11-05-2022, 10:47 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
أحببت أخت صديقي
أحببت أخت صديقي
أ. فيصل العشاري
السؤال:
♦ الملخص: شابٌّ أحبَّ أخت صديقه المتزوجة بعدما عَلِمَ بوجود مشكلاتٍ بينها وبين زوجها، وطلب مِن صديقه أن يسعى في الطلاق، لكنه لم يهتمَّ بالأمر، مما أحزن هذا الشاب، ويسأل: هل هذا صديقٌ حقيقي؟!
♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ صديق أعده صديقَ عمري، له أختٌ متزوجةٌ، كان بينها وبين زوجها مشكلات كثيرة، وطلبت الطلاق.
تكلمتُ معها وأحببتُها وتعلَّقتُ بها كثيرًا، وقلتُ لصديقي: أريد الزواج من أختك عندما يتم الطلاق، لكنه لم يقفْ بجانبي، ولم يَسْعَ في موضوع الطلاق، وهو يعلم أني أحبها جدًّا، وأريد أن أتزوَّجها، لكنه لم يفعلْ!
استمر الموضوع بيني وبينها مُعلقًا إلى أن حدثتْ خلافات بيني وبينها، ولم تعُدْ هي مثلما كانتْ عليه، فلم تَعُدْ تحبني مثلما كانتْ!
كلمتُ صديقي هذا، لكنه لم يتصرفْ ولم يفعلْ أي شيء، بل قال لي: اترُكها، فأحسستُ أنه تخلى عني، ولم يقفْ معي، وكان في إمكانه أن يُنهي الموضوع من قديم، لكني أشعر أنه أناني، لا يُفكر إلا في نفسه، وللأسف كثرة البعد بيني وبينها جعلها تتخلى عني، وانتهتْ علاقتي بها!
أخبروني هل هذا صديق حقيقي؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.
خلاصة مشكلتك التي عرضتَها أنك تعلَّقتَ بامرأةٍ متزوجةٍ، وأخوها لم يُساعدك في موضوع طلاقها وانفصالها من زوجها بحجة وجود مشاكل بينهما، وأنت تسأل: هل هذا صديق حقيقي؟
في الواقع يمكننا أن نقول: إنه ليس صديقًا حقيقيًّا؛ ليس لأنه لم يُساعدك في طلاق أخته من زوجها؛ ولكن لأنه تساهَل في هذا الموضوع، وسَمَح لك بأن تَتَدَخَّل في الحياة الزوجية لأخته، وكان يجب عليه أن يَنصحك ويَعِظك بأن تبتعدَ عنها، وألا تُنشئ معها علاقة حب أصلًا وهي في عصمة رجل آخر، فهذا في الواقعِ نوعٌ من الخيانة الزوجية، وتخبيب للمرأة على زوجها؛ حتى وإن كانتْ هذه العلاقةُ بعدَ وجود المشاكل، لكن مجرد ربط علاقة حبٍّ مع امرأة متزوجة هو في حدِّ ذاته خيانة زوجية، يخشى على صاحبها من الإثم؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منَّا مَن خَبَّب امرأةً على زوجها، ولا عبدًا على سيده))؛ رواه أبو داود وغيره.
ومعنى خبَّب: أفسد!
فعليك المبادرة إلى التوبة عن هذا الفعل، وعدم تَكراره مرة أخرى، وقطع صلتك بهذه المرأة نهائيًّا، فإنْ تَمَّ طلاقها مِن زوجها فيمكنك التقدُّم، وطلب يدها رسميًّا مِن أخيها؛ ولكن لا يجوز قبلَ ذلك إنشاء أية علاقة، ولا أي وعد بالزواج وهي ما تزال في عصمة رجل آخر.
وتأمَّل معي هذه الآية الكريمة: ﴿ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾[البقرة: 235].
فهذه الآيةُ أجازت التعريضَ بطلب الخطبة من المرأة التي تُوُفِّي زوجها أثناء عدة الوفاة، ولكنها لا تجيز التصريح بالخطبة مع أنَّ زوجها ميت؛ فكيف بامرأةٍ لا تزال في عصمةِ زوجها، ولا يزال زوجها حيًّا يُرزق!
ومن هنا لا بد أن تعلمَ خطورة ما قمتَ به؛ وأنه مخالفٌ لما وَرَدَ في الشرع الحكيم. نسأل الله أن يهديك، وأن يبصرك بالهدى والحق والله الموفق
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|