شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف احمد بن يوسف الاهدل 14 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عمر ابراهيم شلبي 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف انور الشلتوني سورة الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف رائد محمد الوصابي 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف معتز الغنام سورة يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف احمد عبد الغفار بحبح سورتان الفرقان و ابراهيم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد عبد العزيز عبد الدائم 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد محمد زكريا سورتان الزمر و فاطر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف طارق فتحي احمد سورتان الكهف و الزلزلة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبد الله بن علي النفجان سورة النساء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 12-20-2014, 05:29 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي تذكير أهل الإسلام أنَّ الغِيبة من كبار الآثام!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله)، نفعنا الله وإياكم بها.

تذكير أهل الإسلام أنَّ الغِيبة من كبار الآثام!!!

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إنَّ الغِيبة أيها الأحبة والإخوان هي من الخصال الذميمة التي تدل على ضعف الإيمان وقلة الخوف من العزيز الرحمن ، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"أَتَدْرُونَ ما الْغِيبَةُ؟ قالوا : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ". قيل: أَفَرَأَيْتَ إن كان في أَخِي ما أَقُولُ؟ قال:"إن كان فيه ما تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لم يَكُنْ فيه فَقَدْ بَهَتَّهُ". رواه مسلم ( 2589)
يقول الإمام النووي – رحمه الله- :"الغيبة هي: ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره، سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو خلقه أو ماله أو ولده أو والده أو زوجه أو خادمه أو مملوكه أو عمامته أو ثوبه أو مشيته وحركته وبشاشته وخلاعته وعبوسه وطلاقته أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته بلفظك أو كتابك أو رمزت أو أشرت إليه بعينك أو يدك أو رأسك أو نحو ذلك...". الأذكار ( ص 266)
فهي داء قتال ومرض عُضال ينتشر بين الكثير من المسلمين إلا من عصمه أرحم الراحمين،يقول الإمام النووي-رحمه الله- : "اعلم أن هاتين الخصلتين من أقبح القبائح وأكثرها انتشارا في الناس حتى ما يسلم منهما إلا القليل من الناس". الأذكار (ص 266)
وهي ذنب مُحرم بإجماع علماء الإسلام أيها الأحبة الكرام، يقول الإمام النووي – رحمه الله- :"فهما محرمتان – أي الغيبة و النميمة- بإجماع المسلمين وقد تظاهر على تحريمهما الدلائل". الأذكار ( ص 266)
ويقول الإمام ابن كثير – رحمه الله- :" والغيبة محرمة بالإجماع، ولا يستثنى من ذلك إلا ما رجحت مصلحته، كما في الجرح والتعديل والنصيحة". تفسير ابن كثير ( 4/215)
وقد تظافرت الأدلة على أنها من كبائر الذنوب ، يقول الإمام القرطبي – رحمه الله- :"لا خلاف أن الغيبة من الكبائر، وأن من اغتاب أحدا عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ". تفسير القرطبي (16/337)
ومن ذلك قول علام الغيوب: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [ الحجرات : 12].
يقول الإمام الشوكاني- رحمه الله-:"وفيه إشارة إلى أن عرض الإنسان كلحمه،وأنه كما يحرم أكل لحمه يحرم الاستطالة في عرضه، وفي هذا من التنفير عن الغيبة، والتوبيخ لها،والتوبيخ لفاعلها، والتشنيع عليه ما لا يخفى،فإن لحم الإنسان مما تنفر عن أكله الطباع الإنسانية، وتستكرهه الجبلة البشرية،فضلاً عن كونه محرّماً شرعاً".فتح القدير (5/ 65)
لذا حذرنا منها رسول العزيز العلام عليه أفضل الصلاة والسلام وأخبرنا أنها ليست من صفات أهل الإسلام، فعن أبي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يا مَعْشَرَ من آمَنَ بِلِسَانِهِ ولم يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ! لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فإنه من اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ الله عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعْ الله عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ في بَيْتِهِ". رواه أبو داود (4880) ، وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله-.
يقول العظيم آبادي – رحمه الله- :" فيه تنبيه على أن غيبة المسلم من شعار المنافق لا المؤمن ". عون المعبود ( 13 /153) وبين لنا صلى الله عليه وسلم أنَّ ضررها كبير وأمرها خطير ، فعن سعِيدِ بن زَيْدٍ- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إِنَّ من أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةَ في عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ". رواه أبو داود (4878) وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله-.
يقول المناوي- رحمه الله- :" (إِنَّ من أَرْبَى الرِّبَا) أي:أكثره وبالاً وأشده تحريماً (الِاسْتِطَالَةَ في عِرْضِ الْمُسْلِمِ) أي: احتقاره والترفع عليه والوقيعة فيه بنحو قذف أو سب،لأن العِرض شرعا وعقلا أعز على النفس من المال، ونبه بقوله(بِغَيْرِ حَقٍّ)على حل استباحة العرض في مواضع مخصوصة كجرح الشاهد، وذكر مساوئ الخاطب". التيسير شرح الجامع الصغير (1/347)
ويَعظم قُبحها ويزداد ضررها أيها الأحباب بحسب مكانة من يُغتاب ويُعاب ، يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله-:" واعلم أن الغيبة تزداد قبحًا وإثمًا بحسب ما تُؤدي إليه، فغيبة العامة من الناس ليست كغيبة العالم، أو ليست كغيبة الأمير ، أو المدير ، أو الوزير ، أو ما أشبه ذلك، لأن غيبة ولاة الأمور صغيرا كان الأمر أو كبيرا أشد من غيبة من ليس لهم إمرة وليس له أمر ولا ولاية....". شرح رياض الصالحين ( 6/104)
فيا من ابتليت بهذا الداء الخطير و الضرر الكبير! تُب منه قبل أن تقف بين يدي العزيز القدير، وتذكر دائما أنَّ المغتاب إذا لم يرجع إلى الغفور التواب فسيعاقب على جُرمه بأنواع من العذاب، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لهم أَظْفَارٌ من نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ- أي يخدشون- وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فقلت: من هَؤُلَاءِ يا جِبْرِيلُ؟ قال: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ الناس، وَيَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِمْ ". رواه أبو داود (4887)، وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله-.
يقول الإمام الطيبي – رحمه الله- : "لما كان خمّشُ الوجه والصدر من صفات النساء النائحات جعلهما جزاء من يغتاب ويفري في أعراض المسلمين إشعاراً بأنهما ليستا من صفات الرجال،بل هما من صفات النساء في أقبح حالة وأشوه صورة". مرقاة المفاتيح (9/ 247)
ويا من أمامك طُعن في أَخيك المسلم بغير وجه حق!دافع عنه ورُدّ ما قيل فيه! وتذكر أن لك بهذا العمل الحميد الأجر العظيم عند العزيز المجيد،فعن أبي الدرداء- رضي الله عنه- أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من رَدَّ عن عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ الله عن وَجْهِهِ النَّارَ يوم الْقِيَامَةِ ". رواه الترمذي ( 1931)
يقول المناوي – رحمه الله- :"( من رَدَّ عن عِرْضِ أَخِيهِ )أي: رد على من اغتابه وشان من آذاه وعابه (رَدَّ الله عن وَجْهِهِ) أي: ذاته وشخصه لأن تعذيبه أنكى في الإيلام وأشد في الهوان(النَّارَ يوم الْقِيَامَةِ)جزاء بما فعل , وذلك لأن عرض المؤمن كدمه فمن هتك عرضه فكأنه سفك دمه، ومن عمل على صون عرضه فكأنه صان دمه فيجازى على ذلك بصونه عن النار يوم القيامة ". فيض القدير ( 6 / 135)
ومما علينا أن نعلمه أيها الأحبة أن هناك بعض المواطن تجوز فيها الغيبة لما في ذلك من مصلحة راجحة كما ذكر ذلك العلماء، يقول الإمام النووي – رحمه الله- :" اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أسباب:
الأول:التظلم:فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية،أو قدرة على إنصافه من ظالمه،فيقول: ظلمني فلان بكذا.
الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب، فيقول: لمن يرجوا قدرته على إزالة المنكر، فلان يعمل كذا فازجره عنه ،ونحو ذلك، ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر، فإن لم يقصد ذلك كان حراما.
الثالث: الاستفتاء: فيقول للمفتي ظلمني أبي، أو أخي أو زوجي، أو فلان بكذ،ا فهل له ذلك؟ وما طريقي في الخلاص منه، وتحصيل حقي ودفع الظلم؟ ونحو ذلك، فهذا جائز للحاجة ولكن الأحوط والأفضل أن يقول : ما تقول في رجل أو شخص، أو زوج كان من أمره كذا ؟ فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين، ومع ذلك فالتعيين جائز.
الرابع : تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم : وذلك من وجوه: منها جرح المجروحين من الرواة والشهود، وذلك جائز بإجماع المسلمين، بل واجب للحاجة. ومنها: المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك، أو مجاورته، ويجب على المشاور أن لا يخفي حاله، بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة. ومنها: إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع، أو فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك فعليه نصيحته ببيان حاله، بشرط أن يقصد النصيحة، وهذا مما يغلط فيه،وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد،ويلبس الشيطان عليه ذلك،ويخيل إليه أنه نصيحة فليتفطن لذلك. ومنها: أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها: إما بأن لا يكون صالحا لها، وإما بأن يكون فاسقا، أو مغفلا ونحو ذلك، فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة ليزيله ويولي من يصلح، أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله، ولا يغتر به، وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة أو يستبدل به.
الخامس: أن يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته: كالمجاهر بشرب الخمر، ومُصادرة الناس، وأخذ المكس وجباية الأموال ظلما، وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به ويحرم ذكره بغيره من العيوب، إلا أن يكون لجوازه سبب آخر مما ذكرناه. السادس: التعريف: فإذا كان الإنسان معروفا بلقب كالأعمش، والأعرج، والأصم، والأعمى، والأحول، وغيرهم جاز تعريفهم بذلك ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى، فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه، ودلائلها من الأحاديث الصحيحة مشهورة ". رياض الصالحين ( ص 279)
ومما ينبغي أن ننبه عليه أيها الكرام في هذا المقام أنَّ للغيبة صورا عديدة قد يقع فيها الكثير من الأنام دون أن يتفطنوا أن هذا من الآثام قد نبه عليها أحد الأئمة الأعلام، حيث يقول ابن تيمية شيخ الإسلام– رحمه العزيز العلام-:"فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون، أو فيه بعض ما يقولون، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس، ونفروا عنه، فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة، وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم.
ومنهم:من يخرج الغيبة في قوالب شتى، تارة في قالب ديانة وصلاح، فيقول: ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير ولا أحب الغيبة، ولا الكذب، وإنما أخبركم بأحواله، ويقول: والله إنه مسكين أو رجل جيد، ولكن فيه كيت وكيت، وربما يقول دعونا منه الله يغفر لنا وله، وإنما قصده استنقاصه وهضم لجنابه، ويُخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة، يُخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا، وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه.
ومنهم:من يرفع غيره رياء، فيرفع نفسه، فيقول: لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان لما بلغني عنه كيت وكيت، ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده، أو يقول: فلان بليد الذهن قليل الفهم، وقصده مدح نفسه، وإثبات معرفته، وأنه أفضل منه.
ومنهم: من يحمله الحسد على الغيبة، فيجمع بين أمرين قبيحين الغيبة والحسد، وإذا أثني على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح، أو في قالب حسد وفجور وقدح، ليسقط ذلك عنه.
ومنهم: من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ليضحك غيره, باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به .
ومنهم: من يخرج الغيبة في قالب التعجب، فيقول: تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت؟!، ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت؟!، وكيف فعل كيت وكيت؟! فيخرج اسمه في معرض تعجبه.
ومنهم: من يخرج الاغتمام، فيقول مسكين فلان غمني ما جرى له، وما تم له، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفي به، ولو قدر لزاد على ما به وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به، وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه .
ومنهم: من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول، وقصده غير ما أظهر والله المستعان". مجموع الفتاوى ( 28 /236)
فيا أيها الأحبة والإخوان إن مما يجب علينا جميعا أن نستعمل ألسنتنا فيما يكون طاعة للرحمن ويزيد من الإيمان، كذكر العزيز المنان في كل الأحيان،وقراءة القرآن، وعلينا أن نحفظها من العصيان ولا نُطلق لها العنان في الغيبة والنميمة والكذب و البهتان، فتجرنا إلى المهالك ونبوء بسببها بالنيران ، فعن معاذ –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"وَهَلْ يَكُبُّ الناس في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ، أو على مَنَاخِرِهِمْ، إلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ".رواه الترمذي(2616) ،وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله-.
يقول الإمام ابن رجب –رحمه الله- :"والمراد بحصائد الألسنة جزاء الكلام المحرم وعقوباته، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات،ثم يحصد يوم القيامة ما زرع،فمن زرع خيرا من قول أو عمل حصد الكرامة،ومن زرع شرا من قول أو عمل حصد غدا الندامة، وظاهر حديث معاذ يدل على أن أكثر ما يدخل الناس به النار النطق بألسنتهم، فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل، ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك ويدخل فيها شهادة الزور التي عدلت الإشراك بالله عز وجل، ويدخل فيها السحر، والقذف ، وغير ذلك من الكبائر والصغائر،كالكذب والغيبة والنميمة وسائر المعاصي الفعلية لا يخلو غالبا من قول يقترن بها يكون معينا عليها".جامع العلوم والحكم (ص 274)
ويجب علينا أن نحفظها من كل سوء أو ما يجر إليه! إلا ما كان فيه نفع في الدارين ، يقول الإمام النووي –رحمه الله- :"اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه بل هذا كثير أو غالب في العادة والسلامة لا يعدلها شيء ". الأذكار (ص 262)
و لنتذكر أيها الأفاضل دائما أن المسلم الحقيقي هو من سلم الناس من أذاه، سواء الفعلي أو القولي! ، فعن عَبْدَ اللَّهِ بن عَمْرٍو – رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الْمُسْلِمُ من سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ من لِسَانِهِ وَيَدِهِ ". رواه البخاري (6119) واللفظ له، ومسلم ( 40)
يقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :" وذلك أن الإسلام الحقيقي : هو الاستسلام لله ، وتكميل عبوديته والقيام بحقوقه ، وحقوق المسلمين . ولا يتم الإسلام حتى يحب للمسلمين ما يحب لنفسه ، ولا يتحقق ذلك إلا بسلامتهم من شر لسانه وشر يده . فإن هذا أصل هذا الفرض الذي عليه للمسلمين . فمن لم يسلم المسلمون من لسانه أو يده كيف يكون قائما بالفرض الذي عليه لإخوانه المسلمين ؟ فسلامتهم من شره القولي، والفعلي عنوان على كمال إسلامه" .بهجة قلوب الأبرار (ص 17)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يُوفقنا وإياكم لفعل الطاعات والتزود من الخيرات، وأن يُجنبنا جميعا ارتكاب المنكرات، ومن ذلك الغيبة التي هي من كبار المحرمات،فهو سبحانه ولي ذلك ورب الأرض والسموات.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 05:09 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات