07-28-2022, 07:55 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 361,175
|
|
أحلم بالابتعاد عن والدي!
أحلم بالابتعاد عن والدي!
أ. عائشة الحكمي
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
فتاةٌ تعيش مع والدها وأختها بعد وفاة أمها، لكنها تكره والدها، وتسأل: كيف تبتعد عنه وتتزوج؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ في منتصف العشرينيات مِن عمري، ظروفي الأسرية صعبة للغاية، فقد فقدتُ أمي وإخوتي، وأعيش مع أختي الوحيدة وأبي، سئمتُ الحياةَ، وأدعو على نفسي بالموت، واللحاق بأمي المسكينة! وأكره والدي جدًّا! وكثيرًا ما كنتُ أتمنى أن الذي رحل أبي وليست أمي!
أنا مُضطرة إلى أن أبتسمَ في وجه أبي وأخدمه وأضغط على أعصابي، حتى إنني أشعُر بأني سوف أنفجر من كثرة الضغط الذي عليَّ!
كثيرًا ما يسألني بعضُ الأقارب عن والدي، فأُخبرهم بأشياءَ سيئةٍ عنه، وأشعر بأني أتلذَّذ عندما أغتابه!
يجلس عندنا كثيرًا، بالرغم مِن أنه متزوِّج مِن امرأةٍ ولها بيتٌ خاصٌّ بها، لكنه يتركها، ويأتي للجلوس معنا، وأنا أصلًا لا أُريده أمامي!
أحلم كثيرًا بأن أسكنَ وحدي وأن أبعدَ عنه، أحلُم بأن يكونَ لي زوجٌ أبتعد به بعيدًا، وأدعو الله كثيرًا أن يرزقني وظيفةً حتى أستغنيَ عنه.
هو يعلم أني لا أحب الحديث معه، لكنه مع ذلك يُحاول التقرُّب مني، والتحدُّث معي.
أما أختي فهي أنانية وتصرُّفاتها مستفزة، ولا تُساعدني في أعمال البيت إلا نادرًا!
الناسُ يمدحونها، ويتودَّدون إليها في كلِّ عملٍ تقوم به، بعكسي أنا؛ فكلُّ تصرُّفاتي محسوبةٌ عليَّ، وعليَّ أن أصبرَ وأتحمَّل كل أخطائي وأخطاء غيري.
أتحملها كثيرًا بالرغم مِن تصرفاتها؛ وذلك بسبب وصية أمي لي بأن أهتم بها، ولحبي لأمي لن أخذلها.
أحيانًا أشعر بأن قلبي ميت، ولأجْل هذا تتساوى عندي كلُّ الأمور، ولولا سترُ الله وفضلُه لفعلتُ أمورًا من المستحيل أن تُفْعَلَ!
قمتُ بالتسجيل في بعض مواقع الزواج، وتعرَّفْتُ إلى شخصٍ انجذبتُ إليه كثيرًا، وكنا نتحدث على الهاتف في أوقات متفرقةٍ، أحببتُه وأحبني، ولأول مرة في حياتي أشعُر بشعور الاطمئنان معه!
الحمدُ لله لديَّ خطوطٌ حمراء لا يمكن أن أتجاوزها، وأنا مُتْعَبَة مِن الحياة ولا وقتَ لديَّ للعب واللهو مع شابٍّ، ولأجْلِ هذا فأنا حريصةٌ على نفسي جدًّا.
هو شخصٌ رائعٌ - كما يبدو لي - ويُوافق الكثير مِن قناعاتي وأحلامي، وكنتُ أتمنى زوجًا حنونًا يحبني ويُعْجَب بي ويُقَدِّرني، وأن يكونَ بعيدًا عن أقاربي، وعاش معاناةً في حياته؛ حتى يكونَ قد ذاق الألمَ ليَحِنَّ عليَّ ويرحمني، وأحن عليه أنا كذلك، وأُسْعِده وأُعَوِّضه مُرّ الأيام التي عاشها، لكن أمورنا حتى الآن مُعَلَّقة، وأسأل الله أن يُدَبِّرَ أمورنا في الخير!
أبكي كثيرًا على حالي، ومرهقة ومتعبة نفسيًّا، وأظهر للناس على أني سعيدة، وأبالغ جدًّا في سعادتي، حتى لا يُشفقوا عليَّ.
لديَّ الكثيرُ لأُحققه، لكني لا أستطيع، فكيف أتخلَّص من حاجتي للزواج؟ وكيف أعيش بأنانيةٍ وبقلب ميتٍ خالٍ من المشاعر؟! كيف أعيش حياةً جميلةً ورائعةً مع هذا الضغط الذي أعيش فيه؟
لا تقولوا لي: ادعي وصلي واستغفري؛ فأنا أدعو وأُصلي وأستغفر، والحمدُ لله أموري تتيسَّر بفضل الله، ولولا تعلُّقي بالله وتوكُّلي عليه لما تيسرتْ أموري!
أنا أدعو الله كثيرًا أن يُلهمني الصبر، والحمدُ لله أشعر بأنه يقف معي ويُواسيني
أريد حلًّا سِحْرِيًّا يحلُّ مشاكلي وتعبي، فرَّج الله هَمَّكُم، وحقَّق أمانيكم
الجواب:
بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان
سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فإنَّ مِن أجمل العلاقات الإنسانية وأطهرها وأصدقها تلك التي تجْمَع بين الابنة وأبيها، ولذلك أرى أنك تَحْرِمين نفسَك بنفسك مِن الاستمتاع بخيرِ علاقة يسعى فيها والدُك للتقرُّب منك، وإصلاح الجسور بينكما، غير أنك تُصَرِّين على إقامة المصادّ النفسية بينك وبينه؛ لسببٍ لم تذكريه في استشارتك! حيثُ لم أقرأْ في سطورك شيئًا يتعلق بالإساءة الجنسية، أو الجسدية، أو مما يمكن أن يتركَ آثارًا وندوبًا في ذاكرتك وقلبك.
وحتى لو حصل ذلك، فالحلُّ الآن أن تتسامحي، وتُحرري نفسك مِن هذه المشاعر السلبية التي تضرُّك، ولا تغيِّر شيئًا من حياتك.
تحتاجين إلى جرعةٍ مِن السلام الداخلي، والتصالح مع نفسك ومع الآخرين بمَن فيهم والدُك، وتقبّل حياتك التي لا تستطيعين تغييرها، والسَّعْي لإسعاد نفسك بنفسك بما هو متاحٌ في يدك؛ حتى يقضيَ اللهُ أمرًا كان مفعولًا.
ربما لا تجدين في جوابي حلًّا لمشكلتك؛ ذلك لأنَّ الحلَّ ليس في كلماتي ومُواساتي، ولكنه موجودٌ في كلماتك أنت التي تقولينها لنفسك صباح مساء، فارفقي بنفسك عُوفِيتِ!
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|