08-05-2022, 11:10 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 361,175
|
|
محتارة بين وظيفتين في القرية والمدينة
محتارة بين وظيفتين في القرية والمدينة
أ. فيصل العشاري
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
فتاة عرض عليها وظيفتان في القرية والمدينة، ولكل منهما مميزات وعيوب، وتستفسر: أيهما تقبل؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عُرِضَتْ عليَّ وظيفتان: إحداها في قرية، والأخرى في مدينة.
سأُعَبِّر عن الوظيفة التي في القرية بـ(أ)، والوظيفة التي في المدينة بـ(ب).
إذا قبلتُ الوظيفة (أ)، فسأكون بالقرب مِن أهلي، وخاصة أمي، ولكن سأضطرّ إلى أن أعيش في القرية مع أهلي، ولا فيها توجد خدمات، وسأضطر إلى أن أبدأ مشوار حياتي بقَرْضٍ؛ كي أتمكَّن مِن شراء منزل في المحافظة نفسها.
المحافظة صغيرةٌ، ولستُ متأكِّدةً إذا كنتُ سأجد المنزل المناسب أو لا؟ وأمي لا تُحِبُّ حياة المدن، وتتضايق كثيرًا منها، وتُفَضِّل البقاء في القرية!
وإذا بقيتُ في القرية، فسأتعرَّض إلى استغلال والدي؛ فهو ماديٌّ جدًّا، وسيلحقني أذى كبير بسبب حبه للمال.
كما أنَّ أهل هذه المحافَظة فُضولِيُّون، ويحبُّون التدخُّل في شؤون الناس، وأنا لم أنشأْ فيها، بل قضيتُ حياتي كلها في مدينة أخرى، ولم أستطع التأقلم مع حياة القرية، وإذا قبلتُ العيش فيها فغالبًا سيكون زواجي من هذا المكان، والرجال هنا يبالغون في الغيرة على المرأة.
أما الوظيفة (ب)، فهي نفس الوظيفة السابقة، ولكنها في مدينة جميلةٍ وهادئةٍ، وأخي مُوظَّفٌ هناك، وأسرتي لا تُمانع أن ألحقَ به، وجميع الخدمات ستكون بالقُرب مني، وسأتصرف في مالي كيفما أشاء، دون تدخُّل والدي.
الناس في المدينة بشكل عامٍّ لا يتدخلون في شؤون غيرهم، ولكن الحياة في المدينة مُكَلفة نوعًا ما، وأخشى حينما يتزوَّج أخي أن أصبحَ عبئًا ثقيلاً عليه وعلى زوجته، كما أنني سأكون بعيدةً عن أمي، ولن أتمكَّن مِن زيارتها بشكل مستمر في حال تزوجت من هذه المدينة.
أشيروا عليَّ؛ فأنا في حيرةٍ شديدةٍ، ولا أريد أن أتَّخِذَ قرارًا أندم عليه.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.
قديمًا قيل: (ما خاب مَن استشار، ولا ندم مَن استخار).
فالاستشارةُ للمخلوق، والاستخارة للخالق، وقد أحسنتِ صُنعًا بالاستشارة هنا، ولا ينبغي أن نكونَ نحن الوحيدين في الاستشارة، فنحن لا نعرف حقيقةَ واقعك، ولا مُلابساته وظروفه، وأفضل مَن سيشير عليك في هذا شخصٌ قريبٌ لك، يعرفك جيدًا كأخيك مثلاً، ولكننا نجتهد في وضع إطار عامٍّ وخطوط عريضة للاسترشاد، ومن ذلك ما يلي:
• المُوازَنة بين الناحية المادِّية، والناحية النفسية، والناحية الاجتماعية، ولا ينبغي أن يطغى طرفٌ على طرفٍ؛ حتى تستطيعي تحقيقَ التوازن المطلوب في حياتك.
• ما دامت الوظيفةُ واحدةً في الحالين، فيبقى النظَر إلى العوامل الأخرى، وإذا قارَنَّا الناحيةَ المادية في الحالين، فسنجد أن حالك المادي يكاد يكون متساويًا مِن ناحية الصرف؛ ففي المدينة المَعيشةُ غالية، وفي القرية ربما يتم الاستحواذ على جزءٍ مِن مالك مِن قبَل الوالد، مع فارق الأجر المترتب على صرْفك على والدك، رغم أنك لستِ مُكلَّفة بذلك أصلاً، كما أنه لا يجوز له الاستحواذ على مالك، أو أخْذ جزء منه إلا برضاك، وعن طيب خاطر منك، وليس بالجبر والإكراه.
• بخصوص الناحية الاجتماعية، وحصول الزواج مِن نفس منطقتك التي سوف تستقرّين فيها، فليس شرطًا أن يكونَ مِن نفس المنطقة، فقد تسكنين في القرية ويأتيك زوجٌ مِن المدينة وتسكنين معه فيها، وكذا العكس، قد تستقرين في المدينة ويأتيك زوج من قرية والدك.
العاملُ المساعدُ في اختيار الزوج هنا هو السعي لتحديد الشخص الذي يُناسبك، والإيعاز بطريقة غير مباشرة له للتقدُّم إليك، صحيحٌ أنَّ هذا الأمر فيه صعوبة اجتماعية في هذا البلد، لكنه ليس مستحيلاً؛ حيث يمكنك التحرِّي عن الشخص المناسب لك، ويتم التواصل معه عن طريق أخيك بصورة غير مباشرةٍ؛ كالتعرُّف عليه ومصادقته، وكذا تقومين بزيارة أمه وأخواته لمجرد المعرفة والصداقة، وهذا قد يفتح بابًا في الغالب للسؤال عن إمكانية الزواج إذا حصل توافق وتَواؤُم.
• مِن الناحية الدينية وجَمْع الحسنات لا شك أن بقاءَك عند والديك والقيام على خدمتهما هو أمرٌ لا يكاد يعوض بأيِّ عمل آخر، نعم ربما كانا متعبين، وربما كان الوالد بخيلاً، آخذًا لراتب ابنته، لكن مع الصبر والمدافَعة بالمعروف، ربما تجنين ما كنت تُؤَمّلينه مِن زوج صالح وحياة استقرار، فدعوةُ الوالدين لا تكاد تُرَدُّ.
لا نريد أن نشير عليك بهذا الأمر - رغم ميلنا إليه - حتى لا تأخذي كلامنا على أنه الحل الوحيد؛ إذ لا بد مِن سماع كلام مَن حولك من كلام مستشار مؤتمن يستطيع تقدير الوضع على أرض الواقع كأخيك مثلاً.
ولا تنسَيْ صلاة الاستخارة، ودعاءها الذي يبدأ بـ: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك... إلخ".
نسأل الله تعالى أن يفتحَ عليك، وأن يهديك لأصوب أمرك، وأن يرزقك من أمرك رشدًا والله الموفق
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|