12-21-2014, 05:33 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
التجرد لله تعالى في طلب الحق
قال ابن الهيثم في مقدمته لكتاب (الشكوك على بَطليموس) :
(الحق مطلوب لذاته، وكل مطلوب لذاته، فليس يعني طالبه غير وجوده، ووجود الحق صعب، والطريق إليه وعر، والحقائق منغمسة في الشبهات،
وحُسن الظن بالعلماء في طباع جميع الناس ... وما عصم الله العلماء من الزلل، ولا حمى علمهم من التقصير والخلل. ولو كان ذلك كذلك لما اختلف العلماء في شيء من العلوم، ولا تفرقت آراؤهم في شيء من حقائق الأمور، والوجود بخلاف ذلك،
فطالب الحق ليس هو الناظر في كتب المتقدمين، المسترسل مع طبعه في حسن الظن بهم،
بل طالب الحق هو المتهم لظنه فيهم، المتوقف فيما يفهمه عنهم، المتبع الحجة والبرهان، لا قول القائل الذي هو إنسان، المخصوص في جبلته بضروب الخلل والنقصان،
والواجب على الناظر في كتب العلوم، إذا كان غرضه معرفة الحقائق، أن يجعل نفسه خصمًا لكل ما ينظر فيه، ويجيل فكره في متنه وفي جميع حواشيه، ويخصمه من جميع جهاته ونواحيه،
ويتهم أيضًا نفسه عند خصامه فلا يتحامل عليه ولا يتسمح فيه. فإنه إذا سلك هذه الطريقة انكشفت له الحقائق، وظهر ما عساه وقع في كلام من تقدمه من التقسير والشبه) انتهى
يعني تكون في نظرك لخلاف من سبق كالقاضي الطالب للبيّنات من جميع الأطراف ،
وليس كالمحامي الذي يحشد حجج موكله ويعرض عن حجج خصمه أو يورد أضعفها أو يتكلف في نقضها ، المهم أن يردها مهما استطاع . ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|