شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة ------- علوم القران و التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف محمد مصطفى الزيات قراءة عاصم رواية شعبه سوره الحاقه (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات روايه الدورى عن ابى عمرو البصرى سورتان الحاقه و القدر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات سوره القدر روايه إدريس الحداد عن خلف البزار العاشر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات روايه خلف قراءه حمزه 3 سور القدر و الليل و الشمس برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات سورة القدر جمع روايتي البزي و قنبل قراءة ابن كثير (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات سورة الحاقة رواية قالون عن نافع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات رواية ورش عن نافع 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: محمد مصطفى الزيات المصحف المجود سورة الفاتحة بجمع القراءات السبعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف يوسف شوبان سورة النجم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: المصحف الواثق بالله مصحف القران مكتوب رواية حفص عن عاصم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 05-21-2015, 12:44 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي هل هناك نسخ تلاوة لآيات القرآن الكريم ؟؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده ، و بعد ،،،

أنا أجد أنّ موضوع نسخ التلاوة فيه العديد من الإشكالات التي تستحقّ البحث في الموضوع بكثير من التروّي و ابتغاء الحق فيه . إذ من الملاحظ أن البعض يكتفي في هذا الموضوع بمجرّد الدفاع عن أسانيد تلك الروايات و طرقها ، و كأنّ الدفاع عن الأسانيد مقدّم على أيّ شيء آخر سواه !
و أهمّ المشكلات التي أجدها في قضية نسخ التلاوة ، الآتي :

المشكلة الأولى : أنّ الله سبحانه و تعالى تحدّى العالمين عامّة و العرب خاصّة بأن يأتوا بمثل هذا القرآن ، باعتبار أن القرآن الكريم كلام معجز لكلّ البلغاء و الفصحاء . و عليه ، فيجب أن تتصف الآيات القرآنية المنسوخة تلاوة بنفس ما تتصف الآيات غير المنسوخة من البلاغة و الفصاحة و الدقة اللغوية و الإعجاز اللغوي . و لا أظنّ أحدا يخالفني في أنّ ما وصلنا من تلك الآيات المنسوخة لا تُناظر أخواتها من الآيات القرآنية في اسلوب البيان و حتى في المفردات القرآنية ! و هذا أمر مثيب للاستغراب !!!

المشكلة الثانية : إذا وجدنا في الآيات المنسوخة خطأ لغوي ما ، أو قلّة بلاغة ، فإنّ هذا طعن في بلاغة القرآن الكريم ، إذ كانت هذه الآيات جزءا لا يتجزأ من القرآن في يوم ما ، فوجود الخطأ فيها طعن مباشر في القرآن الكريم . فلو لاحظنا الآية القرآنية المنسوخة التي تقول : (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين )) .. قد يجد فيها البعض أن عطف صلاة العصر على الصلاة الوسطى ، مع العلم أنهما شيء واحد ، قد يجد في ذلك خطأ لغويا ، و إن لم يكن كذلك ، فهو ليس من بليغ الكلام . و مثل ذلك نجده في غيرها من الآيات منسوخة التلاوة .

المشكلة الثالثة : من الغريب جدا وجود اختلاف في ألفاظ الآيات المنسوخة ! حيث نجد أن الآية المنسوخة القائلة : (( الشَّيْخ وَالشَّيْخَة إِذا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نكالاً من الله وَالله عَزِيز حَكِيم )) ، نجد أنها في رواية أخرى كالتالي : (( الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا ، فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ بِمَا قَضَيَا مِنَ اللَّذَّةِ )) . و لا يخفى عل أحد الاختلاف البيّن بين الآيتين في نهايتهما !!! و لا يمكن تبرير ذلك بالقول بأنه اختلاف في القراءات ، فأحدهما بقراءة حفص و الأخرى بقراءة ورش ! فليس أمامنا إلا القول بأن هناك رواية من الروايتين غير صحيحة و تمّ تحريف الآية الأصلية المنسوخة ، أو القول بأن الرواة نقلوا الآية بالمعنى حسبما يتذكّرون منها ، و لم ينقلونها نقلا حرفيا ! و في هذه الحالة لم تعد آية قرآنية ، إذ القرآن يجب نقله كما هو بألفاظه ؛ لأن تغيير الألفاظ قد يفقد النص بلاغته و إعجازه و فصاحته .. و هناك مخرج آخر يمكن طرحه و هو القول بأن الآية المنسوخة تكرّرت في القرآن مرتين ، في سورة واحدة أو في اثنتين ، أحدهما بالشكل الأول و الأخرى بالثانية . و هذا تكلّف واضح يزيد في الشكّ في مصداقية وجود نسخ التلاوة من أساسه .

المشكلة الرابعة : لو أنّ أحد العرب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلّم ، و أراد أن يتحدّى القرآن بالإتيان بآية تُجاري أحد الآيات القرآنية . ثم يقول الرسول لذلك العربيّ أن الآية التي قام بمجاراتها و محاكاتها قد تمّ نسخها تلاوة ، بل إنّ السورة التي قام بمجاراتها قد تمّ نسخها تلاوة بالكامل . أوليس هذا يفقد القرآن حجيّته الإعجازية في ذلك الوقت !!!! ألن يعتبر الكفار أن الرسول قد نسخ من القرآن الآيات و السور التي احتوت على أخطاء لغويّة أو نحويّة أو بلاغيّة أو اسلوبيّة !!!!! فلو تأملنا قضية النسخ بمنظور ذلك الوقت ، حيث أن القرآن لازال يتحدّى العرب في الاتيان بمثله ، لا يُتصوّر من القرآن في ظلّ التحدي أن يحذف بعض آياته أو سوره و هي كانت مشمولة بالتحدّي و موصوفة بالإعجاز كغيرها من الآيات التي لم تُنسخ !!!

المشكلة الخامسة : لا يَفعل الله سبحانه و تعالى فعلا إلا لحكمة ، و لا أظنّ أحدا يخالفني في أنّه من المبهم جدا فهم الحكمة من نسخ آيات لها أحكام ، و ترك آيات ليس لها أحكام . و نجد العلماء المدافعين عن النسخ يقولون بأن الآيات التي لم تنسخ تلاوة برغم نسخ حكمها ، تركها الله لنعرف ماكان عليه الحكم السابق ، و لكي ننال الأجر من قراءتها ... و هذا الجواب لا ينتفي عن الآيات المنسوخة ، فلو أنّ الله ترك الآيات منسوخة التلاوة ، لحصلنا الأجر من قراءتها إضافة إلى علمنا بحكمها ! فلم نفهم مالذي جعل أخذ الأجر من آية لا حكم فيها أولى من أخذ الأجر من آية فيها حكم ؟؟؟!!!!

المشكلة السادسة : عندما نتأمّل الآية القرآنية منسوخة التلاوة التي تقول : (( الشَّيْخ وَالشَّيْخَة إِذا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نكالاً من الله وَالله عَزِيز حَكِيم )) . نجد أنّها تختلف عن الآية القرآنية غير المنسوخة التي تقول : (( الزانية و الزاني فاجدلوا كلّ واحد منهما مائة جلدة )) . فنجد أن الآية القرآنيّة قدّمت الزانية على الزاني ، أي المرأة على الرجل ؛ و قد ظهر للعلماء أنّ في ذلك حكمة ، و هي أنّ المرأة في الغالب هي التي تمارس الزنى أو تكون سببا له ، على غرار السرقة التي يكون فيها الرجل أكثر من المرأة ، فقدّمه الله على المرأة في قوله : (( و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما )) . و لكن إذا نظرنا إلى الآية منسوخة التلاوة ، نجد أنّها قدّمت الشيخ على الشيخة !! فيجعل الزنى عند الرجل أكثر من المرأة أو يجعلنا نشكّ في الحكمة التي توصّلنا إليها في تقديم المرأة على الرجل في مسألة الزنى . و ليست مشكلة هذه الآية منسوخة التلاوة في التقديم و التأخير فحسب ، بل إنّ معنى كلمة " الشيخ و الشيخة " تعني : الكبير في السنّ ... بدليل قوله تعالى : (( و أبونا شيخ كبير )) .. فقد يكون الرجل شيخ دون أن يكون قد تزوّج إطلاقا ! و هذا يحصل كثيرا ! و هذا معناه أن الرجم لا يقع على المتزوّجين بل يقع على كبار السن فقط بغض النظر تزوّجوا أو لم يتزوّجوا !!!! و هذا يتنافى مع أحاديث الرجم التي تتحدث عن كون الزاني متزوج لا أنّه شيخ كبير في السن !!! و إذا مارس شاب متزوج الزنى ، فليس لنا أن نقول بأن حكمه الرجم للآية منسوخة التلاوة ؛ إذ يستطيع القول بكلّ بساطة أن الآية لا تتحدث عنه ، فهو ليس شيخا ، و الآية المنسوخة تتكلّم عن الشيخ و الشيخة فقط ، لا عن الشباب و المراهقين !! مع العلم أن القرآن لا يستخدم كلمة " الشيخة " بل يصف المرأة كبيرة سن بـ " العجوز " . كما في قوله تعالى : (( قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب )) . فلم تقل الآية : أألد و أنا شيخة و هذا بعلي شيخا !! في حين أن الآية المنسوخة لا تفرّق بين الذكر و الانثى ، فهذا شيخ و تلك شيخة !!!! فهذا إنّ دلّ على شيء ، دلّ على عدم دقّة المفردة في هذه الآية ، مما يؤكد لكل متدبّر استحالة أن تكون هذه آية قرآنية في وقت من الأوقات .

المشكلة السابعة : جميع الروايات التي تتكلّم عن نسخ التلاوة و التي قمت بقراءتها ، جميعها موقوفة على الصحابة !!! و هذا أمر مثير للدهشة و الاستغراب !!! و قد يقول قائل : لا فرق بين أن ينسب الحديث إلى الصحابي أو إلى رسول الله ، فالنتيجة واحدة ؛ إذ الصحابي عدل لا يُتوقّع منه كذب قط لا سيّما في قضيّة خطيرة تتعلّق بكتاب الله ، فسواء رُفع الحديث إلى الرسول أو موقوف على الصحابي فالأمر سيّان .... و أقول بأنّه لا داعي لهذا الكلام ؛ لأنّ قصدي هنا لا علاقة له بصدق الصحابي من عدمه ، بل ما أعنيه هو أن إمكانيّة الكذب على الصحابي محتمل بشكل أكبر من احتماليّة الكذب على الرسول . بمعنى لو كان هناك راوي شيعي يستخدم التقيّة ، و مشهور عند الناس على أنه رجل صالح من أهل السنة و الجماعة ، و أراد تلفيق رواية ليهدم بها مذهب أهل السنّة ، فسوف يتردد كثيرا أن ينسب روايته المكذوبة إلى رسول الله . لأنه قد تواتر قوله صلى الله عليه و آله و سلّم : " من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار " .. فسيترددّ الشيعي صاحب التقيّة و يخشى من أن يطاله حكم الحديث . و حينها سيقوم بالكذب على الصحابي بالقول : حدثني فلان قال أخبره أبوه قال حدثه التابعي أنه سمع الصحابي يقول بأن هناك آيات منسوخة التلاوة .... و هنا الشيعي المتخفّي لن يخشى من فعلته ، لعدم وجود تواتر يقول : " من كذبّ على أحد صحابتي فليتبوأ مقعده من النار " .. خاصة إن اختار الشيعي صحابيا من الذين يحمل عليهم عداوة فيضرب عصفورين بحجر واحد ، يهدم دين العامة بروايات مدعاة لذلك ، و يشوّه صورة ذلك الصحابي ، بتلفيق الكذب و رميه به .. و حيث أنّ هذا محتمل جدا ، فلا بد لكل باحث منصف مريد للحق أن يضع هذا الأمر عين الاعتبار ، خاصة في قضيّة كقضية نسخ التلاوة . و عليه ، فليس دائما سلامة السند و صحته مدعاة للجزم بصحة الرواية المرويّة .

المشكلة الثامنة : لا أجد معنى لمصطلح " نسخ التلاوة " !! إذ ما معنى ذلك ؟؟ فإن كان المقصود أنه لم يعد جزءا من القرآن يُتعبّد بتلاوته و قراءته ، فإنّنا نجد أن الآيات المنسوخة لازالت تتلى إلى يومنا هذا ، فلم تنسخ تلاوة !! إذ حفظها المحدّثون ولازلنا نحفظ قوله تعالى : (( لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ )) . فلم تزل الأجيال تتلو هذه الآية ، ولم تزل محفوظة في الصدور و السطور ، و لكن في مكان آخر غير المصحف الشريف ! و أمّا نيل الأجر ، فطلب العلم الشرعي له أجره ، وبالتالي تعلّم الأحاديث و نقلها و حفظها له أجر .. فلم نزل نأخذ الأجر من قراءة الآيات المنسوخة و تعليم الأجيال إياها .. فبماذا اختلفت عن الآيات غير المنسوخة ؟؟!! إن قيل بأن نسخ التلاوة يعني نسيان الإنسان لتلك الآيات و عدم حفظها في الصدور ، فهذه الآيات أصبحت مشهورة جدا أكثر من آيات كثيرة أخرى لم تُنسخ .... فقد تجد غير المسلمين يحفظ آية الرجم و آية الرضاع أكثر مما يحفظ آية في سورة إبراهيم أو أخرى في سورة النور !! فلا أجد معنى حقيقي لنسخ التلاوة ، فضلا عن عدم ظهور الحكمة منه !!

المشكلة التاسعة : لازالت الآيات المنسوخة تلاوة تُعتبر كلام الله . إذ لا يصح أن نقول بأن عمر بن الخطاب هو من قال : (( و الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة )) !! فلا الجملة من أقوال عمر و لا هي من أقوال الرسول و لا هو من القرآن ،،، فماذا هو بالضبط ؟؟؟ سنقول بأنه كلام الله ... و بالتالي يصبح تدرّج الأقوال بالشكل الآتي : الأول : القرآن ، كلام الله المحفوظ في الصدور و السطور في المصحف الشريف . الثاني : الآيات المنسوخة التلاوة ، كلام الله المحفوظ في الصدور و السطور في كتب الأحاديث الصحيحة التي لا يجب التشكيك في صحتّها ! الثالث : الأحاديث القدسية ، كلام الله بلفظ الرسول و الوارد في كتب الأحاديث . الرابع : الأحاديث النبوية ، كلام الرسول بلفظ الرسول ، و الوارد في كتب الأحاديث ... فتصبح الآيات المنسوخة أعظم من الأحاديث القدسية و أفضل من من الأحاديث النبويّة . فكلام الله يقدّم في القداسة و التشريف على كلام الرسول بلا شك . فكما أنّ آيات القرآن أشرف و أبلغ من أحاديث الرسول ، فالأمر كذلك في آيات الله المنسوخة ... و هذا كلّه يثير تساؤلات كثيرة حول ما أوصلنا إلى كلّ هذا !

المشكلة العاشرة : مما لا شكّ فيه أن هناك طرق كثيرة يستطيع الله سبحانه و تعالى أن يجعل عباده المؤمنين يقومون بالأمر الذي يريده منهم . فيستطيع أن يتكلّم الله بحديث قدسي ينقله لنا الرسول بألفاظ الرسول و أسلوبه . بحيث يقول الرسول للناس : قال الله في حديث قدسي : " و الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة " . كما يستطيع الله سبحانه و تعالى أن يوحي إلى رسوله بأن يقول حديثا نبويا مفاده : " و الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة " .. فليست الوسيلة الوحيدة لجعل المؤمنين يطبّقون حكما ما هو تنزيل آية قرآنية ثم نسخها تلاوة و إبقاء حكمها ... إذ كان من الممكن أن يكون الأمر بحديث قدسي أو بحديث نبوي ، و كلاهما لهما نفس حجيّة الآية المنسوخة إن لم يكن أكثر !!! و حقيقة ، أقوى دليل على وجود رجم في الإسلام هو أن الرسول رجم ماعز و رجم الغامديّة .. و لم تضف آية الرجم للموضوع قيمة تذكر !! فحتى الحكم الذي هو المدعاة للاعتقاد بأنها كانت آية قرآنية ، نستدل على الحكم بمصادر التشريع الأخرى المتمثّلة في أقوال الرسول و أفعاله .... و عليه ، فلا أجد مبررا للاعتقاد بوجود نسخ التلاوة ، سوى أنّ البعض يأبى إلا أن يعطي لآراء العلماء في صحة سند ما قداسة و أهمية تفوق أهميّة أيّ شيء آخر ... حتى و إن كان الموضوع فيه مافيه من المشكلات العويصات التي تهدّد الدين و على رأسه القرآن الكريم .


أكتفي بذكر هذه المشكلات العشرة ، فهذه أهم المشكلات التي أرى أنها تجعل المسلم يتريّث كثيرا قبل الاعتقاد بوجود نسخ تلاوة و تصديق تلك الروايات ... و قد وجدت أن معظم من استنكر وجود نسخ التلاوة انطلق من منطلق أن هذا مدعاة للقول بتحريف القرآن الكريم ! و أنا حقيقة لا أرى ان القضيّة تصبّ في التحريف في المقام الأول . بل تصبّ في حجيّة القرآن و إعجازه اللغوي و آيات التحدّي التي تتحدّى الإئتيان بمثلها ، لا ينسجم هذا التحدي مع فكرة أنه في أثناء فترة التحدّي كان يتم إلغاء بعض الآيات و نسخها ؛ إذ هذا يضعف حجيّة القرآن في ذلك الوقت بشكل كبير جدا ..

و في الختام ، أدعو جميع المسلمين من علماء و طلبة علم و عامة إلى التفكّر بإخلاص في المسائل المتعلّقة بدينهم ، و لا نحمّل السابقين مالا يحتملونه ... إذ لو وقع بعض من سبقنا في خطأ ما أو لم يلتفتوا إلى مسألة ما ، فليس هذا مبررا أن نستمر نحن في نفس الخطأ ، خاصة بعد أن تبيّن لنا مالم يتبيّن لهم ، أو التفتنا إلى مسائل غابت عنهم في ظل انشغالهم بالكثير من المسائل و العديد من المباحث .
و أسأل المولى عزّ و جلّ أن يعلّمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما يعلّمنا ، إنّه وليّ ذلك و القادر عليه .

و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

)( ..... بقلم أبو عمر النفيس ......... )(

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 05:32 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات