01-02-2015, 04:37 PM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
هل قبل سفيان الثوري عطايا السلطان ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد :
يعد سفيان الثوري رحمه الله من العلماء المجانبين للسلاطين والأمراء، وكان ينفر منهم أشد النفرة، إلا أن بعض المصادر روت قبوله لأعطياتهم، فحصل التعارض في ذلك، ووقع الإشكال، ومما وقفت عليه في ذلك ، مايلي :
ما أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (4/106)، والاستذكار (8/609) فقال : "وكان سفيان الثوري يقول : جوائز السلاطين أَحَبُّ إلينا مِنْ صِلاة الإخوان، لأن الإخوان يمنون، والسلاطين لا يمنون".
وقال أيضا في التمهيد (4/11) : حدثنا محمد بن عبد العزيز وكان فاضلا قال سمعت ابن عيينة حدثنا أحمد بن زهير حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا محمد بن عبد العزيز وكان فاضلا عن سفيان بن عيينه قوله : "من زعم أن سفيان لم يأخذ من السلطان, أنا أخذت له منهم".
ويعارضه ما بوب عليه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/114) باب : ما ذكر في ترك الثوري قبول بر الأمراء .
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي ثنا القعنبي قال سمعت يحيى بن سليم الطائفي يحدث سفيان بن عيينة أن محمد بن ابراهيم - يعني الهاشمي اليا كان على مكة - بعث إلى سفيان الثوري بمائتي دينار فأبى أن يقبلها، قلت له : يا أبا عبد الله كأنك لا تراها حلالا؟ قال: بلى، ولكن أكره أن أذل.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني محمد بن عمران بن أبي ليلى عن حميد بن عبد الرحمن قال كان سفيان ذكر له أنه أنفذ إليه مال فقام فخرج على وجهه.
وقال ابن المنذر في الإشراف 150/6 : باب مبايعة من يخالط أمواله الحرام
واختلفوا في مبايعة من يخالط أمواله الحرام، وقبول هداياه، وجوائزه.
ثم قال : وكرهت طائفة قبول هداياهم، وجوائزهم، والأخذ منهم، وممن كان لا يقبل ذلك ابن المسيب، والقاسم بن محمد، وبشير بن سعيد، والثوري، ومحمد بن واسع، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل.
ويبقى السؤال، كيف يجمع بين هذه الآثار، أو أيهما يقدم منهما، قبوله للأعطيات أو عزوفه عنها ؟
وجزاكم الله خيرا . ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|