02-15-2016, 08:06 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
تقريط المسامع بشرح كتاب الجامع
يتوفر هذا الكتاب في رواق مركز نجيبويه في معرض الدار البيضاء للنشر والكتاب لهذا العام؛ وقد قدم له محققه الأستاذ الدكتور أحمد بن عبد الكريم نجيب الشريف بمقدمة قال فيها:
يمتاز السادة المالكية بسبقهم إلى تصنيف الجوامع، وهي سنة حسنة في التأليف سنَّها إمام دار الهجرة رحمه الله في موطَّئِه، وجرى عليها أتباع مذهبه من بَعدِه.
ويُعتبَر جامع الشيخ خليل رحمه الله أشهرَ ما ألَّفه المالكية في هذا الفنِّ الجامع بين العقائد والفقه والسلوك، وقد شرَّفنا الله تعالى- فيما مضى- بتحقيق الكتاب والذي نشرَه مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث - مرَّتَين- بعد طبعته الأولى في العدد الثالث من أعداد مجلة قطر الندى العلميَّة المحكمة الصادر في ربيع الأول 1430هـ/آذار 2009م، ووقفنا يومذاك على أهمية الكتاب البالغة؛ فكيف إن أضيف إليه الشرح الذي وضعه عليه الشيخُ التاودي الجامعُ بين عِلْمَيْ الفقه والسلوك، الذي شرح المختصر والجامع أكثر من ثلاثين مرة في حياته الحافلة بالتدريس والتصنيف!!
زد على ذلك أنَّه الشرح الوحيد الذي عرفته المكتبة الإسلامية لكتاب «الجامع»، وهذه ميزة تجمع بين السبق والتفرد.
* * *
وقد عنوان الشيخ التاودي شرحه على «الجامع» بعناوين متعددة؛ منها ما تواترت عليه النسخ الخطية من قوله في آخره: «... وهذا آخر ما قرر وضعه ويسر جمعه من تقريط المسامع بشرح كتاب الجامع»، بينما استهل العلامة محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني الحَسَني حاشيته على «التقريط» بقوله رحمه الله: «... وبخطه(1) في ظهر الورقة الأولى من مبيَّضته تسميته بتشنيف المسامع بشرح كتاب الجامع، وبالضوء اللامع بشرح الجامع».
فهذه العناوين الثالثة صرَّح بها وارتضاها المصنف رحمه الله، ولا يُلتفَت إلى أخطاء النُّساخ الذين صَحَّفوا أوحرَّفوا كلمة «تقريط» إلى «تقريظ» بالمعجمة بدلاً من المهملة، ولا إلى ما أحدثه جَهَلة المفهرسين في الخزانات والمكتبات العامة والخاصة من عنونة الكتاب ببعض أوصافه؛ كقول بعضهم: «حاشية في التصوف»، وقول بعضهم: «شرح مختصر خليل»، وما شابه ذلك.
وقد اخترنا من العناوين الثلاثة التي وضعها المؤلف أوَّلَها، وذلك لتواتر النسخ الخطية على إثباته، وعدم وجود ما يدفعه.
* * *
أما مصنِّف «التقريط» فهو: أبو عبد الله محمد بن محمد الطالب بن علي بن محمد بن علي ابن سودة، الملقب بالتاودي، شمس الدين، المُرِّي، القرشي، الفاسي.
قالت أمه الفاضلةُ أم اليُمن عائشة بنت أبي العباس القدياري رحمها الله عن نشأته: «لما بلغ سن التعليم صرفتُه للمكتب، فكان - لا يبرح - دائم السلوك في طريق المراشد، حريص الاعتناء بجميع أنواع المحامد، مقبلاً على المفروض والمسنون، تاركاً للصبيان في خوضهم يلعبون، آخذاً بالجد والاجتهاد، ظاهراً في مظاهر الإقبال والإمداد، موفَّقاً مؤيداً معاناً مسدداً حافظاً لما يملى عليه، عارفاً بما يرسم لديه، فحفظ القرآن في أقرب مدة، ووصل لما يرجع لرسمه وشكله حدَّه، حتى أحكم روايته بحرف ابن كثير، وأخذ من أحكام تجويده بكثير، وأبدع في جودة الخط. ثم بعد حفظه القرآن، أخذ يُبادئ في العلم بحفظ متون دواوينه المتداولة، بادياً بالأهم، ولم يتجاوز عمرُه سنَّ العاشرة»(2).
هذا عن زمن النشأة والتأسيس، أما بعد أن اشتد عوده فقد أقبل على العلم بنهَم، وأخذ منه بحظ وافر عن أكابر العلماء في عصره ومصره، ومن شيوخه المغاربة ذكر عشرة في فهرسته الصغرى، منهم أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بَنَّاني، وأبو العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي، وأبو العباس أحمد بن مبارك السجلماسي اللَّمطي، وأبو عبد الله محمد بن قاسم جسُّوس، وآخرون.
أما من أخذوا عن التاودي فيعدون بالمئات، ومنهم تلميذه محمد الرهُّوني الذي قال في التعريف بالشيخ: «لا أعلم الآن أحداً ممن ينتمي إلى العلم بالمغرب، إلا وله عليه منَّة التعليم؛ إما بواسطة، وإما بغير واسطة، وإما بهما معاً»(3).
واشتهر من بين تلاميذ الشيخ التاودي أولادُه الأربعةُ (أبو العباس أحمد، وأبو عبد الله محمد، وأبو بكر محمد، وأبو القاسم محمد)، وكثيرون من أعلام عصره ومصره، وأشهرهم أبو الربيع سليمان الحوَّات الذي عرَّف بشيخه بإسهاب واستفاضة في كتابه الشهير (الروضة المقصودة)، ومنهم محمد بن عبد السلام الناصري الدِّرعي، ومحمد الطيِّب بن عبد المجيد بن كيران، ومحمد بن محمد بن إبراهيم الدُّكَّالي، ومحمد بن الطيب القادري، وغيرُهم.
أثرى أبو عبد الله المكتبة الإسلامية بعشرات المؤلَّفات التي صنَّفَها في مختلف العلوم الشرعية، ومنها إضافة إلى ما نقدِّمُه ونقدم له اليوم:
-زادُ المُجِد الساري لمُطالِع صحيح البخار، وهو حاشية على الجامع الصحيح(4).
-تقريب السالك إلى فهم موطأ مالك.
- شرحٌ على لامية الزقاق في علوم القضاء.
- شرح قصيدة «بانت سعاد»، لكعب بن زهير(5).
وكتبٌ أخرى كثيرةٌ غير ما ذكرناه.
عَمَّر التاودي حتى جاوز التسعين، وكانت وفاته رحمه الله عصرَ يوم الخميس في التاسع والعشرين من ذي الحجة الحرام سنة 1209هـ، ودفن في زاويته بحومة زُقاق البغل في فاس المحروسة، بعد أن صلَّى عليه ولده أحمد(6).
* * *
وكثيرةٌ هي نسخ «التقريط» في الخزانات العامة والخاصة في المملكة المغربية وخارجها، وقد اخترنا -من هذا الكثير-لتحقيقه النسخ الثلاث التي نُعرِّف بها فيما يلي:
النسخة الأولى المرموز لها بالرمز (ن):
يحفظ أصلها في خزانتي الخاصة (مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث) ضمن مجموع، وتقع في (70) لوحة، مسطرتها (28) سطراً بمتوسط (13) كلمة في السطر الواحد، وقد كتبت بخط مغربي دقيق واضح، بمداد أسود، وكتب متن «الجامع» فيها باللون الأحمر، وتحتوي حاشيتها على بعض التصويبات، وعناوين جانبية، وفي خاتمتها أن الفراغ من نسخها وافَقَ الثالث والعشرين من شهر الله المحرم عام 1280 هـ، دون إشارة إلى اسم الناسخ.
النسخة الثانية المرموز لها بالرمز (ك):
يحفظ أصلها في خزانة أخينا الأستاذ الشيخ محمد حمزة بن محمد علي بن محمد المنتصر بالله الكتاني، وقد انتقلت إلى حيازته -على ما أفادنا به-من خزانة جَدِّ أُمِّه العلامة الشيخ محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني رحمه الله .
تقع هذه النسخة في (94) لوحة، وعدد مسطرتها (21) سطراً في الصفحة بمتوسط (13) كلمة في السطر الواحد، وهي مكتوبة بخط مغربيٍّ واضحٍ أسود المداد عدا متن «الجامع» فهو مكتوبٌ بمداد أحمر، وقع أثرَتَّ الأرضة فيه مواضع كثيرة منها.
لا تحمل هذه النسخة أيَّ إشارة إلى تاريخ نسخها أو اسم ناسخها.
النسخة الثالثة المرموز لها بالرمز (س):
يحفظ أصلُها في مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض تحت رقم (5174)، و تقع في (80) لوحة، عدد مسطراتها (23) سطراً في الصفحة، بمتوسط (15) كلمة في السطر، وهي مكتوبة بخط مغربي دقيقٍ أسود المداد، عدا رؤوس المسائل فهي مكتوبة بمداد أزرق، ومتن «الجامع» فهو مكتوبٌ بمداد أحمر، وهي غير تامةً، ولا يُعرَفُ اسمُ ناسخها أو تاريخ نسخها؛ وعليها ما يُثبتُ ملكيَّتَها لأحمد بن مصطفى النفالي.
* * *
مادة الكتاب الذي بين أيدينا اليوم تعكس الحالة العلمية لمسلمي الغرب الإسلامي في عصر المؤلف، وأبرز ما يميِّز تلك الحالة الإفراط في التصوف، والغلو في أهله، الذي انعكس على بعض ما بين دفتَيْ هذا الكتاب أخباراً ضِعافاً أو موضوعةً، وحكاياتٍ مرسلةً عن بعض الصالحين لا يعرف لها إسناد، ولا يُجزَم بنسبتها إلى من نُسبَت إليه أو رُويَت عنه(7) ، وقد اكتفينا بتخريجها أو عزوها إلى مظانها من المصادر عن قبولها أو ردها؛ صَوْناً لحق المؤلف في اعتقاده - وإن خالَفَنَا-ولحق القارئ في قَبوله أو ردِّه أو توجيهه.
* * *
أمَّا عملنا في التحقيق فمن أبرز عناصره:
* نسخُ «التقريط» من النسخة الخطية التي يحفظ أصلها في خزانتنا الخاصة (مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث)، ثم مطابقة ما تم نسخُه بالأصل المنسوخ منه؛ حرفاً حرفاً، وكلمةً كلمةً.
* التقيُّدُ بقواعد الرَّسم الإملائي المعاصر في الكتابة، وتحليةُ النص بما يَحتاجُهُ من علامات الوقف والترقيم، وضبط المتن كاملاً وما قد يُشكِل من ألفاظ وعبارات الشرح بالشَّكل.
* مقابلة النص المنسوخ من نسختنا على نُسختَيْ الشيخ محمد الباقر الكتاني، و جامعة الملك سعود؛ مع اعتماد منهج النص المختار في التحقيق؛ حيث اخترنا مما اختلفت فيه النسخ الخطية ما بدا لنا أرجَحَ من غيره، وأقرب إلى مراد المؤلف رحمه الله ، وأثبتنا في الحواشي السفليَّة ما يفيد القارئَ الوقوفُ عليه من اختلاف عبارات وألفاظ النسخ، علماً بأننا ضربنا صفحاً عن كثير من الفروق التي لا تؤثر في المعنى، ولا تُعكّر على سياق الكلام.
* إثباتُ أرقام لوحات المخطوط بحسب نسختِنا من «تقريط المسامع» المرموز لها بالرمز (ن)، وجعلُ الأرقامِ في أوائل اللوحات لا في أواخرها، مع التمييز بين وجوهِها وظهورِها بالإشارة إلى الأولى بالحرف (أ)، وإلى الثانية بالحرف (ب).
* تمييزُ الآيات القرآنية عن باقي نصّ الكتاب بكتابتها برسم المصحف العثمانيّ، ووَضْعِ كلٍّ منها ضِمنَ قوسَين مزهَّرَين، وتخريجها من المصحف الشريف؛ بذِكر رقمها مسبوقاً باسم السورة، وجعلنا ذلك محصوراً ضمن معكوفتين في صُلب الكتاب.
* تخريجُ الأحاديث النبوية الواردةِ في الكتاب وفقَ قواعد التخريج المعتمدة عند أهل التخريج ودراسة الأسانيد.
* التعريف بأكثر الأعلام المذكورين في «التقريط» وخاصَّة أعلام المذهب المالكي -لكونهم المقصودين أصالةً في الكتاب- بضبط كناهم وأسمائهم وأنسابهم وألقابهم، وذِكر بعض أخبارهم وأحوالهم ومناقبهم وآثارهم، وتوثيق ذلك كله بالإحالة إلى كتب الطبقات وأعلام المذهب وغيره.
* عزوُ ما تيسَّر عزوُه من النُّقول والأقوال التي أوردها المؤلفُ إلى مصادرِها، بالرجوع إلى ما أتيحَ لنا الرجوعُ إليه من المصادر.
* إضافةُ عناوينَ فرعيةٍ لما أهمل المؤلفُ عنونتَه، وتمييز ما أُضيف بوضعه بين معكوفتين، استغناءً بذلك عن الإشارة في الحواشي إلى أن ما بين المعكوفتين مدرجٌ أثناء التحقيق.
* أدرجنا كلام الشيخ خليل في جامعه ضمن إطار مستقل، معزوًّا بأرقام طبعتنا له.
* إدراج القدْر الذي أتمَّه العلامة الشيخ محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني رحمه الله من حاشيته على «التقريط» في هوامش النص الذي حققناه.
* تذييلُ الكتابِ بثَبْتٍ فيه جملة ما اعتمدنا عليه من مصادر التوثيق ومراجع التحقيق،
وإردافُه بفهرست للكتاب يقرِّبُ فحواه ممَّن رآه.
* * *
هذا؛ وإننا إذ نقدِّم هذا الكتابَ على ما وفَّقَنا الله إليه في تحقيقه، لَنسأله تعالى أن يتقبلَ عملَنا فيه بقبول حسنٍ، وأن يعمَّ مؤلِّفَه ومحقِّقَه - وأعْوَانَه - وناشِرَه وناظِرَه بجزيل الثواب وعظيم المِنن، وأن يُجزلَ لهم العطاءَ والثوابَ، ويجعلَ ما قدَّموه وِجاءً لهم من العذاب يوم الحساب، وأن يوفِّق أحياءَهم إلى خَيرَي القول والعمل، وأن يعصمَهم من الفتنةِ والضلالة والزَّلل، وأن يختمَ لي لهم بالصالحات عند بلوغ الأجل، آمين، آمين.
والحمد لله الذي بحمدِه تتمُّ الصالحات.
-----------------------------
(1) يريد: بخط المصنف؛ وهو: التاودي بن سودة رحمه الله.
(2) الروضة المقصودة، لسليمان الحوَّات: 1/211.
(3) أوضح المسالك (حاشية الرهوني على شرح الزرقاني على المختصر): 1/13.
(4) في خزانتنا الخاصة (مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث) نسخة تامة من هذا الكتاب تقع في ثلاثة مجلدات من الحجم الكبير.
(5) في خزانتنا الخاصة (مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث) نسخة تامة من هذا الشرح، وقد نشر بتحقيقنا في العدد العاشر من أعداد مجلة قطر الندى العلميّة المحكَّمة، الصادر في جمادى الأولى 1433هـ/أذار 2012م .
(6) للتوسُّع في ترجمة المصنف رحمه الله يُرجَع إلى:
• الروضة المقصودة، لسليمان الحوات.
• الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، للناصري: 8/96.
• الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، لعباس المراكشي: 6/136، وما بعدها.
• الأعلام، لخير الدين الزركلي: 6/62.
• تاريخ الضعيف: 1/236، وما بعدها.
• دليل مؤرخ المغرب الأقصى: 2/465.
• سلوة الأنفاس، لمحمد بن جعفر الكتاني: 1/118، وما بعدها.
• شجرة النور الزكية، لمحمد مخلوف: 1/533 وما بعدها.
• عجائب الآثار، للجبرتي: 2/149، وما بعدها.
• الفكر السامي، لمحمد بن الحسن الحجوي:2/350.
• مؤرخو الشرفاء، للمستشرق ليفي بروفنسال، ص: 238 وما بعدها.
• معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة: 1/125.
• النبوغ المغربي، لعبد الله كنون: 1/303.
(7) عياذاً بالله من أن يُفهَم من كلامي هذا طعنٌ في عناية الشيخ بالسنة وعلومها، أو حطٌ من مكانته بين أهل الحديث والأثر؛ بل هو رأس هذا العلم في زمنه بفاس، وقد أحسن الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني رحمه الله حين قال ترجمته: ومن دؤوبه أنه ثابر على أَقْرَأَء صحيح البخاري حتى جاوزت ختماته حد الأربعين فلم يكن يدعه، لاسيما في شهر الصيام، من البدء إلى التمام، يفتتحه أول يوم منه ويختمه آخره، وكان يأتي في هذا الزمان القليل بتحقيقات، وله عليه «زاد المجد الساري» في نحو أربع مجلدات ... وأَقْرَأَ أيضاً صحيح مسلم كثيراً -لكنه لم يكن له غالباً بهجير- وله عليه تعليقٌ، وأَقْرَأَ أيضاً سنن أبي داوود- وكانت بالمغرب عزيزة الوجود- فافتض بكرتها بحاشيته، وأَقْرَأَ بقية الكتب الستة، وحدث بأوائلها، وأَقْرَأَ مسند الدارمي بأمرٍ سلطانيٍّ، والشفا بمراكش وفاس، والجامع الصغير ومشارق الصغاني، وأملى عليها شرحاً نفيساً ... والشمائل للترمذي، وعلق عليها، وأَقْرَأَ الأربعين النووية، وكتب عليها شروحاً.اهـ. من في «فهرس الفهارس والأثبات»، ص: 257.
[IMG][/IMG]
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|