أقوال الأئمة في الحديث الشاذ
قبل أبي عبد الله الحاكم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
.. وبعد ،،،
فقد دارت مناقشات بيني وبين عدد مِن المشايخ الفضلاء حول الحديث الشاذ عند المتقدمين والمتأخرين، واشتراط نفي الشذوذ في حد الصحيح، مع نقاط أخرى متفرعة عن هذه المسألة. ولمَّا كان المزبور في كتب المصطلح يتناول المسألة في ضوء كلام الشافعي والحاكم ويُظهر التباين في مفهوم الشذوذ عند القائلين به، فقد حاول عدد مِن الأساتذة المعاصرين استجلاء هذا الأمر في مؤلفاتهم. ولمَّا كان التعويل في أحكام هذا الفن على أرباب الصنعة وفرسان ميدانها، كان مِن الضروري الوقوف على أقوال الأئمة المتقدمين الذين تعرضوا للحديث الشاذ ونظمُها في سلك واحد وسياق متصل، حتى يتسنَّى لنا تأمُّل ألفاظها ومعانيها. وهذا العمل مِن شأنه أن يجلِّي الصورة ويكشف الغطاء عن مقصود الأئمة مِن هذا الاصطلاح، ومدى التقارب أو التباعد بين أقوالهم وبين تقعيد أهل المصطلح فيما بعد.
وقد آثرتُ ألاَّ أتطرق إلى أقوال المعاصرين لا تأييدًا ولا رفضًا، وأن أَنْفُذَ مباشرةً إلى المنبع القديم والمصدر الذي استقى منه أهل العلم عبر العصور. وبعيدًا عن إشكالية المتقدمين والمتأخرين والحد الزمني الفاصل بينهما، فإنَّ حدود هذا البحث مقتصرة على الأئمة السابقين على الحاكم أبي عبد الله، وهذا يشمل أهل القرن الثاني والثالث والرابع. ومِمَّا سيظهر لك في هذا الاستعراض المتواضع نشأة هذا اللفظ وتداوله عند علماء الحديث وأهل الرأي أيضًا. وقد يكون هذا البُحَيثُ نواةً لبحث أكبر أتوسَّع فيه وألملم أطرافه وشوارده إن قدَّر الله ويسَّر. والله الموفق.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك