شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة ------- علوم القران و التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف وليد الجراحي 1441 عام 2020 كامل 114 سورة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 027 النمل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 026 الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 011 هود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 025 الفرقان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 024 النور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 010 يونس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 009 التوبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 008 الأنفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 03-26-2015, 10:53 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي منازل الشوق والمحبة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله

وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين



أفضل العلم العلم بالله تعالى وأعلى الحب الحب له ، والمحبة والشوق تابعان لمعرفته والعلم به ، فكلما كان العلم به أتم كانت محبته أكمل ، وكانت لذته بالوصول اليه ومجاورته ، فالشوق الى الله ولقائه نسيم يهب على القلوب يروح به عنهم وهج الدنيا ويطيب لهم السير الى بلاد المحبوب ، فالجنة ترضى منك بأداء الفرائض والنار تدفع عنك بترك المعاصي والمحبة لا تقنع منك الا ببذل الروح ، ومن كان بالله وأسمائه وصفاته وعظيم قدره أعرف كان له أحب ، فأعظم لذات العارفين العلم بالله وبساط المعرفة لا يطأ عليه الا مقرب ، وليس للمعرفة نهاية تنتهي اليها بحيث اذا وصل اليها العارف سكن قلبه عن الطلب ، بل كلما وصل منها الى مرتبة أو منزلة اشتد شوقه الى ما وراءه وكلما ازداد معرفة ازداد شوقا ، فشوق العارف أعظم الشوق فلا يزال في مزيد من الشوق ما دام في مزيد من المعرفة ، فمن عرف الله حق معرفة أحبه لا محالة واشتاق اليه ، والله تعالى أحق بالحب دون سواه لذلك فالعارفون أحبوا الله تعالى محبة لذات المحبة ، واذا كانت المعرفة لا نهاية لها فشوق العارف لا نهاية له ، والعبد اذا كان له مع الله حال أو مقام وكشف له ما هو أفضل اشتاق اليه بالضرورة فكان ذلك للعبد زيادة وكمالا فلا غاية اذن للمعرفة تنتهي اليها فيبطل الشوق بنهايتها ، بل لا يزال العارف في مزيد من معرفته وشوقه ، ولقد اعتقد البعض أن الشوق يزول باللقاء لأنه طلب ، فاذا حصل المطلوب زال الطلب ، لكن الصحيح أن الشوق يزيد بالوصول واللقاء ويتضاعف بالدنو ، وأعظم ما يكون الشوق يوما اذا دنت الديار من الديار ، ويتبين أن شوق أهل القرب أتم من شوق المحبوبين ، لأن الشوق من آثار الحب ولوازمه كما أن الحب لا يزول باللقاء فهكذا الشوق الذي لا يفارقه كما لا يزول الحمد والرضا والاجلال والمهابة التي هي من آثار المحبة باللقاء فهكذا الشوق يتضاعف ولا يزول ، ولذة كل أحد على حسب قدره وعلوهمته وشرف نفسه ولذة الشوق الى الله ، وأشرف الناس نفسا وأعلاهم همة وأرفعهم قدرا من لذته في معرفة الله ومحبته والشوق الى لقائه والتودد اليه بما يحبه ويرضاه واقباله عليه وعكوف همته هيبة وحياءا ، وكلما كان المحب أعرف بقدر الرحمن
غمره حب وشوق وجال فكره في رحمانية الرحمن
فمن رحمانيته أن جعل التفكر سراج القلب يستضاء به ويصفو به قلب العبد المؤمن فيتفكر
في نفسه وفي كتاب الله وفي صفاته وأفعاله وصفات ذاته
العزيزة والمنيعة بجلالها وجمالها
وبقدر ما نتفكر في ملكه وملكوته وصفات ذاته نزداد
حبا به ومعرفة وذلك لانكشاف جماله جلالا ورحمة وكمالا
فهو الرحمن ورحمانيته
غمرت الخلائق ومن رحيميتها تحننت الخلائق وشاعت المحبة الأرجاء ، ومن
رحمانيته أن رزق العباد مؤمنهم وكافرهم بعدما أوجدهم من عدم ولم يكونوا شيئا مذكورا
فأقباس رحمانيته الفائض بها الوجود وما يتبعها
من الكمالات على جميع الممكنات فاختصاص هذه
المرتبة بهذا الاسم الكريم للرحمة الشاملة لكل مراتب
الحق والخلق فانه لظهورها في مراتب الحق ظهرت في
مراتب الخلق فصارت الرحمة في جميع الموجودات
فالناطق باسم الله أو اسم الرحمن عليه أن يتسم ظاهره
حبا ومعرفة وتفكرا بعظمة الله وقدره فتسمو همته الى أنوار المشاهدة
معرفة بجلال الرحمن ورحيميته فهو سبحانه الرحمن الرحيم فباسمه الرحمن انتفعت الخلائق
كلها وباسمه الرحيم اختص بمن اتقى وأصلح ورضي الله عنه وعرفنا رحمانيته وعرفنا جمالها وطهرها وجلالها فقوله سبحانه ( الرَّحْمظ°نِ ) أي رحمة على أوليائه بتعريف نفسه لهم حتّى عَرَفوا به أسماءه وصفاته وجلاله وجماله وبه خرجت جميع الكرامات للصديقين وبه تهيّأت أسرار المقامات للأصفياء والمقربين وبه تجلت أنوار المعارف للأتقياء والعارفين لأن اسم الرحمظ°ن مخبرٌ عن خلق الخلق وكرمه على جميع الخلق وفى اسمه الرحمن ترويح أرواح الموحدين ومزيد أفراح العارفين وتربية الناس والعالمين وفيه نزهة المحبّين وبَهْجة الشائقين وفرحة العاشقين وأمان المذنبين ورجاء الخائفين فاسمه الرحمن حلاوة المنّة ومشاهدة القربة ومحافظة الحرمة وفي اسمه الرحمن عونه ونصرته
فمحبة العارف انما نشأت عن تعظيم واجلال من يحب معرفة بعظيم قدره
وغمرها حب تعرفات الرحمن عليها ، لأنه من الحكمة تنزيه الله تعالى عن الاتصاف بالمحبة عن ظاهر معناها وبيانه أنها مؤولة في حقه تعالى من تعرفات الله على عباده فالله تعالى منزه عن كل ما لا يليق به ويجب ترتيب الحمد والتعظيم على هذه الدلالة ذلك أنه وحده المستحق لجميع المحامد لكمال ذاته وعزه وكبرياءه وتفرده في صفاته فاذا كان أصل المحبة لما يوافق الانسان باستلذاذه بادراكه وحواسه الظاهرة كمحبة الأشياء الجميلة والمستلذة والمستحسنة بحاسة العقل ، فهذا يختلف عند أهل الفضل والعلم ، فاذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته واستخلصه لعبادته فشغل هممه به ولسانه بذكره وجوارحه بخدمته فيترقى العبد في المحبة فتصبح حبا خالصا لأجل ذات الله لا لمنفعة أو خوف أو أمل بل لمجرد ما يتصور فيه من الجمال والكمال التامين ، ولذة الحب لا تتصور الا بعد معرفة وادراك لمن كان عالي القدر وهذه المعرفة تولد في نفوسنا فرحا مصحوبا بتصورنا أن الله تعالى علة سرورنا بتعرفاته علينا لذلك كان توحيد المحبة كرتبة ومقام لا يقبل المشاركة ( واتخذ الله ابراهيم خليلا ) الآية ، حيث امتحن الله نبيه بذبح ولده فلما أسلم الأمر وقدم ابراهيم محبة الله تعالى على محبة الولد خلص الى مقام الخلة
ولعلنا لما نقرأ في محكم كتاب الله العزيز عن تلكم المقامات المزهوة والشريفة قوله تعالى ( عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ظ±للَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ) الآية ، فذلك بما وصلته همم هؤلاء العباد المغمورة بهذا العرفان الأطهر والمزكى بالأنوار القدسية الملكوتية
فتفتقت عنها ارادات مزهوة تتفجر ينابيعها على منازل محبتهم ولذات علمهم بالله بما أفاض الله عليهم من قرب





ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 01:36 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات