شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى العقيدة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: نعمة الحسان مصحف مقسم صفحات ثابتة واضحة 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ب حفص الحذيفي مصحف مقسم صفحات ثابتة واضحة 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 024 النور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 014 إبراهيم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 026 الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 013 الرعد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 023 المؤمنون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 011 هود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 010 يونس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 01-30-2015, 12:24 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي (1)هل يطلق على أهل الكتاب صفة الكفر



مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن اتبع هداه. معلوم أن كل من أنكر ديناً من الأديان، يكون كافراً بذلك الدين، ومعلوم كذلك أن اليهود والنصارى لا يؤمنون بالإسلام ديناً، ولا بمحمد صلى الله عَليه وسلم رسولاً، ولا بالقرآن وحياً من عند الله، وهم يصرحون بعدم إيمانهم بهذا الدين.

أسباب إطلاق صفة الكفر على اليهود والنصارى: فنحن لا نتردد في وصفهم بالكفر بديننا، لثلاثة أسباب:

السبب الأول: اعترافهم هم بعدم إيمانهم بالإسلام:

وهذا أمر واقع، ومن عنده شك فليسأل حاخاماتهم وأتباعهم من المتدينين، وليسأل ساستهم وأتباعهم المتدينين منهم والعلمانيين، وليسأل عامتهم وخاصتهم صغيرهم وكبيرهم، هل تؤمن أي طائفة منهم بهذا الدين؟ وسيكون جوابهم: بالنفي قطعاً، وإذا كان الأمر كذلك، فهل في إطلاق الكفر بدين الإسلام ظلم لهم؟

السبب الثاني: أن اليهود والنصارى يكفرون بدينهم الحق:

الذي أنزله الله تعالى في التوراة والإنجيل، على موسى وعيسى، عليهم الصلاة والسلام؛ لأن الدين الذي نزل عليهم هو دين التوحيد، ودين الإسلام الذي أنزله الله تعالى على نبيناصَلى الله عليه وسلم، وعلى جميع الرسل قبله، من نوح إلى عيسى عليه الصلاة والسلام، ومن كان منهم عنده شيء مما بقي من التوراة أو الإنجيل الذي أنزله الله تعالى حرفوه، كما قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(78)} [البقرة].

وما لم يحرفوه كتموه، ومن أهم ما يكتمونه رسالة نبينا محمد صلى الله عَليه وسلم، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)}[البقرة].

وقد دعاهم رسولنا بما أوحاه الله تعالى عليه من كتابنا؛ أن يستووا معنا في عبادته وحده، وترك اتخاذ أرباب من دونه، وأمرنا إذا أبوا هذه الدعوة أن نعلن إسلامنا الذي رفضوه، وأقام عليهم الحجة القاطعة، والبرهان الساطع، على أن ادعاءهم أنهم على حق إنما هو جدال بالباطل، سواء فيما علموه من التوراة والإنجيل من نبوة محمد صلّ الله عليه وسلم، أو فيما جهلوه من ملة إبراهيم الذي يدعون أنه كان يهودياً أو نصرانياً.

وبيَّن تعالى أن أحق الناس بالانتساب إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو رسولنا محمد صلّ الله عليه وسلم، ومن آمن به واتبع ما أنزله الله عليه،كما قال تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (65) هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)}[آل عمران].

هذه الآيات واضحة جداً بأن اليهود والنصارى - وإن سماهم الله أهل كتاب - أنهم مشركون بالله تعالى، كما هو واضح؛ لأنهم ليسوا على دين إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - دين التوحيد والإسلام لله وحده، وإذا نفى الله عنهم التوحيد، لم يثبت لهم إلا الشرك، ولهذا قال تعالى: { وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ } بعد قوله: { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً }..

ثم إن اليهود لا يؤمنون بعيسى ولا بمحمد عليهما الصلاة والسلام، والنصارى لا يؤمنون، بموسى ولا بمحمد، والأمة التي تعلن كفرها برسول واحد من رسل الله هي كافرة حقاً.. كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً (151)}[النساء].

ولهذا ترى اليهود والنصارى يحاولون لشدّة حسدهم لهذه الأمة إخراجها من الدين الحق إلى غيره من أديان الكفر، إما باتباع دينهم المحرف، وهذا ما يفعله المنصرون، وإما باتباع مبادئ كفر يبثها اليهود في أوساط المسلمين، بعناوين متنوعة، كالنوادي والأحزاب الإلحادية ونحوها التي تؤدي بأصحابها إلى الكفر بالله تعالى. وذلك غير خاف على من له أدنى اطلاع على نشاطاتهم في العالم في كل العصور.

أما السبب الأول وهو اعترافهم بعدم الإيمان بالإسلام ووصفهم بالكفار ـ وهو الكفر بدين الإسلام ـ فهو أمر لا يحتاج إلى إثبات.

وأما السبب الثاني وهو عدم إيمانهم بالدين الحق الذي نزلت به التوراة والإنجيل على كل من موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، فقد أخبرنا الله تعالى به فيما أنزله على محمد صلى الله عليه وسَلم من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حيث أخبرنا بأنهم حرفوا وبدلوا وكتموا، فدعوى اليهود الإيمان بالتوراة، ودعوى النصارى الإيمان بالإنجيل، دعوى كاذبة، بدليل أن اليهود قالت للنصارى ليسوا على شيء، وقالت النصارى لليهود: ليسوا على شيء، فأخبرنا الله تعالى أنهم كلهم ليسوا على شيء، كما سبق في قوله تعالى: {وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)}[البقرة]. وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)} [المائدة]

وما سعي النصارى الجاد في تنصير المسلمين في غالب البلدان، وإنفاقهم الأموال وإنشاء المستشفيات والمدارس والكنائس، التي يتخذونها ذرائع لتنصير جهال أبناء المسلمين، الذين يعتبرونهم كفاراً، وبعث المنصرين من المهندسين والأطباء وغيرهم إلى تلك البلدان إلا دليل على كفرهم بدين الإسلام.

وقد يكون بعضهم يؤمن بأن الإسلام حق، ولكنه يستكبر عن الإقرار به ويصر على كفره. وقد يظهر بعض قادة النصارى بأن القرآن من عند الله، وأن محمداً صَلى الله عليه وسلم رسول الله، وأن الإسلام حق، ولكنه يقول عن رسالة الرسول ودين الإسلام أنهما خاصان بالعرب، وليسا لكل البشر يجب عليهم كلهم الإيمان بهما.

وقد يظهر بعض النصارى اليوم أن الإسلام دين سماوي ويدعون إلى ما يسمونه بحوار الأديان، وغالبهم إنما يظهرون ذلك خداعاً للمسلمين وتضليلاً لهم.

ونحن مع ذلك لا نمنع الحوار مع أهل الكتاب، ولا غيرهم، وكتابنا مليء بالحوار بين الرسل وقومهم الكافرين، بل نؤيده ونعتقد أنه قد يكون واجباً علينا لنبين لهم أن الإسلام هو الحق، وأن كل ما عداه من الأديان باطل بعد الرسالة الخاتمة، ولا يجوز لنا أن نداهن ونكتم ما نطق به كتابنا وما دعا إليه نبينا صلّى الله عليه وسلم، مجاراةً لمن نحاوره ومداهنةً له؛ لأن الله تعالى لعن من كتم الحق بعد أن بينه الله تعالى.كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)}[البقرة].

وقد يعترف بعضهم تحت قهر البراهين والأدلة الدامغة بأن الإسلام حق، ولكنه لا يرى أن الأديان الأخرى من اليهودية والنصرانية المحرفتين الموجودين عندهم الآن، أصبحت أدياناً لا يرضى بها الله بعد مجيء الإسلام، ويرى أنه لا ينبغي للنصارى إخراج المسلمين من دينهم، ولكن هذا الفريق قليل بل نادر.

ويغلب على ظني أن من هذا الفريق النادر: "الأب الدكتور ميشيل لولونغ الفرنسي" الذي قابلته في مكتبه بالكنيسة في باريس، يوم الخميس: 24/1/1408ه ـ 17/9/1987م. فقد أجريت معه حواراً طويلاً، أنقل منه النص الآتي الدال على أنه من هذا النوع النادر، لأني لمست منه الصدق فيما يقول، وقد قال عنه الدكتور عبد الله بن عمر نصيف الذي كان أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي: إنه قد يكون ممن يؤمن بالإسلام ويكتم إيمانه، لما رأى فيه من الصدق [يمكن مراجعة هذا الحوار في المجلد الثاني عشر من سلسلة في المشارق والمغارب (فرنسا).].

وهذا نص كلام الرجل في حواري معه [حسب كلام المترجم]

فقد قال في أول كلامه: "أنا لست مبشراً، ولا أرى أن المسلمين في حاجة إلى التبشير؛ لأن عندهم ما يكفيهم، وهو الإسلام الذي جاء به القرآن والرسول محمد ‘".

وسألت الأب فقلت: ما دمت على اطلاع طيب على القرآن والسنة والسيرة النبوية، فهل

وصلت في اطلاعك ذلك إلى أن القرآن هو كلام الله حقاً، وأن محمداً صَلى الله عليه وسلم، هو رسول الله صدقاً؟

فأجاب: "هذا سؤال مهم وصعب، ولقد حاولت في كتاب مع مجموعة من المسيحيين والمسلمين أن أشرح كيف يكون موقف المسيحي من القرآن ومن محمد ـ [صَلى الله عليه وسلم] وموقفي الخاص كمسيحي لا أستطيع أن أشاطر المسلمين - يعني أوافقهم - تماماً في عقيدتهم، ولا أستطيع الاعتقاد بأن القرآن والرسول ـ صلّى الله عليه وسلم ـ جاءا عوضاً عن الديانة المسيحية، كما هو موقف المسلمين من المسيح، يعني كما أن المسلمين لا يعتقدون أن المسيح إله، بل يعتقدون أنه رسول فقط، مخالفين في ذلك عقيدة النصارى الذين يعتقدون أن عيسى رسول وإله، فموقفنا نحن المسيحيين من القرآن ومن الرسول كموقف المسلمين من عقيدتنا، أي لا نوافق أن الإسلام جاء بديلاً للمسيحية.

ولكن لا بد من احترام القرآن واحترام الرسول ـ صلّى الله عليه وسلم ـ، لا بد أن أفهم ماذا يقول الله لي في القرآن وما يقول الرسو ، وأنا أعتقد أن القرآن من الله وأن محمداً مرسل من الله، ولكن الوحي الإلهي الذي نزل على المسيح كان كاملا". ويمكن مراجعة حواري معه في كتاب "حوارات مع أوربيين غير مسلمين".

السبب الثالث: وصف الله تعالى لليهود والنصارى بالكفر في كتابه:

وقد دلت عليه آيات كثيرة، نذكر بعضها هنا بدون تعليق لوضوحها وصراحتها: فقد حكم الله تعالى على كل من لم يؤمن بالإسلام من أي دين كان، أنه كافر وأنه من أهل النار، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17)}[هود].

وقال تعالى: { مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ
مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)}[البقرة]. فهاتان الآيتان يدخل في حكمهما اليهود والنصارى والوثنيون والملحدون، ومن يرتد عن الإسلام بعد إظهاره الإسلام.

وقال تعالى عن اليهود: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)}[البقرة].

فهذه أربع آيات متوالية، أثبتت لهم الكفر سبع مرات، بالمصدر: "بكفرهم" وبالفعل ماضياً "كفروا" مرتين، وبالفعل المضارع "يكفرون، يكفروا" مرتين وباسم الفاعل "الكافرين" مرتين يضاف إلى ذلك استحقاقهم لـ"لعن الله" مرتين، وإثبات غضبه عليهم، كما هو واضح.

وتتبع الآيات الصريحة المثبتة لكفرهم في القرآن الكريم لا يدع مجالاً لمن يؤمن بكتاب الله أن يتردد أو يشك في كفرهم؛ لأن ذلك من الأمور المتواترة لفظاً ومعنى، ولا يجوز مطلقاً الشك أو التشكيك فيها مثل قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}[البقرة]. وقال تعالى عن النصارى: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)}[المائدة].

وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)[المائدة] {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)}[المائدة]. وقال عن اليهود والنصارى جميعاً: {وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(30)}[التوبة].

وإذا أطلق في القرآن الكريم: { الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } فالمقصود بهم الذين كفروا بالإسلام، ويشمل كذلك الذين كفروا بأنبيائهم السابقين، كاليهود الذين كفروا بعيسى عليه الصلاة والسلام، والنصارى الذين كفروا بموسى عليه الصلاة والسلام، وكذلك يكون الذين كتموا الحق الذي جاء في التوراة والإنجيل أو حرفوه كافرين.

فإن الذي لا يؤمن برسول واحد من رسل الله، يعتبر كافراً حتى برسوله الذي يزعم أنه آمن به، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً (151)}[النساء].

هذا الموضوع يعتبر من البدهيات التي لا تحتاج إلى بين بعد بيان القرآن الكريم، وإنما اضطررنا إلى التنبيه عليه، لاغترار بعض ذراري المسلمين، بمن يقول لهم: إن اليهود والنصارى هم أهل كتاب، فلا يطلق عليهم صفة الكفر، والحق أحق أن يتبع، وكتاب الله هو الحق، وما خالفه باطل. مع العلم أن اليهود والنصارى يعترفون بكفرهم بالقرآن الذي أصبح بعد تحريف كتبهم هة=و المهيمن، وهو الحاكم على جميع ما سبقه من لأديان.


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 02:25 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات