10-26-2022, 03:11 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
هل أنا حقا سبب جميع الأخطاء؟
هل أنا حقا سبب جميع الأخطاء؟
أ. أسماء حما
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
سيدة متزوجة ولديها أولاد، تشكو من سلوكيات زوجها، الذي يرمي عليها كل مشكلاته، ويتهمها دائماً بأنها سبب التقصير.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي رجل محترم جدًّا، وملتزم دينيًّا وأخلاقيًّا، ومُتسامح وكريم وعطوف، مشكلته أنه يُعَلِّق أخطاءه كلها عليَّ، ولا يجد مَن يلومُه غيري؛ فأي مُشكلة يتعرَّض لها البيتُ أو الأولاد أكون أنا السبب فيها، وأول شيء يَنْطِق به: أنتِ السبب! حتى لو لم يأكل الأولاد طعامهم!
أسأله: لماذا أنا السبب؟ فيسكت ولا يتكلم!
أنا أحترمه وأحبُّه، لكن يجنُّ جنوني عندما يقول لي هذه الكلمة، وصل بنا الحال إلى أن الأولاد تعوَّدوا على ترديد هذه الكلمة، وكأني أصبحتُ المصدر الأول والأخير لأي فشل يحدث.
فما الحل؟!
الجواب:
أختي الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياك الله في شبكة الألوكة.
أعرف حالةً تُشبه حالتك مع زوجك؛ امرأة بلغت الستين من العمر، منذ أن تزوَّجت وزوجُها كثير الغضب، كثيرُ التأنيب، وما يزال يَلومها ويُؤنِّبها لسبب أو لغيره، وهي صابرة مُحتسبة، تستمع له ولا تجيب.
أثارني صمتُها ذات مرة، فسألتها: كيف تَقدِرين على كل هذا الصمت، مع ما تلاقينه من التأنيب والكلام الجارح بعض الوقت؟!
أجابت: أدعه يُفضفِض ليرتاح ويهدأ بعد أن يُلقي بثقل ما يحمله في قلبِه على مَسمعي، أعرف أنه يُحبُّني، لكنها طبيعته التي تكيَّفتُ معها، وكثيرًا ما يندم، ويقول لي: أنت تحمَّلين ما لا تستطيع امرأة غيرك تحمُّله!
كبر أولادهما، وأصبحوا رجالاً ونساء فاعلين في المجتمع، يَعرفون طبيعة والدهم، وما زال الزوج بطبيعته لم يتغيَّر، وما زالتْ حين تستمع إليه أحيانًا تبتسم؛ لأنها تعرف أنه يثور ثورته التي سرعان ما يهدأ بعدها ويندم.
المجتمعُ مَليء بِمِثْل هذا النموذج الزوجي - أختي الكريمة - وأنت مأجورة بإذن الله على صبرك، وتأكَّدي أن زوجك يعلم في قَرارة نفسِه أنه لا دخْل لك، إنما يحاول التنفيس عن غضبه وبعض إخفاقاته بإلصاق الأمر بك؛ ليتخلَّص مِن التُّهمة التي قد يكون هو سببها، أو عاجزًا عن حلِّها، اصبري عليه ولا تُجيبيه، دعيه يقول ما يقول كتنفيس، وسوف يهدأ ويرتاح.
قومي بواجباتك الزوجية على أكمل وجه؛ واجبات بيتك وأولادك، ولا تدَعي فسحةً من الإهمال أو التفريط لتكونَ مبررًا لأن يُلصق بك أسباب مشاكله.
عوِّضي ذلك بحِّبك وعطائك وجمال خِصالك، وسوف تستحوذين على حبه وحنانه وكرم أخلاقه، وقد أشرتِ إلى أنه يُحبك، وأنه حنون وطيب، فثقي أن تأنيبه سيقلُّ شيئًا فشيئًا، وعليك أن تتكيفي مع ما يتبقى.
إن الحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل، وهي ملحُها، ومشكلتك هذه يسيرة جدًّا، وسوف تتجاوزينها بالصبر والدعاء - بإذن الله.
رزقك الله تمام السعادة الزوجية
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|