله -عزو جل- وأنه يستطيع بإذن الله أن يواجِهَ هذه الحياة، علِّميه أن الله-تعالى-حكيمٌ، وأنَّ كل شيء عنده بمقدار وأنه قسم النعم والأرزاق بين عباده وقسم البلاء كذلك وأن الدنيا اختبار وأن الله اختبره بهذا البلاء ليرفع درجته.
أخبريه أن خير البشرصلى الله عليه وسلم كان يتيمًا، لكنه صنع أمة، وبلغ دعوة، ونشرالاسلام في كل مكان.
علِّميه أن علماء السلام كثيرمنهم كانوا أيتامًا، فقدوا أباءهم في الصغر، ولم يمنعهم ذلك أن يكونوا علماءًا؛ يسيرُ الناسُ على طريقتهم ويقتدون بهم.
الإمام الشافعي كان يتيمًا، أرسلته أمُّه ليتعلم من الإمام مالك رحمه الله، كذلك الإمام أحمد، وشيخ الإسلام ابن تيمية.
وابن سعدي صاحب التفسير المعروف والإمام ابن باز رحمهم الله جميعًا.
يا أم اليتيم، لا تكتفي فقط بإطعامه وتعليمه علوم الدنيا، بل احرصي على أن ترّبِّيه على المعاني الإيمانية والآداب الشرعية، عن عمر بن أبى سلمة رضى الله عنه قال: "كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ "[12].
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:" كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا فقالَ: يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ "[13].
علِّمي طفلك توحيد الله عز وجل بالعبادة؛ بالدعاء، بالسؤال، بالاستعانة، ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].
لا أدعو غير الله، لا نبي ولا ولي ولا حجر ولا شجر ولا قبر.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الأعراف: 194].
﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴾ [الإسراء: 56].
اغرسي معاني التوحيد في قلبِه الصغير، إذا طلب شيئًا أو تمنَّى أمنية، ذكِّرِيه بأن يتوكل على الله في تحقيق هذه الأمنية والحصول على ما يريد، ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].
قولي له علينا أن نتعلق بالله وحده ولا نتعلق بغيره، لاحظاظة ولا خيط ولا خمسة وخميسة.
علِّميه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " من تعلَّقَ تميمةً فلا أتمَّ اللهُ له ومن تعلقَ ودعةً فلا ودعَ اللهُ له وفي روايةٍ أخرى: من تعلَّقَ تميمةً فقد أشرك"[14].
علِّمي طفلك المحافظة على الصلوات في أوقتها، صلة الرحم، بر الأم، البعد عن الحرام، عن الكذب عن الغش، عن تضيع صلاة الفجر، عن العقوق، عن النظر المحرم وعن سماع المحرم.
أيَّتُها الأم العظيمة، وصيَّتِي لك أن تُحسني إلى أولادك الأيتام، وأن تربِّيهم تربية صالحة، وأن تصبري على ذلك ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، ولا تنتظري الثناء من أحد، واعلمي أن ثوابَك وأجرَك على قدر نَصَبك وتعبك.
الإحسان إلى اليتامى:
من أعظم البر: قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 220].
وقال عز وجل: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].
نجاه من كرب يوم القيامة:
قال تعالى:"﴿ فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾ [البلد: 11-14].
والعقبة هي الطريق التي في الجبل وسميت عقبة لما فيها من الشدة والصعوبة مما يقتضي مجاهدة النفس، ومجاهدة الهوى والشيطان في النهوض بهذه الأعمال الجليلة التي تكون بها النجاة.
الاقتحام: الدخول في الأمر الشديد، اقتحمها: دخلها وتجاوزها بسرعة.
والعقبة جبل من جهنم (ابن عمر- الحسن)، قال قتادة: هي عقبة شديدة في النار واقتحموها: بطاعة الله وقال مجاهد هي الصراط يضرب على جهنم كحد السيف.
ففسَّر العقبة وما هي الأمور التي يحصل بها اقتحامها، فقال: ﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾؛ أي: ذي مجاعة شديدة وفقر وحاجة،
﴿ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾ [البلد: 15، 16]؛ أي: ليس عنده شيء، كأنه قد التصق بالتراب من الفقر والحاجة.
﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ [البلد: 17]، ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة مؤمنٌ بقلبه محتسب ثواب ذلك عند ربِّه، يتواصى مع غيره بالصبر على طاعة الله وعلى إطعام المسكين، وعلى بذل المال.
ثم قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ [البلد: 18] أي: المتصفون بهذه الصفات هم أصحاب اليمين وأهل الجنة.
طريقك إلى الجنة:
قال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴾ [الإنسان: 8 -14].
وبعد هذا الصبر والتعب سيكون هذا النعيم والعطاء:
قال تعالى: ﴿ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإنسان: 15 – 22].
نسأل الله عزو جل أن يرزقنا علمًا نافعًا، وقلبًا خاشعًا وعملا صالحًا متقبلاً.
وأن يجلعنا من الأنقياء الرحماء، وأن يكتبنا من السعداء وأن يحشرنا من الأنبياء والشهداء.
وأن يبارك في أولادِنا وأولادِ المسلمين وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[1] الترغيب والترهيب (3/ 316)، أخرجه أحمد (2/ 263)، وعبد بن حميد في ((المنتخب)) (2/ 336)، والطبراني في ((مكارم الأخلاق)) (ص: 350) باختلاف يسير.
[2] صحيح الترغيب (2544)، أخرجه الطبراني كما في ((الترغيب والترهيب)) (3/ 237).
[3] سنن الترمذي (1639)، حديث حسن.
[4] أقحطت العين: احتبس دمعها. ((لسان العرب)) (7/ 374).
[5] ((بدائع الفوائد)) (3/ 743).
[6] صحيح البخاري (6655).
[7] صحيح الترغيب (2256)، أخرجه أبو داود (4941)، والترمذي (1924)، وأحمد (6494)، حديث حسن لغيره.
[8] تخريج مشكاة المصابيح (4/ 426)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حديث حسن.
[9] الجامع الصغير (8812).
[10] مجمع الزوائد (8/ 166)، رجاله ثقات، أخرجه ابن الأعرابي في ((المعجم)) (1414)، والطبراني (25/ 98) (255) واللفظ له، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (7955)، من حديث أم سعد بنت عمرو الجمحية رضي الله عنها.
[11] صحيح الترمذي (1918)، من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.
[12] أخرجه البخاري (5376) واللفظ له، ومسلم (2022).
[13] صحيح الترمذي (2516).
[14] أخرجه أحمد (17404)، وأبو يعلى (1759)، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (234).
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك