
05-21-2023, 05:06 AM
|
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 479,566
|
|
وقفة مع عبارة " لروحه السلام" التي يرددها الملاحدة
إن الحديث عن الملاحدة وما يفيؤون علينا به في كل لحظة وحين، لهو حديث ذو شجون، وذلك أن غرائب القوم لا تنقضي وعجائبهم لا تنتهي، و يأبون كل حين إلا أن يمتعوننا بشيء من تراهاتهم يكون حجة عليهم.
من العبارات التي تجري على ألسنة الملاحدة على اختلاف مذاهبهم الإلحادية، حين ينفق أحدهم، قولهم: "لروحه السلام" ، وفي هذه العبارة ثلاثة أشياء تتعارض مع معتقدات الإلحاد، وتأتي على إلحادهم فتجعله هباء منثورا.
فأما الأمر الأول الذي تتضمنه هذه العبارة، هو ذكر الروح، والملحد في الأصل لا يؤمن إلا بما يحسه ويراه، ويكفي هذا التناقض ليضرب الإلحاد بعرض الحائط.
وأما الأمر الثاني، فإن الجملة عبارة عن دعاء لتلك الروح بالسلام، فهل الذي يفنى بعد الموت يحتاج سلاما؟؟؟ طبعا لا، وذلك أن السلام يقتضي وجود حياة أخرى، بعد الحياة الدنيا والموتة الأولى، ويقتضي أن تكون هذه الحياة الثانية فيها ما فيها من سلام واضطراب وعذاب، وذلك أن الدعوة بالسلام لا تكون إلا في مقابل الحرب والاضطراب والعذاب.
ومنهم من رجع عن غيه وتاب من إلحاده، وبفيت هذه العبارة الركيكة لصيقة به، يتشدق بها كل وقت وكل حين.
وأما الأمر الثالث الذي تنطوي عليه تلك العبارة الركيكة، وهو أنها تحمل إعترافا صريحا بوجود خالق لهذا الكون، وذلك أن الدعاء يكون من الأدنى إلى الأعلى، من الضعيف إلى القوى الذي يملك القدرة على الاستجابة للدعاء.
وهذه أمور ثلاثة، كل واحدة منهم تهدم الإلحاد وتجعله هباء منثورا، وتظهر تناقض القوم، ويكفي لبيان فساد معتقد أو إظهار بطلانه، الكشف عن التناقض بين مسائله
كتبه: أيوب نصر
الأحد 01 ذو القعدة 1444 (21/05/2023)
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|