![قديم](ibbye-hajj/statusicon/post_old.gif)
03-05-2015, 11:00 PM
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
|
|
مواقف من تألي وجرأة أهل البدع (عمرو بن عبيد)
مواقف من تألي وجرأة أهل البدع
(عمرو بن عبيد)
بكر البعداني
الجرأة على الله ورسوله وأهل الحديث:
قال معاذ العنبري: سمعت عمرو بنَ عبيد يقول - وذكر حديث الصادق المصدوق -: " لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذَّبْتُه، ولو سمعت زيدَ بن وهب يقول هذا ما أجبتُه، ولو سمعتُ عبدالله بنَ مسعود يقول هذا ما قَبِلْتُه، ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول هذا لرددته، ولو سمعت الله تعالى يقول هذا لقلت له: ليس على هذا أخذت ميثاقَنا"[1].
الجرأة والتألي:
وعن قريش بن أنس قال: "سمعت عمرو بن عبيد يقول: " يُؤتى بي يوم القيامة فأُقام بين يدي الله تعالى، فيقول لي: لِمَ قلتَ: إن القاتل في النار؟! فأقول: أنت قلته، ثم تلا: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ﴾ [النساء: 93]، قال: فقلت له - وما في القوم أصغر مني -: أرأيتَ إن قال لك إني قد قلت: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]؟! من أين علمت أني لا أشاء أن أغفر لهذا؟! قال: فما رد عليَّ شيئًا"[2].
الجرأة على القرآن:
وعن معاذ بن معاذ قال: "كنت عند عمرو بن عبيد فجاءه رجل فقال: ألا تعجب من فلان، يزعم أن ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ [المسد: 1] في اللوح المحفوظ؟! فقال عمرو بن عبيد: لئن كانت ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ في اللوح المحفوظ، فما على أبي لهب من لوم، وما على الوليد من لوم؛ يعني: في قوله: ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾ [المدثر: 11]"[3].
وعن عاصم الأحول، قال: "جلست إلى قتادة، فذكر عمرو بن عبيد، فوقع فيه، فقلت: لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض، فقال: يا أحول، أو لا تدري أن الرجل إذا ابتدع فينبغي أن يذكر حتى يُحذَر؟! فجئت مغتمًّا، فقمت، فرأيت عمرو بن عبيد يحكُّ آية من المصحف، فقلت له: سبحان الله، قال: إني سأعيدها، فقلت: أعدها، قال: لا أستطيع"[4].
التدليس والكذب:
وقال الشافعي، عن سفيان قال: "إن عمرو بن عبيد سئل عن مسألة، فأجاب فيها، وقال: هذا من رأي الحسن، فقال له رجل: إنهم يروون عن الحسن خلاف هذا، قال: إنما قلت: هذا من رأيي الحسن - يريد نفسَه"[5].
القول بغير علم والفتاوى الضالة:
وعن هارون بن موسى قال: "كنا عند يونس بن عبيد، فجاء ابن كثير، فقلت: من أين؟ قال: من عند عمرو بن عبيد، أخبرني بشيءٍ واستكتَمني، قال: لا جمعة بعد عثمان"[6].
الجرأة على الصحابة والسلف وأهل العلم:
وقال عبدالله بن سلمة الحضرمي: "سمعت عمرو بن عبيد يقول: لو شهد عندي عليٌّ، وطلحة، والزبير، وعثمان، على شِراك نعل، ما أجزتُ شهادتهم"[7].
وعن عمرو بن النضر قال: "سئل عمرو عن مسألة وأنا عنده فأجاب، فقلت: ليس هكذا يقول أصحابنا، قال: ومن أصحابك لا أبا لك؟! فقلت: أيوب، ويونس، وابن عون، وسليمان التيمي، قال: أولئك أرجاس أنجاس، أموات غير أحياء"[8].
الغلو:
وقال أبو عوانة: "شهدت عمرو بن عبيد أتاه واصلٌ الغزال أبو حذيفة، فقال - وكان خطيب القوم؛ يعنى المعتزلة - فقال له عمرو: تكلم يا أبا حذيفة، فخطب وأبلغ، قال: ثم سكت. فقال عمرو: ترون لو أن ملكًا من الملائكة، أو نبيًّا من الأنبياء يزيد على هذا! "[9].
الحجج الواهية:
وروي: "أن أعرابيًّا جاء عمرو بن عبيد، فقال له: إن ناقتي سُرِقت فادعُ الله أن يردَّها علي! فقال: اللهم، إن ناقة هذا الفقير سرقت، ولم تُرِدْ سرقتها، اللهم، ارددها عليه، فقال الأعرابي: يا شيخ، الآن ذهبت ناقتي، وأيست منها، قال: وكيف؟! قال: لأنه إذا أراد أن لا تسرق فسرقت، لم آمن أن يريد رجوعها فلا ترجع، ونهض من عنده منصرفًا"[10].
وعن عبدالعزيز بن رفيع: "أنه سمع عمير بن عبيد يقول: قال آدم: يا رب، أرأيتَ ما أتيتُ أشيءٌ ابتدعته من نفسي، أم شيء قدرتَه عليَّ قبل أن تخلقني؟! قال: بل شيء قدرته عليك قبل أن أخلقك، قال: فكما قدرته علي؛ فاغفر لي"[11].
[1] تاريخ بغداد (12/170) للخطيب البغدادي، وتهذيب التهذيب (24/71) لابن حجر، وميزان الاعتدال (3/278)، وسير أعلام النبلاء (6/104)، وتاريخ الإسلام (3/84) للذهبي.
[2] تهذيب التهذيب (8/63).
[3] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/737) لللالكائي، وسير أعلام النبلاء (6/104)، وتاريخ الإسلام (3/84)، وتهذيب التهذيب (8/63).
[4] الكامل (5/97)، وميزان الاعتدال (3/273).
[5] الكامل (5/97)، وميزان الاعتدال (3/273).
[6] الكامل (5/98)، وميزان الاعتدال (3/274).
[7] ميزان الاعتدال (3/275).
[8] الكامل في ضعفاء الرجال (5/99) لابن عدي، وتاريخ الإسلام (3/84).
[9] ميزان الاعتدال (3/277).
[10] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/740)، الإبانة (2/280) لابن بطة
[11] الإبانة (2/281)
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|