شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: تسربات المياه بالمباني وطرق الحل (آخر رد :مايكروسيستم د)       :: طرق التخلص من تسربات المياه بالرياض (آخر رد :مايكروسيستم د)       :: الشرح التفصيلي برنامج كلام الله المصحف الالكتروني المعلم صوت و صورة لكل القراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصاحف الباوربوينت 5 مصاحف القران مكتوب بجودة رهيبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد سايد رواية ورش مقسم صفحات كامل 604 صفحة طبعة المدينة جودة رهيبة mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ حسن صالح رواية ورش عن نافع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله المصحف الإلكتروني المعلم صوت و صورة مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ انس جلهوم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ الحسيني العزازي مصحف معلم مع ترديد الأطفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ حسن عيسى المعصراوي رواية ورش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله القارئ محمد عبد الحكيم سعيد العبد لله رواية قنبل عن ابن كثير (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 02-07-2015, 02:38 PM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي ماء الرجيع

ماء الرجيع



الشيخ محمد جمعة الحلبوسي






نقفُ اليوم مع حادثةٍ عظيمةٍ في سِيرة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذه الحادثة حدَثتْ في مِثل هذا الشهر، شهر صفر من العام الرابع من الهِجرة النبويَّة المباركة، هذه الحادثة تُبيِّنُ لنا شيئًا من تضحيات أصحابِ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سبيلِ هذا الدِّين، وكيف أنَّ الله اصطفاهم شُهداءَ، هذه الحادثة هي حادثة "ماء الرجيع".

هذه الحادثة كثيرًا ما غفَلَ الناسُ عنها، ولم ينتبهوا إليها، كثيرًا ما كان ينبغي أن تُعْرَضَ هذه الحادثة بتفاصيلها؛ مِن أجْل أنْ يَعرِفَ الناسُ أنَّ نبيَّنا محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - في طريقِه لنشْر الدعوة، فَقَدَ أصحابًا وأنصارًا وإخوانًا، جاهدوا وصبروا، وصمدوا أمام الأحداث الجِسام، وثَبتوا على المبدأ مِن أوَّل أمرهم إلى نهايةِ أعمارهم، كانوا بالعهْد مُوفين، وكانوا على الصِّراط المستقيم راسخين، أقْبَلوا على الإسلام والدنيا عنهم في إدْبار، وهل قامَ بُنْيانُ الإسلام إلاَّ على هذا النَّوْع من الرِّجال؟ إنَّهم بُناةُ مَجْدِنا، وبهم دَخَلْنا التاريخ، والسَّيْر على نهْجهم طريقُ الخلاص ممَّا نُعانيه من فساد الأوضاع؛ إذ لا يصلح آخِرُ هذه الأمَّة إلا بما صلح به أوَّلها، إنها الحقيقةُ التي يجبُ أن نعيشَها، وغيرُها هو الوهْم والسراب والضلال.

فتعالَ - أخي المسلم - لننتقل إلى مدينةِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لنستمع إلى الحادثةِ المؤْلِمة مِن بدايتها:
بعثَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عشرةً من أصحابه عينًا؛ أي: مِن المخبرين الذين يترصَّدون أخبارَ العدوِّ في سِريَّة؛ منهم: مَرْثد بن أبي مَرْثد، وعاصِم بن ثابت الأنصاري جَدُّ عاصم بن عمر بن الخطَّاب، وزيْد بن الدَّثِنَّة، وعبدالله بن طارق، وخالد بن البُكير، وخُبَيب بن عَدِيّ.

فأمَّر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عليهم عاصمَ بن ثابت، فانطلقُوا متوجِّهين إلى "بني لِحْيان" مِن بطون قبيلة "هُذيل" في مكان يُسمَّى "الرجيع"، وهي آبارٌ لبني هُذيل قُرْب مكة، حتى إذا وصلوا الهَدْأَة - وهُو بين عُسفان ومكة - نَزَلوا في هذا المكان في السَّحَر، وأكَلوا تمرَ عَجْوة، فسقطتْ نواةٌ في الأرض، وكانوا يُخفون آثارَهم، لكن: ﴿ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً ﴾ [الأنفال: 42]، ﴿ وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ﴾ [آل عمران : 140].

سقطتْ نواةٌ من نوى تَمْرِ "يثرب"؛ لأنَّ التمرَ الذي كان معهم من تمرِ المدينة، فجاءتِ امرأة من هُذيل تَرْعَى غنمًا فرأتِ النواة، فأنكرتْ صِغَرَها - صِغَر النواة بالنسبة لحجْم النوَى في تلك المنطقة - فقالتْ: هذا تمرُ "يثرب"، فصاحتْ في قومِها، فخَرَجَ لهم القومُ مِن بني لِحْيان، فتَبِعهم نحو مائة رجلٍ يجيدون الرَّمْي، فتتبعوا آثارَ الصحابة حتى لحقوهم، ففوجِئ الصحابة بهؤلاء القومِ قد غشوهم وحاصروهم، فلجَأَ هؤلاء الصحابةُ العشرة إلى مُرتَفع من الأرضِ، وبدأ المشركون بالخِداع، فقالوا لهم: لكُم العهدُ والميثاقُ إنْ نزلتُم إلينا واستسلمتُم، لا نقتلُ منكم أحدًا، ولا نمسُّكم بسُوءٍ، فقالَ عاصمُ بن ثابت أميرُ السَّرِيَّة: أمَّا أنا، فوالله لا أنزل اليومَ في ذِمَّة كافرٍ، فرفَضَ أن يستسلمَ وقاتلَ، وقبل أن يموتَ قال: اللهمَّ أخبِرْ عنَّا رسولَك، دعَا عاصمٌ الله - عز وجل - أن يُبْلِّغَ خبرَ حصار المشركين لهم، وما حصلَ لهم للنبيِّ - عليه الصلاة والسلام - فاستجابَ الله لعاصم وأخبرَ رسولَه بالخبر، فأخبر النبي - عليه الصلاة والسلام - أصحابَه في المدينة بالخبر في اليوم نفسِه: أنَّ عاصمًا قُتِلَ ومعه سبعة بنبْلِ الرُّمَاة المشركين.

أمَّا زيد بن الدَّثِنَّة، وعبدالله بن طارق، وخُبيب بن عَدي، فقد رقُّوا ولانوا وظنُّوا أنَّ في القوم بقيَّةً من ذِممٍ، ومُروءة وصِدْق، ونسُوا أنَّ الكافرين إذا ظَفِروا فجَرُوا، وتنكَّروا لكلِّ القِيَم، فأخذوهم وأَسَروهم مُتَّجهين بهم إلى مكة؛ ليبيعوهم في سوقِ الرقيق، حتى إذا وصَلوا ببعض الطريق وفي مكانٍ يُسمَّى "الظهران" قُرْب مكة، فلتَ منهم عبدالله بن طارق وصاحَ: "واللهِ إنَّ لي في عاصم وصاحبيه لأُسْوَةً"، فجرَّروه وعالجوه على أنْ يصحبَهم، فأبَى فقتَلوه.

أمَّا زيد وخُبيب، فقد قَدِمُوا بهما مكةَ فباعُوهما لقريش بأسيرين مِن "هُذيل" كانَا بمكة، فاشترَى خُبيبًا حُجيرُ بن أبيإهابالتميمي لعُقْبة بن الحارث؛ ليقتلَه بأبيه، وكان خُبيب هو مَن قَتَلَ الحارثَ بن عامر يومَ بدرٍ، واشترَى صفوان بن أُميَّة زيدًا؛ ليقتلَه أيضًا؛ انتقامًا لأبيه أُميَّة بن خَلَف الذي قَتَلَه يومَ بدرٍ، فمكثَا عندهما أسيرين ينتظران مَصيرَهما.

أمَّا خبيب، فسُجِنَ في بيْت (ماوية) مولاة حُجَير بن أبيإهابالتميمي، فكان السجنُ خَلْوتَه يقضي وقتَه فيه بشتَّى أنواع العبادة، يشحن نفسَه بالإيمان، ويعدُّها للامتحان الصَّعْب الذي ينتظره، فأظهرَ الله في خَلْوتِه هذه من الكرامات ما يكون ذلك حُجَّةً على سلامةِ موقفه منهم، ودليلاً على صِحَّة دِينه وعقيدته، ولنترك الكلام لـ"ماوية" قليلاً؛ لترويَ لنا شيئًا مما رأتْه بأُمِّ عينيها بعدَ إسلامها، تقول: كان أوَّل ما وَقَعَ الإسلام في قلْبي ما رأيتُ من خُبيب بن عدي، كان خُبيب حبيسًا في بيتي، فاطلعتُ عليه يومًا، فوالله ما رأيتُ أسيرًا قطُّ خيرًا منه، واللهِ لقدْ وجدتُه يومًا يأكُلُ من قطْف عنقود عنبٍ في غير مَوْسمه، وما بمكةَ من ثمرٍ، وما أعلمُ في أرْضِ الله عِنبًا يُؤْكَلُ، وإنَّه لمُوثَقٌ في الحديد، فأيقنتُ ما ذلك إلاَّ رزقٌ ساقَه الله إليه وهو حبيس.

ولَمَّا أجْمعَ القومُ على قَتْله، وعَرَفَ مَوْعِدَ ذلك، طَلَبَ مني مُوسًا؛ أي: سِكِّينًا يُزيل بها شعرَ جِسْمه، يتطهَّر بها للقتْل، قالت: فأعطيتُ الموسَى لأحدِ غِلْمان الحيِّ، وقلتُ له: ادْخلْ بها على هذا الرجل الحبيس، وأعطِه حاجتَه، فلمَّا مَشَى إليه وناولَه الموسى، أخذَها منه ووضَعَه على فَخذِه يمازحُه مُدَاعبًا إيَّاه، قالتْ: فلمَّا رأيْتُه فزعتُ فزعة، وظننتُ أنَّه سيقتُله، وقلتُ: أصابَ واللهِ الرجلُ ثأْرَه بقتْل هذا الغلام، فيكون رجلٌ برجلٍ، فعرفَ خُبيب ذاك منِّي وفي يدِه الموسى، فنظرَ إليَّ، وقال: أَتَحْسبينَ أني أقتلُه؟! لا واللهِ ما كنتُ لأفعلَ ذلك

وفي وسط المدينةِ أعلنَ المنادي أمامَ الأشْهاد عن موْعِد قتْل خُبيب، فخرَجوا به من الحَرَم إلى التنعيم: مكان قُرْب مكة، وسار البطلُ وهو مُكَبَّل بالأغْلال، مرفوع الرأس، يشقُّ زحام المتفرِّجين الذين جاؤوا مِن كلِّ صوبٍ وناحية؛ ليشْهدوا مصرعَ أحدِ أصحاب رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعدَ أنْ ظفروا به غدرًا؛ لينتقموا من سيِّدنا محمَّد في شخصِه، وليَثْأروا لقَتْلاهم في بدرٍ بقتْله.

وسِيقَ خُبيب إلى حيثُ يُقْتَل، واعْتَلى الخشبة، ووقَفَ ينشدُ للزمن وللتاريخ فيقول:

وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ فِي اللَّهِ مَصْرَعِي

وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ



ثم قال للقوم: أيُّها الناس، إنْ شئتُم أن تتركوني أركعُ ركعتَيْن قبل مَصْرعي، ثم افْعلوا ما شئتُم، وقالوا: دونك فارْكعْ، فاستقبلَ الكعبة وشَرَعَ يُصلِّي ركعتين، ويا لحُسْنها، ويا لتمامِها من صلاة مُودِّعٍ!! ثم أقبلَ على القوم وقال لهم: واللهِ لولا أنِّي أخشى أن تقولوا: قد خَافَ مِن الموت، لطوَّلتُ فيهما - لصليتُ ركعتَين طويلتَين - أتلذَّذُ فيهما بمناجاةِ ربِّي، والوقوفِ بيْن يدي مولاي.

أترون ماذا تَمنَّى هذا الرجل قبل مَوْته؟! هل تمنَّى أنْ يُعْفَى عنه، وتمسَّك بالحياة؟! هل طلَبَ أُمْنِية كان يتمنَّاها في دُنياه؟ هل حاولَ أن ينجوَ بنفسه بأنْ يتحوَّلَ عن دِينه، ويكون مِن المشركين؛ حفاظًا على حياته؟ ولكنَّه طَلَب الصلاة؛ لتكونَ آخرَ شيءٍ فَعَلَه قبلَ الموت.

هكذا يُعلِّمنا هذا الصحابي الجليل شيئًا مِن إيمانه الشديد وحبِّه لدِينه، فليتَ البائعين لدِينهم - بدراهِمَ بخسة، وكانوا فيه من الزاهدين - يقتدون بهذا الرجل العظيم، الذي ظلَّ صامِدًا حتى الموت، فكان خُبيبٌ أوَّلَ مَن سنَّ هاتَيْن الركعتين عندَ القتْل.

ثم رفعوه على خشبةِ الموت، وأوثقوه بعدَ أنْ فرغَ من الصلاة، ثم قالوا له: ارْجِعْ عنِ الإسلام نُخَلِّ سبيلَك!! فقال: واللهِ ما أحبُّ أن أَرْجعَ عن الإسلام بعدَ أنْ هداني الله، وأنعم عليَّ بالإيمان، ولو كان لي ما في الأرْض جميعًا، وتوعَّدوه بالقَتْل الشنيع، فلم يَثْنِه ذلك عن عَزْمه، وإصْراره على التمسُّك بالإسلام، وأمامَ هذا الامتحانِ كان مِن أسْمى أماني خُبيب أن يموتَ شهيدًا، فيُكْتَب في سجل الشهداء الخالدين، ويَترك الدنيا الفانية لأُناسٍ لا يستحقُّون الحياة.


فوقفَ خُبيب يُجيل النظرَ، فلا يرَى حولَه إلا وجوهًا مُتعطِّشَة للبطْش والانتقام، فرَاحَ يناجي ربَّه - جلَّ وعلا - فيقول: اللهم إنِّي لا أرى إلا وجه عدوٍّ كالحٍ! اللهمَّ إني قد اشتقتُ إلى حبيبي وسيِّدي رسول الله، وليس ها هنا أحدٌ يُبلِّغ رسولَك عنِّي السلام، فبلغْه أنتَ عنِّي السلام.

وفي هذه اللحظاتِ بينما كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في المدينة بيْن أصحابه، أخذتْه غيبة كما كان يأخُذه كعادته إذا نزلَ عليه الوحي، ثم قال لأصحابه: هذا أخِي جبريل، جاء يُقْرئُني السلام مِن خُبيب، فعليه السلام ورحمة الله وبركاته، خُبَيب قَتلتْه قريش!

أمَّا خُبيب، فانهال عليه القومُ كالكلاب المسعورة يُمثِّلون به حيًّا؛ ليموتَ موتًا بطيئًا وهم ينبحون: اقتلوا هذا الذي قَتَلَ آباءَكم ببدر! وخُبيب يدعو ربَّه ويقول: "اللهم إنَّا قد بلَّغنا رسالةَ نبيِّك، فأبْلغْه عنَّا الغَداة ما يُفعَلُ بِنا، ثم دعَا على المشركين فقال: "اللهمَّ أحْصِهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادرْ منهم أحدًا".

وأثناءَ هذا الدعاء كان هناك مِن القرشيين مَن ألْقَى بنفْسه إلى الأرض؛ خوفًا من دعوة خُبيب؛ لِمَا استقرَّ في عقيدة أهل الجاهليَّة مِن أنَّ الرجل إذا دُعِي عليه فاضطجعَ، زالتْ عنه الدَّعوة ولم تؤثِّرْ فيه، ومنهم من هَرَبَ واختفَى!

ثم أعادوا عليه الكَرَّة في التعذيب وهم يقولون له: أتُحبُّ أن يكونَ محمَّدٌ مكانَك وأنت ناجٍ؟ فيقول - والدماء تنزفُ منه -: والله ما أُحبُّ أن أكونَ آمنًا بيْن أهلي وولدي، وأنَّ محمدًا يُصاب بشوكة يُشاكها في قدمِه!

ولَفِظَ خُبيب أنفاسه الأخيرة وبه ما لم يُستطعْ إحصاؤه من ضربات السيوف، وطعنات الرِّماح، وتركوه مصلوبًا أيَّامًا عِدَّة، ولَمَّا عَلِمَ به رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بذلك آلَمَه ذلك أشدَّ الألم، وأرسلَ المقدادَ والزبير في إنزال خُبيب من خشبته، فلمَّا وصلاَ إلى التنعيم، وجدوا حولَه أربعين رجلاً قد لعبتِ الخمر في عقولهم؛ حتى أفقدتْهم وعْيَهم، فتسلَّلاَ إلى الخشبة وأنزلاه والقوم لاهُون في عبثِهم، فحمَلَه الزبير على فَرَسِه وهو رطبٌ لم يتغيَّرْ منه شيءٌ، فرآهما بعضُهم، وتنادوا بعضهم بعضًا، وطاردوهما، فلمَّا لحقوهم، قذفَه الزبير مِن على فرسه فوقعَ على الأرض فكأنما ابتلعتْه!! حتى سُمِّي: بليعَ الأرْض، فلم يُرَ لخُبيب أثرٌ أو مَعْلَمٌ لقبره حتى الساعة.

وأمَّا زيد بن الدَّثِنَّة - رضي الله عنه - فعندما أخرجوه مِن الحرَم إلى التنعيم ليقتلوه، قامَ رهطٌ من قريش واجتمعوا عليه، وكان فيهم أبو سفيان، فقال أبو سفيان عندما أقبلَ على زيد: "أنشُدُك الله يا زيد، أتحبُّ أنَّ محمدًا عندنا الآن في مكانك تُضْرَبُ عُنقُه، وأنَّك في أهلك؟ قال: والله ما أحبُّ أنَّ محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تُصيبه شوكةٌ تُؤْذيه، وإني جالسٌ في أهلي، فقال أبو سفيان مقولتَه الشهيرة قبل إسلامه: "ما رأيتُ من الناس أحدًا يحبُّ أحدًا، كحُبِّ أصحابِ محمَّدٍ محمدًا"، ثم قامَ مولًى لصفوان بقتْل زيد - رضي الله عنه.

أيُّها المسلم:
هكذا ضحَّى أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من أجْل المحافظة على دِينهم وعقيدتهم، هكذا أُزهِقتْ نفوسُهم وسالتْ دماؤهم، وخَرَجتْ أرواحهم من أجسادِهم؛ مِن أجل المبادئ السامية، ولا شكَّ أنَّ الموتَ من أجْل المبادئ شرفٌ كبير، وأمرٌ عزيز لا يَقْدِر عليه أكثرُ الناس، لكنَّهم القِلَّة في البشر الذين سَمَتْ نفوسُهم، وعَلَتْ هِممُهم، فأرخصوا أرواحَهم في سبيلِ المبادئ وبقائها.

فهل سيأخذُ المسلمُ الدرسَ والعِبرة من حياةِ الرِّجال العِظام؟ هل سنضحِّي - ولو بالشيء القليل - من أجْل ديننا؟ أو سنبقى نُضحِّي مِن أجْل الوظيفة، ومِن أجْل المال، ومِن أجْل الزوجة، ومن أجل المشْيَخَة، ولا نضحِّي من أجل الدِّين؟!

فيا مسلمون، تَمسَّكوا بدِينكم وعقيدتكم؛ كما تمسَّك بها سلفُنا الصالح، وسِيروا على نهْجِهم؛ فالسَّيْرُ على نهْجِهم طريقُ الخَلاص ممَّا نُعانيه من فساد الأوضاع؛ إذ لا يصلح آخِرُ هذه الأُمَّة إلا بما صلحَ به أوَّلها، إنَّها الحقيقةُ التي يجبُ أن نعيشَها وغيرها هو الوهْمُ والسرابُ والضلال.

اللهمَّ رُدَّنا إلى دِينك ردًّا جميلاً، اللهمَّ رُدَّنا إلى دينك ردًّا جميلاً، اللهمَّ رُدَّنا إلى دِينك ردًّا جميلاً، اللهمَّ أصْلح لنا دِيننا الذي هو عِصمةُ أمرِنا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.







ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:01 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات