08-01-2015, 10:37 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 357,251
|
|
(05)التزكية-القاعدة الثالثة: الذكر أكثر العبادات يسرا، وهو مطلق و مقيد
سبق الكلام عن كثرة الذكر الذي لا حدود له، إذ يكون كل وقت المؤمن مملوءً بذكر الله، بلسانه وقلبه، وهو المطلوب، أو يذكره في قلبه، في أي حالة من حالاته، قاعدا وقائما وعلى جنب، راكبا على دابته أو سيارته، أو طائرته أو دراجته، في مكتبه وفي منزله وفي سمره، داخلا منزله، أو خارجا منه، داخلا مسجده، أو خارجا منه، بادئا به تناول طعامه، أو منتهيا منه، داخلا بيت الخلاء، أو خارجا منه، بادئا منامه، أو مستيقظا منه..
أما الذكر باللسان فقط، وقلبه لاه عما يقوله بلسانه، فليس هو الذكر الذي شرع الله الإكثار منه، ولا بأس أن يكثر من ذلك ليسهل على لسانه تكراره، ولعله يتنبه لذلك فيحضر قلبه مع ما يردده لسانه، وعليه أن يجتهد في إحضار قلبه، مع الذكر بلسانه، قال الإمام النووي في كتابه العظيم: "الأذكار": "والأفضلُ منه ما كانَ بالقلب واللسان جميعاً، فإن اقتصرَ على أحدهما فالقلبُ أفضل، ثم لا ينبغي أن يُتركَ الذكرُ باللسان مع القلب خوفاً من أن يُظنَّ به الرياء، بل يذكرُ بهما جميعاً ويُقصدُ به وجهُ اللّه تعالى" انتهى.
فنطق اللسان بالذكر إنما هو علامة على ما حل في القلب من عظمة الله وتقديسه، الذي يزكيه به ويملؤه به إيمانا ويقينا وحبا للطاعة، وبغضا للمعصية، ويطهره من أمراض النفاق والرياء والحسد والحقد وسائر الآثام التي تحل في القلب فتملؤه بالران: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14).} [المطففين]
ومعلوم أن ذكر الله تعالى، هو أيسر العبادات على المؤمن، سواء كان باللسان، أو بالقلب،
أو بهما معا، ولكن في إحضار القلب معه صعوبة على من لم يجاهد نفسه على ذلك، وبخاصة مع كثرة الشواغل التي تشتت الذهن، وتلهي القلوب، لكن إرادة الذاكر الصادقة، كما سبق، في القاعدة الأولى، ومجاهدة نفسه الغافلة، وتوكله على الله، طالبا عونه على طاعته، فإنها ستثمر لصاحبها بلوغ غايته حتى تصبح طبيعة له بإذن الله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} [الفاتحة]، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)} [العنكبوت]
وماعليه إلا أن يبذل جهده المستطاع، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ.. وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} [الحج]
سهولة ذكر الله تقطع حجة المقصر فيه
وإن سهولة ذكر الله تعالى على المؤمن، سواء كان مطلقا أو مقيدا، لَتقطع عذر من قصر فيه، فهو سهل على المثقف والعامي، والصغير والكبير والعالم وغير العالم، وهل يصعب على مسلم أن يكرر كلمة "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" التي قال الرسول صلى الله عَليه وسلم عنها كما في رواية أنس، رضِي الله عنه: (أن رسولَ الله – صلى الله عَليه وسلم - ومعاذ بن جبل رديفه على الرَّحْل ، قال : يا معاذ ، قال : لبيك يا رسول الله وسعديك – ثلاثا – ثم قال: (ما من عبد يشهدُ أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبدُه ورسولُه، إلا حرَّمه الله على النار، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال : إذا يتَّكلو، فأخبر بها معاذ عند موته تأثُّما) [أخرجه البخاري ومسلم.] وقال: (وأفضل ما قلتُ أنَا والنَّبِيُّونَ من قَبْلي : لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له) [ذكره الألباني في صحيح الجامع].
وكذلك التسبيح، وهو قول: (سبحان الله) والتحميد، وهو قول : (الحمد لله) والتكبير، وهو قول: (الله أكبر)... وغير ذلك، هذا بالنسبة للذكر باللسان، ومن أعظم الذكر تلاوة القرآن الكريم، فتلاوة أيِّ آية منه، يتلوها القارئ بتدبر حسب إمكانه، يكون له بكل حرف منها عشر حسنات، أما القلب، فكل من ذكر الله في قلبه، بأي تنزيهٍ له، أو ثناءٍ عليه، أو عملَ حسنة لازمة أو متعدية، قاصدا بها وجه الله،كتب الله له ذلك ذكرا عنده... وأي هم يهم به في قلبه، عازما على فعله، ولم يفعله، لمانع خارج عن طاقته، يكتب له حسنة، لأن همه إنما جاء عن ذكر قلبِه ربَّه، وأي سيئة يهم بها ثم يتركها لله، تكتب له حسنة، لأنه لم يتركها، إلا بذكر قلبه ربه.
ولسهولة الذكر وكثرة صيغه التي لا تكلف المسلم عناء بتكرارها والإكثار منها، تكرر في القرآن الكريم، أمر الله تعالى بالذكر، ووصفه بالكثرة، مثل قوله تعالى لزكريا، صلى الله عَليه وسلم: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (41)} [آل عمران].
وأمر به المؤمنين بعد أمرهم بالثبات، في أشد المواقف عليهم ضيقا وحرجا، ليكون لهم معينا ومخرجا مما يصيبهم من الضيق والحرج، وهم يواجهون عدوا أقوى منهم عَددا وأكثر عُددا، في معركة فاصلة، سماها تعالى: "يوم الفرقان" وأطمعهم بالفوز والفلاح، فقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)} [الأنفال]
وطلب موسى عليه السلام من ربه، أن يقويه في رسالته إلى فرعون العاتي المتجبر، بإرسال أخيه "هارون" عليه السلام، وذكر من أهداف هذا الطلب، تعاونهما على كثرة ذكر الله الذي يمدهما بالصبر على البلوى التي يعلم أن فرعون وحزبه، سيبلونهما بها، ووصف ذلك بالكثرة مرتين: المرة الأولى في التسبيح، والمرة الثانية في الذكر، مع أن التسبيح هو ذكر، فقال تعالى عنه: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34)} [طه]
وقال تعالى في دفع أهل الفساد و الإفساد في الأرض، وتدمير المقدسات، التي يقوم أهل الأديان كلهم بعبادتهم فيها، بأهل الصلاح والإصلاح الذين يعمرون الأرض، ويكافحون الفساد والمفسدين،: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)} [الحج]
وذم الله سبحانه الشعراء الذين ليس لهم منهج مستقر مستقيم ثابت، على هدى الله تعالى، بل يسيرون وفق أهوائهم المتغيرة من شأن إلى آخر، فقال سبحانه: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ (224)} الآيات ... إلى قوله: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)} [الشعراء]
وذكر من صفات المؤمنين الذين هم أهل للاقتداء برسوله الكريم، الذي أكد الائتساء به بالقسم، كثرة ذكرهم لله تعالى، الذي كان هو صلى الله عَليه وسلم، على ذكر دائم له، فقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)} [الأحزاب]
وفي حديث عبد الله بن بسر - رضِي الله عنه -: (أَن رجلا قال : يا رسول الله، إِن أبوابَ الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكُلِّها، فأخبرْني بشيءٍ أتَشَبَّثُ به، ولا تُكْثِرْ عليَّ فأنْسى، وفي رواية: إِن شرائع الإِسلام قد كَثُرَت ، وأنا قد كَبِرْتُ، فأخبرني بشيءٍ أتشبَّث به، ولا تُكثِر عليَّ فأْنسى - قال: (لا يَزَالُ لسانُكَ رَطْبا بذِكر الله تعالى).[أخرجه الترمذي، وقال: "قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، مِنْ هَذَا الْوَجْهِ"، والحاكم في المستدرك، وقال: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.]
وقد دل القرآن الذي وصف الذكر بالكثرة، والسنة الصحيحة على معنى هذا الحديث، فلا يضره ما ذكر بعض العلماء من ضعف فيه. وعن ربيعة بن كعب الأسلمي - رضِي الله عنه - قال: "كنتُ أبيتُ مع رسولِ الله، فآتيه بوَضوئه وبحاجته" فقال لي: (اسألني) فقلتُ: "إني أسألك مرافَقتكَ في الجنة" قال (أوَ غيرَ ذلك؟) قلتُ: "هو ذاك" قال: (فأعِنِّي على نَفْسِك بكثرةِ السجود). [أخرجه مسلم وأبو داود.]
والمراد كثرة السجود في الصلاة، وهي كما مضى في كل حركاتها، أذكار، قال النووي رحمه الله في شرحه للحديث: "فِيهِ الْحَثّ عَلَى كَثْرَة السُّجُود، وَالتَّرْغِيب، وَالْمُرَاد بِهِ السُّجُود فِي الصَّلَاة، ..." إلى أن قال:"وَسَبَب الْحَثّ عَلَيْهِ مَا سَبَقَ فِي الْحَدِيث الْمَاضِي (أَقْرَب مَا يَكُون الْعَبْد مِنْ رَبّه وَهُوَ سَاجِد) وَهُوَ مُوَافِق لِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} وَلِأَنَّ السُّجُود غَايَة التَّوَاضُع وَالْعُبُودِيَّة لِلَّهِ تَعَالَى، وَفِيهِ تَمْكِين أَعَزِّ أَعْضَاء الْإِنْسَان وَأَعْلَاهَا وَهُوَ وَجْهه مِنْ التُّرَاب الَّذِي يُدَاس وَيُمْتَهَن." انتهى.
الذكر المقيد
ذلك هو الذكر المطلق الذي يسترسل الإنسان فيه، في كل أوقاته، مع يسره وسهولته، فإذا تأمل المسلم، فيما شرعه الله تعالى له، من الذكر المقيد، بزمن معين من الأزمان، أومكان معين من الأمكنة، أو حالة معينة من الأحوال، أو صيغ معينة من الأذكار، سيجد أنه يصاحبه في كل أوقاته، مع سهولته ويسره، فهناك اذكار تتعلق بصلاته التي يؤديها خلال فترة قليلة من الزمن، بدأً بتكبيرة الإحرام التي هي مفتاح الصلاة، وختاما بالسلام بعد التحيات، وما يتخلل ذلك من ذكر، من القرآن وغيره في كل ركن وهيئة من هيئاتها، في القيام والركوع والسجود، والاعتدال، يكرر المصلي كل ذلك، دون أن يشعر بحرج أو ملل، وله بكل ذكر حسناته التي يكتبها الله له، إذا أحضر قلبه معه.
وأذكار الصلاة إذا أحضر المصلي قلبه معها، فقد طبق القاعدة الأولى من قواعد التزكية، وهي: "إرادة التزكية" فإذا جاهد نفسه في استمرار هذه الإرادة، وأحضر قلبه مع كل تلك الأذكار، فإنه بذلك يتمكن من الخشوع في صلاته، الذي هو "لبها وروحها" وكان بذلك قادرا، على طرد وسوسة الشيطان التي يضاعفها على المصلي، ليلهيه عن حقيقة ذكرها، الذي يقصد منه: الخشوع فيها، بإحضار القلب في كل أفعالها، وأقوالها، وحركاتها وسكناتها.
وقل مثل ذلك في صيام رمضان، وقيامه، وما يتلوه من كتابه، في أي وقت من أوقاته، أويسمعه من إمامه في الصلوات الجهرية من الفرائض، أو صلاة التراويح والتهجد، ومن الدعاء الذي يقوم به هو أو يسمعه من إمامه، وهو يؤمِّن عليه....وكذلك ما يدعو به عند طعامه في سحوره من التسمية والحمدلة، و وهكذا ما يسن له أن يدعو به وقت إفطاره...
ومن الدعاء المقيد ما يدعو به، عند دخوله المسجد، أو الخروج منه، وعند خروجه من بيته أو الدخول فيه، وعند لبس ثوبه الجديد، ودعاء الصباح والمساء، والدعاء عند الاستيقاظ من النوم في الليل، وما يتلو من القرآن في صلاة التهجد، ودعاء القنوت في الوتر، ودعاء ركوب دابته، أو سيارته، أو دراجته العادية أو النارية، وركوبه الطائرة، ودعاء السفر ذهابا، وإيابا...
وذكره المشروع في الحج بدأً بالتلبية وقت الإحرام، وما يتلو ذلك في سيره إلى بيت الله الحرام، من طواف القدوم عند الكعبة وسعيه بين الصفا والمروة، إلى أن ينتهي من حجه كله بطواف الوداع بما في ذلك يوم عرفة وأيام التشريق وما فيها من ذكر وأعمال يجتمع عليها القلب والبدن.
وفي موسوعات كتب السنة الكثير مما لم يُشَر إليه ههنا، بل في كتب ألفت خاصة في الأذكار، مثل كتاب الأذكار، للإمام النووي، والكلم الطيب لابن تيمية، والوابل الصيب لتلميذه ابن قيم الجوزية، رحمهم الله جميعا، ولصديقنا الدكتور سعيد الغامدي، كتاب صغير جمع فيه الكثير من الأذكار، سماه: "حصن المسلم" قد طبع مرارا، وهو خفيف الحمل كثير الخير من ذكر الله.
وأفضل مِن حمل كتبٍ أو كتاب في الأذكار، حفظ ما أمكن منها، وبخاصة ما اتفق على صحته الشيخان، أو ما صححه من يوثق بتصحيحه، من المحدثين، من السلف أو الخلف.
فاغتنم الفرصة أيها المسلم، وأكثر من ذكر الله، كما شرع لك، لتضاعف عند الله حسناتك، ولتنال ذكر ربك لك، في نفسه، إذا ذكرته في نفسك، وفي ملأ خير من ملأك إذا ذكرته في ملأ، كما روى ذلك ابو هريرة، رضِي الله عنه، - : أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عَليه وسلم- قال : (يقول الله تعالى : أَنا عند ظَنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإِن ذكرني في مَلأٍ ذكرتُه في مَلأٍ خيرٍ منه، وإن تَقَرَّبَ إِليَّ شِبْرا تَقَرَّبتُ إِليه ذِراعا، وإن تقرَّب إِليَّ ذِرَاعا اقْتَرَبتُ إِليه باعا، وإِن أَتاني يمشي أتيتُه هَرْوَلَة).[البخاري، ومسلم ، والترمذي.]
وما ذكر في آخر هذا الحديث: " وما تقرب..."الخ لعل المراد أنه كلما زاد العبد من طاعاته لله تعالى وذِكره والتقرب إليه، ضاعف الله تعالى له الثواب والإكرام وقرَّبه إليه، وقد يشير إلى مشروعية كثرة الذكر، كما مضى في الآيات قريبا، وكما سياتي في قوله تعالى في الحديث القدسي: "فإذا أحببته كنت سمعه..." الخ.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|