07-31-2022, 03:40 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 361,175
|
|
هل أقبل المطلق أو أبقى عانسا؟
هل أقبل المطلق أو أبقى عانسا؟
د. رحمة الغامدي
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
فتاة في الثلاثين من عمرها، تقدَّم لها مطلِّقٌ يريد الزواج منها ولديه أولادٌ، وهي وافقتْ حتى لا تكون عانسًا ولتخرج مِن بيت أهلها المليء بالمشكلات.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ في الثلاثين مِن عمري، لم أتزوَّج إلى الآن، تقدَّم لخطبتي شخصٌ في نفس عمري، طلق زوجته بعد سنة ونصف من زواجه، ولديه طفلان.
وافقتُ عليه لأني كنتُ أبحث عن الستر والزواج، والذي شجَّعني على ذلك أخلاقُه الحسنة، وبرُّه بأمِّه.
عرفتُ عنه أشياء أخرى اتضحتْ لي بعد الخطبة؛ منها: أنه لا يُصلي، ويسْهَر كثيرًا مع أصدقائه، فأخبرتُه بأن ذلك لا ينفع مع الزواج، فأخبرني بأن هذا الحال سيتغير بعد الزواج.
في أثناء الخطوبة تغيَّر كثيرًا، وأصبح يغضب لأتفه الأسباب، وإذا غضب مني يُقاطعني لأكثر من شهر!
مِن المفترض أن يتم العقدُ هذا الأسبوع، لكنه لا يسأل ولا يتصل، فأرسل له والدي يُخبره بأن هذا الوضع لا يناسبنا، وأنه إن لم يتم أمر الزواج، فالأَوْلى انتهاء الأمر.
أنا رضيتُ بحالتِه، ومُستعدة لخدمة أولاده، ولأني كنتُ أنتظر أي بارقة أمل تُخرجني مِن بيت أهلي لكثرة المشكلات فيه، ولأني أصبحتُ "عانسًا" - كما يُقال.
أخاف أن أتزوَّجه وأعيش حياة تعيسةً، أفيدوني ماذا أفعل؟
الجواب:
الحمدُ لله، وبه نستعينُ.
أشكُر ثقتك في شبكة الألوكة للاستشارات.
بدايةً - أختي العزيزة - جميلٌ أنك لم ترتبطي به (الزواج)، فما زالت الكُرة في ملعبك وأنت الحكَم، وأنت صاحبة القرار.
• بدايةً استخيري الله - عز وجل - وجميلٌ فيك أنك حريصةٌ على: هل هو يصلي أو لا؟ وكذلك يظهر حِرْص والدك على صلاحه.
• ثانيًا: سأضرب لك مثالًا: هل مرة ذهبتِ للتسوُّق وشراء فستان أو أي غرَضٍ، ولم تجدي المواصفات التي طلبتِها، ومع التعَب وضيق الوقتِ اضطررتِ لشراء ما لا يُناسبك، وما لا تنطبق عليه شروطك، ولا ترغبين فيه، لكن كان ذلك نتيجة الاستعجال والتخلُّص مِن تعب التسوُّق وضيق الوقت، ولكن بعد فترة وجدتِ نفسك في مأزقٍ آخر، وهو أنك مُضْطَرَّة لتَكْرار هذا التعب لعدم مناسبة ما اشتريتِ لك؟!
هذا هو حالُك الآن؛ تريدين الارتباطَ بأيِّ شخصٍ بسبب الهرب مِن مشاكل بيتكم، التي لا تضرُّك بقَدْر ما تضر والديك، أو أنه لا يد لك فيها.
عزيزتي، مِن أهم العوامل المهمة لاتخاذ قرار صائبٍ: ألَّا تتخذيه بسبب وقوع ضغوط عليك، بل انظري للأمر بموضوعيةٍ أكثر:
• ما النتائجُ المترتبة على اتخاذ هذا القرار؟
• ماذا سيُقَدِّم لك؟ بل ربما تخرجين مِن مشكلات أهلك إلى مشكلاتٍ أعمق متصلةٍ بك وأنت الضَّحِيَّة.
قبل أن تقعي في الشباك، أكثري من الأسئلة عنه، واطلبي مِن والدك وإخوانك البحث أكثر.
• ما أسباب الطلاق؟
• كيف كان تعامُله مع زوجته؟
• ما مستوى المعيشة لديه؟ وأين ستسكنين؟
• يُكلمك وتُكلمينه، فعلامَ اتفقتما؟
ماذا يريد منك كزوجةٍ؟ وماذا تُريدين منه كزوجٍ؟ أوصيك بالاتفاق معه في البداية.
لماذا يغضب كما تقولين؟ وأين وعده لوالدك؟ وماذا قَدَّم مِن مُبَرِّرات ربما تكون مُقنِعة.
هذه حياتُك المستقبليةُ وحياةُ أبنائك، فلا بد مِن أن تحرصي على وجود إجابات شافيةٍ وصحيحةٍ عن هذه الأسئلة وغيرها، فلا تستعجلي، فربما تأخُّرُه عن الرد على أبيك خيرةٌ اختارها الله لكم.
غاليتي، لا تستعجلي بقول: إنك مُستعدَّةٌ لخدمة أطفاله، وتنظرين للأمر بمثاليةٍ في ذلك، لا، بل هل قدراتك ومهاراتك تساعدك على ذلك؟ (كوني صريحةً مع نفسك أولًا)، فإن هذا موضوعٌ آخر.
كرِّري الاستخارةَ والدُّعاء والاستغفارَ؛ فاللهُ حينها سيكون معك؛ لقوله: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].
كما أني أُوصيك بتطوير نفسك في مهارات الحوار والإقناع، ومهارات الحياة الزوجية؛ سواء كان بينكما نصيب أم لا؛ فهي مهاراتٌ حياتيةٌ لا غنى عنها.
سائلة لك التوفيق والسداد
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|