شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة ------- علوم القران و التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف وليد الجراحي 1441 عام 2020 كامل 114 سورة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 027 النمل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 026 الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 011 هود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 025 الفرقان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 024 النور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 010 يونس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 009 التوبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 008 الأنفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 01-02-2015, 04:37 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي عيون المحبة وشهود المعرفة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين


لما نقرأ قول الله تعالى في كتابه العزيز( مثل الجنة التي وعد المتقون ) الآية ، تتجلّى لنا أهمية الأمثال القرآنية بما تمتلكه من قدرة مؤثرة في النفس البشرية، وانفعالها من خلال البراعة في التصوير، والقدرة على التشخيص، وقوة الحركة ونقل الصورة من الفكر المجرد إلى الحسّ المشاهد المتحرك، وهذا أدعى إلى إيقاظ همم المخاطب، وبعث كوامن نفسه، واستنهاض أحاسيسه ومشاعره ووجداناته ، للإقبال نحو تحقيق غرض التمثيل وغاياته فحقيقة ما يعقب من آيات الوصف للجنان بمعانيها المزهرة و البليغة بلطائف اشاراتها التي تنفذ الى وجدان الفرد فيتلقاها بمكامنه المثلى وآفاقه العرفانية وبذوق راسخ يسمو بروحه موقظا هممه ومحبته لأن هذه الحقائق هي أكثرعمقا ذلك أنها واصلة من غيوبات الكلمة المرصعة بالحكمة المتعالية ، خصوصا اذا علمنا أن هناك درجات متفاوتة في الجنة ولا تترقى الا بعرفان العبد وطهارته وصفاءه ودرجة تحصيله وقربه ومحبته ، فقول الله تعالى ( فيها أنهار من ماء غير آسن ) ومعناها : أصناف من العلوم والمعارف الحقيقية التي تحيا بها القلوب كما تحيا بالماء الأرض وتروي الأحياء ( غير آسن ) ومعناها غير متغيِّر بشوائب الوهميات والتشكيكات واختلاف الاعتقادات الفاسدة والعادات وهي للمتقين المجتبين من الصفات النفسانية الواصلين إلى مقام القلب
( وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ) الآية وتعني ( لم يتغير طعمه ) بشوب الأهواء والبدع واختلافات أهل المذاهب وتعصبات أهل الملل والنحل (وأنهار من خمر) أي: أصناف من محبة الصفات والذات ( لذّة ) أي: لذيذة ( للشاربين ) الكاملين البالغين إلى مقام مشاهدة حسن تجليات الصفات وشهود جمال الذات فلا تفوتكم هذه اللطائف العرفانية التي صاغها هذا المثل النافذ بكل صور تجلياته فكل قد علم مشربه فهذه الآيات بليغة المعنى وحقائقها أكبر من التصورات التي توقفت عند من توقفت لديهم هممهم وآفاقهم المعرفية في معرفة علوم الجليل النابعة من حكمته المتعالية ، فالدرجات هي حقا تختلف عند الفوز بلقائه وليست درجات السابقين كدرجة أصحاب اليمين فالدرجات تتفاوت تفاوتا كبيرا وهذا التفاوت درجته متعلقة بعرفان العبد ودرجة قربه ومحبته وارادة تحصيله لأن التحصيل لا يتناهى وهو الى ما لا نهاية وهذا التحصيل هو حسب همة العبد للقرب من مولاه فلم يعد يحجبه عنه أي شيء
وهمته لم تتوقف بل هي سارية بروح ايمانه ويقينه ، ولا يجب أن نمر على هذه الآيات مرور الكرام دون أن نمحصها ونستشف معانيها المزهرة والوضاءة بعظيم هذه اللطائف التي تغمر كيان الفرد فتبقى همته حية متوقدة فهذه الآيات وما تحمله من حقائق عظيمة هي من أنوار الآيات الغيبية الدالة على حكمة الله المتعالية بهذا المثل النافذ الذي ينفذ الى مكنون الفرد فيغمره بلطائف عرفانية تحيي همة روحه فتبقى متقدة مواصلة في بحرعرفان لا يتناهى ، فأهل جنة الآثار والأفعال لا مطمح لهم إلى ما وراءها فهم محجوبون بالآثار عن المؤثر وبالعطاء عن المعطي ( عطاء حساباً ) كافياً يكفيهم بحسب هممهم ومطامح أبصارهم لأنهم لقصور استعدادتهم لا يشتاقون إلى ما وراء ذلك فلا شيء ألذّ لهم بحسب أذواقهم مما هم فيه ، لأن هذا لا يتم الا بشهود المعرفة وهمة العبد بغية القرب من مولاه ، ولذلك لما قالت ولية صالحة معلقة على قوله تعالى ( ان أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم ) الآية ، فقالت مساكين أهل الجنة بما هم فيه معتقدة أنهم منهمكون في أنواع المتع ، فأجابها عارف بالله وقال : بل هي المسكينة ذلك أن هؤلاء الذين ذكرتهم الآية هم في شغل أكبر في بحر من المعاني الزكية تحصلها هممهم وأرواحهم ، فما أجله من شغل مزهو بأنواره اللامتناهية ، وهذا يدل على أن الشهود العرفاني غير مقطوع أو منحصر أو ممنوع ، والجنان الزكية فيها ما يسمو بالبواعث الحية بحسب اشراقاتها ، فهذه المقامات العرفانية لا متناهية ولا تنحصر في ملذات الجنان والحور العين بل تمتد وتمتد الى مزيد ومزيد ، ولا يفوتني في هذا الصدد الا أن أذكر بقصة أحد الأولياء وهذه القصة انما ذكرتها لما فيها من بعد عرفاني يرفع العبد درجات : حيث أنّ بعض الأولياء قال عند موته: يا رب شفِّعني في أهل زماني، فقال له الهاتف من قِبل الله تعالى: لم يبلغ مقامك هذا، فقال: يا رب إذا كان ذلك بعملي واجتهادي فلعَمري إنه لم يبلغ ذلك، وإذا كان ذلك بكرمك وَجُودك، فهو أعظم من ذلك، فشَفَّعه الحقُّ تعالى فيما أراد ، فهذا الولي انما قال صوابا فألهمه الله حسن الخطاب عن وثوق عرفاني ، فحُسن خطاب هذا الرجل بلّغه ما لم يبلغه قدره ، فمَن شاء اتخذ إلى ربه مآباً، يرجع به إلى ربه، وهو حُسن التوجه إليه، لأن الله تعالى لديه المزيد من العطاء فهذه الآيات هي حقا عميقة وبليغة المعنى بأنوار لطائفها يفقهها أولو الألباب ، وهي لم تذكر عبثا بل جاء ذكرها لنتنبه الى هذه الحقائق العرفانية التي تغمر القلوب وتوهجها حبورا ونعيما وسعادة فهم يغترفون الى ما لا نهاية ، فلما نقرأ قوله تعالى ( إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً ) الآية ، فلا يجب أن نأخذها بالتفسير البسيط المنحصر في المتعة ، بل علينا أن نستخلص معانيها الحقة في عرفان أطهر يسمو بالروح ، فهذا شراب المشاهدة المنعوت بالمعرفة ، فهم لم يحجبهم عن رؤية محبوبهم غرائب تجلى الذات والصفات ولذلك قال الله ( عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ ) وعباده ها هنا أهل التمكين في المعرفة ، ولا يجب أن ننسى أننا في قرب أكبر مما مضى والحجب هي في ارتفاع شيئا فشيئا ، لذلك فأهل المعرفة هم فاكهون بتجليات هذا القرب الذي يغمرهم فلم تحجبهم الجنان ولا الحور العين ، عن محبوبهم ، فالصافي من له شراب صاف من غير مزج فان الممزوج لا يخلو من امتحان
ولعلنا نستشف كأس هذه المعاني المزهرة والغامرة في آيات مشرقات عديدة
كقوله تعالى ( يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب به المقربون ) الآيات
فتسنيم نعيم حبورها منهمر على الأرواح الطاهرة وانهمارها محض
أما مزاجه فهو لعوام أهل الجنة وهذا يدل
على أن درجات قرب أهل الجنة متفاوتة فهؤلاء المقربون دخلوا
جنات ذات زكية من المعارف والوصال شربوا من بحارها الطاهرة أنوارا
بيقينهم ومحبتهم ولا زالوا مواصلين موصولين في بحر من الطهر والمحبة
ولا نهاية له لأنه من معين وعين محبة لا تنضب أبدا ( عينا يشرب بها المقربون ) الآية ، لذلك كان الختم مقام لا نهاية له في مدارج
الرقي والتحقق والمعرفة والمحبة والكمال والولاية تحققا من قوله تعالى في محكم كتابه العزيز
(ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) الآية
أما عباد الله الواصلين بمحبتهم وعرفانهم من غير مزج ذكرهم الله بقوله تعالى
( عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ) وذلك بما وصلته هممهم المغمورة بهذا العرفان الأطهر والمزكى بالأنوار القدسية الملكوتية
فتفتقت عنها ارادات مزهوة تتفجر ينابيعها على منازل محبتهم بما أفاض الله عليهم من قرب
  • |


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 01:26 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات