![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]() ثقافتنا وحرية التفكير والإبداع أمان محمد قحيف لا نخال أن ثمة مقياسا تقاس به الثقافات أفضل من مدى حثها ودعمها لقضية حرية التفكير والإبداع. ولا نخال أن ثمة عاملا يدفع الأمم والشعوب إلى بناء الحضارات وصناعة التقدم أكثر من حرية التفكير التي تعزز القدرة على الابتكار. فالرأي عندنا أن الحضارة وليدة الإبداع، والتقدم صناعة التفكير. إذ الحضارة -أي حضارة- تتقدم وتزدهر بقدر ما يتاح لعقول أبنائها من مساحات الحرية وفضاءات التفكير. والثابت تاريخيا أن التقدم العلمي والتكنولوجي مُيسر ومتوقع للأمة بحسب اتساع مساحة الحرية المتاحة للعقول الباحثة أن تتحرك فيها وتبدع في إطارها، فما تفوقت أثينا على إسبرطة قديما إلا بما كان متوافرا لعقول أبنائها من حرية فكرية وأريحية في تقبل مختلف الآراء، الأمر الذي أفرز للبشرية أعظم مفكري الدنيا وأفضل أساتذة التفلسف والإبداع، من أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو. وما تقدم المسلمون قديما وما بنوا حضارتهم إلا من خلال الجو الفكري العام الذي أتاح لهم التفكير والاجتهاد ما استطاعوا إلى ذلك من سبيل. وما توقف مسار حضارتنا الإبداعي إلا بعد أن تعالت بعض الأصوات تهاجم التفكير والإبداع والإضافة والاجتهاد. وما تقدم الغرب المعاصر وما تجاوزنا حضاريا إلا بما وفره لعقول أبنائه من مساحة شاسعة من حرية الإبداع والتفكير والطرح والتنظير. والحق أن من يضع ثقافتنا وحضارتنا تحت المجهر ليتبين موقفها من حرية التفكير والإبداع لن يجد ما يتيح له أن يتجرأ عليها أو يتطاول على تراثها، ولن يجد ما يبرر له الزعم أو الادعاء بأنها كانت حضارة لا تمنح العقول حقها في التفكير أو لم تعط الباحثين حريتهم في البحث والدراسة والتحليل في أي مرحلة من مراحل تاريخها الطويل. ونحن لا ننطلق في قولنا هذا من رؤية عاطفية أو اندفاعة قومية شوفينية؛ ذلك لأن تراث حضارتنا العربية الإسلامية فيه العديد والعديد من الأدلة والشواهد التي تثبت وتبرهن أن حرية الفكر، والتفكر، والتأمل، والتدبر قد مورست إلى أبعد مدى ممكن على مدى تاريخ ثقافتنا، ومسار حضارتنا، وحركية تاريخنا. والحق أن التاريخ حدثنا، في وضوح وجلاء، أن ثقافتنا لم تلجأ قط إلى كبح جماح العقل الإنساني عن التفكير، ولم تعمد أبدا إلى وضع العراقيل أمامه حتى يتوقف عن ممارسة عمله الذي خلقه الله -تعالى-له، وما كان لها أن تفعل ذلك وإلا خالفت العديد من الأسس والثوابت التي دان بها المجتمع العربي الإسلامي على مدى تاريخه الطويل بفضل التوجيهات والإرشادات التي أكدها القرآن الكريم والسنَّة النبوية المطهرة، ومنها: أولا: الإعلاء من شأن العقل: لا يختلف اثنان على أن الدين الإسلامي الحنيف قد تعامل مع العقل الإنساني باعتباره أسمى الملكات وأشرفها على الإطلاق. وليس أدل على ذلك من أنه قد تم التعويل عليه في "أمور العقيدة والمسؤولية والتكليف، ولا تأتي الإشارة إلى العقل في القرآن الكريم إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، وذلك ما يؤخذ من جميع الآيات القرآنية التي وردت الإشارة فيها إلى العقل. والإسلام عندما يخاطب العقل فإنه يخاطبه بكل ملكاته وخصائصه، فهو يخاطب العقل الذي يعصم الضمير، ويدرك الحقائق، ويميز بين الأمور، ويوازن بين الأضداد، ويتأمل، ويعتبر، ويتعظ، ويحسن التدبر والرؤية"[1]. فالعقل في الإسلام هو المقياس، وهو الآلة، وهو الأداة التي يتمكن الإنسان باستخدامها من التخلص من الأوهام المنقولة، والأخطاء الموروثة، والأساطير الشائعة. وهو بالتالي أعظم منح الله إلى الإنسان. ولا غرو أن يقول فيه الإمام الغزالي -يرحمه الله- (ت 505 هـ/ 1111 م) إنه "أنموذج من نور الله"[2]. من هذا المنطلق نستطيع الذهاب إلى أن الإسلام جعل العقل في صدارة الملكات الإنسانية، وقدَّمه على غيره من آليات المعرفة وأدوات الإدراك، نظرا لأهمية دوره وضرورته في اكتساب المعارف وتعلم العلوم. فنحن لا نفهم النص المُنزّل -مثلا- إلا من خلال العقل، ولا نتمكن من التواصل مع المحسوسات بغير العقل؛ لأن "الحواس لا تستطيع بمفردها كمصدر خالص أن تقدم معرفة تامة الجوانب مكتملة الأركان، بل إن العقل هو الذي يقوم بالربط بين المعلومات التي تقدمها له الحواس"[3]. وبالتالي نستطيع الوصول إلى القوانين التي تحكم طبيعة الأشياء. والأمثلة على ذلك كثيرة "فمن دون العقل ما كان الإنسان يستطيع أن يدرك مثلا أن المعادن تخضع لقانون واحد"[4]. ككونها تتمدد بالحرارة مثلا. ونشير إلى أن "الإسلام يعلو بتقدير العقل والفكر إلى أعلى درجة، ويقرر أن إدراك الحقائق العليا في الدين والكون إنما هو حظ العقول الراجحة والأفكار المسددة، وأن العقول المريضة والأفكار العقيمة تنزل بصاحبها إلى الحيوانية بل إلى أحط من الحيوانية، ففي القرآن العظيم: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)[الأعراف: 179)] [5]. من هذا المنطلق يكون الإسلام قد رفع من شأن العقل وقدره، حيث جعله مناط التكليف، وجعله مصدرا مهما من مصادر المعرفة الإنسانية، الأمر الذي جعل ثقافتنا تضمن له حرية التفكير؛ لذا انتهى السابقون من العلماء إلى أن «المحافظة على العقل» تعد مقصدا أساسيا من المقاصد الكبرى للشريعة الإسلامية. ولا بد من التوقف هنا لنبين أن "مما هو جدير بالذكر في هذا المقام أن حفظ العقل لن يكون له معنى من دون الحرية: حرية هذا العقل في التفكير والتعبير عن رأيه وطرح وجهة نظره من دون حجر على الرأي أو مصادرة للفكر.. ومن المهم هنا أن نشير إلى أن الحرية ترتبط دائما بالمسؤولية. فليست هناك حرية تخرج عن هذا النطاق، وإلا أصبحت الأمور فوضى ولا ضابط لها ولا نظام. والمسؤولية هي صمام الأمان لضمان البعد عن التجاوزات التي قد تثير الفتنة بين الناس أو تعكر صفو النظام العام للمجتمع، أو تعرض أمن الوطن للخطر. إن الحرية هي قوام العقل، وافتقادها يعني إلغاء دور العقل، وإلغاء دور العقل يؤدي إلى تخلف الفكر، وبالتالي يؤدي إلى تخلف المجتمع. ومن أجل ذلك، فإن حفظ العقل يعني ضمان حريته وحمايته من أي عدوان على حقه في التفكير والتعبير"[6]. وهكذا تبدو الحرية باعتبارها المناخ الوحيد المناسب لإعمال العقول وتنشيط الأذهان، بما تتحه من أجواء عامة تساهم في تلاقح الأفكار، وتعدد الرؤى، وإفراز التصورات التي تؤدي إلى إثراء الحياة الإنسانية على مختلف صعدها، الثقافية والسياسية والتنموية والاجتماعية. ثانيا: رفع القيود عن العقل: حرصت المرجعية الإسلامية على رفع القيود التي تحول بين العقل وتأدية مهامه في الدرس، والتعلم، والتدبر، والتفكر. وأكدت على حتمية إعطائه الفرصة كاملة لأن يجوب الآفاق باحثا، فاحصا، ناظرا، متأملا. ووردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تؤكد هذا المعنى وتشير إلى ضرورته، قال -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[البقرة: 164)]. وقال -تعالى- أيضا: (أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)[الغاشية: 17 20)]. وجاء في المعنى نفسه: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ)[فاطر: 27 و28)]. وقال -تعالى-: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ * وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[النحل: 66 و67)]. إلخ .. من الآيات البينات التي تفتح المجال واسعا أمام العقل الإنساني ليمارس مهامه التي خلقه الله -تعالى- من أجلها. فالوحي القرآني من خلال الآيات السابقة -وغيرها كثير يدفع العقل الإنساني دفعا باتجاه النظر، والدراسة، والتأمل، والتدبر في عوالم الحيوان، والنبات، والجماد، والإنسان، والطير، والجبال، والبحار، والمحيطات، والأفلاك وصولا إلى معرفة الله -تعالى- وإدراكا لوجوده من أجل اليقين به وعبادته وطاعة أوامره، واجتناب نواهيه عن اقتناع وتصديق، مع سعي دائب ودائم لإعمار الكون وتنميته وإشاعة الخير فيه. ولكي يتحقق ذلك كان لا بد من رفع العقبات والقيود التي تعترض طريق التفكير السليم والإدراك الواعي، ولعل من أبرز القيود التي رفعها الإسلام عن العقل الإنساني هو قيد "التقليد" للقدامى لمجرد كونهم قدامى كي لا يقع الإنسان في أسر الماضي ولا ينزلق إلى حضيض الانكفاء على الموروث. لقد عاب القرآن الكريم على من يتبعون القدماء منهم من دون تمحيص لآرائهم وأفكارهم ومعتقداتهم، جاء هذا المعنى في قوله -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)[البقرة: 170)]. وقال -تعالى-: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ)[يونس: 78)]. وقال -تعالى- أيضاً: (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[الأعراف: 28)]. هكذا رفض القرآن الكريم تقليد الآباء أو ذوي السلطان لمجرد كونهم كذلك. ولقد تبنت ثقافتنا تلكم الرؤية حتى في مجال العقيدة والاعتقاد، لدرجة أن السابقين من علماء الأمة أدانوا إيمان المقلد وقالوا بأنه: لا يجوز الأخذ بالتقليد في الاعتقاد إن كان صاحبه قادرا على النظر والتأمل والتدبر. قال الإمام البيضاوي (ت 791 هـ) في تفسير قوله -تعالى-: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)[يونس: 36)]. "إن تحصيل العلم في الأصول واجب، والاكتفاء بالتقليد والظن غير جائز"[7]. ومعلوم أن علماءنا انطلقوا في ذلك من وعيهم بأن الإيمان يجب أن يقوم على الاقتناع والتصديق مع الوعي بمفهوم الإيمان وقضاياه الأساسية. ولقد رفضت السنَّة المطهرة هي الأخرى للمسلم أن يكون مقلدا للآخرين من دون وعي أو طول تفكير أو حسن إدراك، حيث حذرنا النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من ذلك في قوله: ((لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا))[8]. ثالثا: ندرة الضوابط على التفكير والإبداع: كان لإفساح الإسلام المجال للعقل كي يمارس العملية الإبداعية وينمي قدراته فيها، مع عدم وضع أي حجر عثرة أمامه في هذا السياق، أثره الكبير في أن يتركه يصول ويجول في جنبات الكون والوجود ما شاءت له الظروف ذلك وما أتاحت الإمكانات والأحوال له من فرص للانطلاق الفكري والتجوال الإبداعي. والثابت تاريخيا أن ثقافتنا تبنت تلكم الرؤية والتزمت بها كما ألمحنا إلى ذلك سابقا. من هنا فقد فشلت محاولات خصوم التجديد في غلق باب الاجتهاد والإبداع طوال مسار تاريخ حضارتنا اعتمادا على فهمهم المتعجل لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل فيه: ((إن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار))[9]. لقد فشلت مساعيهم في غلق باب الاجتهاد استنادا إلى فهمهم لهذا الحديث؛ إذ انتهت الرؤية المعتمدة لدى أغلب الباحثين في مجال الفقه والفكر الإسلامي إلى أن «من الأفعال الإنسانية ما هو محاكاة وتقليد واتباع ومنها ما هو إبداع وتجديد، أي إنشاء واختراع لا على مثال سابق. وإذا كان هذا الإبداع مخالفا لما أمر به الله -سبحانه وتعالى-، أو رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فتلك هي: "بدعة الضلالة.. المذمومة إسلاميا". أما إن كان الإبداع واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه، ودعا إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فهو محمود، حتى وإن لم ينزل به وحي ولم يرد فيه حديث[10]. بالتالي، فلم يحظر الإسلام على العقل الإنساني من التفكير في حالات نادرة منها: أولا: التفكير في مسائل لا يستطيع العقل البشري بملكاته وإمكاناته الخوض فيها، أو وضع رؤية نهائية لها، كالتفكير في ذات الله، مثلا، فهذه مسألة لا يستطيع العقل أن يحسمها مهما أوتي من قدرة على التفكير والإدراك؛ لذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، الصحابة والأمة من بعدهم- بالتفكير في آثار الله في الكون ورفض لهم التفكير في كنه الذات أو حقيقتها. ثانيا: أن يحاول العقل تقديم إنتاج معرفي أو فني يتعارض مع ما هو معلوم من الدين بالضرورة كأن يستخدم الفن لإثارة الغرائز والشهوات فحسب، أو كأن يعمد إلى إثارة الفتن وتحريك المشكلات بين مكونات المجتمع الإنساني؛ لأن ذلك يدخل في إطار العلم الضار الذي حذر منه الله -تعالى- في قوله: (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ)[البقرة: 102)]. الخلاصة: تجدر الإشارة إلى أن الإسلام عندما منع العقل من الخوض في المسائل الغيبية، فإنه لم يمنعه من ذلك حجرا عليه، أو تقليصا من نشاطاته، بل إنه فعل هذا كي يجنب العقل إضاعة الجهد عن طريق الخوض في مسائل لن يتمكن من حسمها، أو الوصول فيها إلى كلمة نهائية؛ وليس أدل على صحة ذلك من اختلاف الفلاسفة والمفكرين بعضهم مع بعض عندما تحدثوا في كنه الذات الإلهية، حيث عجزوا جميعا عن الوصول إلى رؤية واحدة متفق عليها أو تصور واحد يقنع كل ذوي العقول والألباب. تعد شريعتنا الإسلامية -ومن بعدها حضارتنا- هي الشريعة الوحيدة التي انتهت إلى أن من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد. ولا يخفى أنها الشريعة والثقافة الوحيدة التي تكافئ من أخطأ؛ لأن كل الثقافات تذهب إلى معاقبة من يخطئ أو تكتفي -في أحسن الأحوال- بمنعه من الأجر والمكافأة، الأمر الذي يثبت تمايز ديننا وحضارتنا وثقافتنا عن باقي الشرائع والحضارات والثقافات. وإذا كان الإسلام قد منح العقل كل هذه الحرية في مجال التفكير والإبداع فإنه قد منحه الحق الكامل في التعبير عما يدور في رأسه وخلجات نفسه من رؤى وتصورات، فالعقل يفكر، ويتدبر، ويتأمل ليعبر عن أفكاره ورؤاه وتأملاته ما دام ذلك في مصلحة تنمية حياة الإنسان والارتقاء بها نحو الأفضل، لأن هذا من قبيل الإعمار الذي أمر الله -تعالى- خلقه به حين، قال: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)[هود: 61)]. __________________________________________________ _________ الهوامش: 1- العقاد، التفكير فريضة إسلامية، دار الكتاب العربي، بيروت، 1969م، ص 20. 2- أبو حامد الغزالي، مشكاة الأنوار، القاهرة، 1964 م، ص44. 3- دكتور أمان قحيف، إشكالية المعرفة.. دراسة منهجية في القرآن الكريم، دار الحضارة، طنطا، دار الثقافة، القاهرة، 1999م، ص 27. 4- دكتور أحمد فؤاد باشا، فلسفة العلوم بنظرة إسلامية، ط 1، دار المعارف، القاهرة 1404 هـ/ 1984م، ص23. 5- محمد البشير الإبراهيمي، الرق في الإسلام، الأزهر، القاهرة، صفر 1435 هـ/ ديسمبر 2013م، ص272. 6- دكتور محمود حمدي زقزوق، مقاصد الشريعة الإسلامية وضرورات التجديد، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، ربيع أول 1428 هـ/ مارس 2007 م، ط2، ص62. 7- البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل مكتبة الجمهورية، القاهرة، من دون تاريخ، ص293. 8- رواه الترمذي. 9- رواه مسلم والنسائي وأبو داود والدارمي وابن ماجة والإمام أحمد. 10- دكتور محمد عمارة، المفهوم الإسلامي للإبداع، الأزهر، القاهرة، صفر 1435 هـ/ديسمبر 2013 م، ص227. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
__________________
الاميل و الماسنجر [email protected] شبكة ربيع الفردوس الاعلى نحتاج مشرفين سباقين للخيرات اقدم لكم 16 هدايا ذهبية الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك والثانية خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3 والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86 - قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran والهدية الثالثة لاول مرة من شرائي ومن رفعي رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها مصحف الحصري معلم تسجيلات الاذاعة نسخة صوت القاهرة النسخة الاصلية الشرعية لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت ايضا تجد في نفس الصفحة رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله مع هدايا اخرى ومفاجات مع صوت ابي العذب بالقران تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها الجديد من الملفات المضغوطة zip فيها الجديد من روابط المصاحف والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله ******************************** ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة والهدية الرابعة اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة والهدية الخامسة مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية والهدية السادسة مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب والهدية السابعة مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل الهدية الثامنة من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة والهدية التاسعة جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر الهدية العاشرة اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو الهدية 11 اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو الهدية 12 جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي الهدية13 برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس الهدية14 الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء الهدية 15 الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب 16 برامج هامة كمبيوتر و نت |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
|