ما اسم الملكين اللذين يسألان الميت؟
الشيخ عبدالله بن حمود الفريح
روى الترمذي في سننه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ - أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ- أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ: لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالْآخَرُ النَّكِيرُ، فَيَقُولَانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ، فَيَقُولَانِ: نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ. وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ، لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، فَيُقَالُ: لِلْأَرْضِ الْتَئِمِي عَلَيْهِ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلَاعُهُ، فَلَا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ"[1].
فـائدة: وجاء في حديث آخر أن اسم المَلكَيْن: (مبشر، وبشير)، وفي حديث: أن عددهم أربعة، وأنَّ اسم الثالث، والرابع (ناكور، ورمان)، وكلها أحاديث ضعيفة.
فائدة أخرى: من أهل العلم من أنكر تسميتهما بـ (منكَر، ونكير)؛ لأنهما اسمان لا يليقان بالملائكة، الذين وصفهم الله تعالى بأوصاف الثناء، فضعَّفوا الحديث السابق، ورُدَّ هذا القول بـ: أنَّ تسميتهما بذلك ليس لأنهما منكران من حيث ذواتهما، وإنما من حيث أن الميت لا يعرفهما فينكِرْهما، كما قال إبراهيم عليه السلام لأضيافه الملائكة: ﴿ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴾ [الذاريات: 25]؛ لأنه لا يعرفهم.
وكلمة (مُنْكَر) بفتح الكاف على الصحيح، ولذا يقول السيوطي رحمه الله:
وضبط منكَر بفتح الكاف ♦♦♦ فلست أدري فيه من خلافِ
وبعد الفتنة يكون المصير والحال في القبر، إمَّا إلى نعيم نسأل الله من فضله، وإمَّا إلى عذاب نسأل الله سبحانه السلامة والعافية.
مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار"
[1] صححه ابن حِبَّان (7 /386)، وحسَّنه الألباني - رحم الله الجميع.
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك