المرحلة الأولى
من مراحل الخطاب المكي في القرآن
د. أمين الدميري
يُمثلُ هذه المرحلةَ أولُ ما نزل، وهو صدر سورة العلق (خمس آيات) وحتى سورة الطارق، وفي خاتمتها: قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ [الطارق: 15 - 17].
وجملة هذه السور ست وثلاثون سورة، وهي: (العلق، الضحى، الشرح، القلم، المزمل، المدثر، الفاتحة، المسد، التكوير، الأعلى، الليل، الفجر، العصر، العاديات، الكوثر، التكاثر، الماعون، الكافرون، الفيل، الفلق، الناس، الإخلاص، النجم، عبس، القدر، الشمس، البروج، التين، قريش، القارعة، القيامة، الهُمَزة، المرسلات، ق، البلد، الطارق).
وهذا الترتيب فيه نظر وشيء من التحفظ، خصوصًا موقع سورة الفاتحة وسورة الناس والعاديات، ليس هذا موضع بحثه؛ (انظر الإتقان في علوم القرآن؛ للإمام السيوطي ص 82 ط. دار ابن كثير).
لكن الطابع العام لقرآن هذه المرحلة يتسم بما يلي:
1- براعة الاستهلال، ووضوح الاستدلال، متمثلاً في أول ما نزل، وهو قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]؛ فقد خاطبهم بما يُقِرُّون به وهو الرب الخالق؛ أي: توحيد الربوبية.
2- الدعوة إلى التوحيد، والإنذار باليوم الآخر، وإثبات الرسالة، متمثلاً في سورة الفاتحة والإخلاص والكافرون والمزَّمِّل والنجم والقيامة..
3- الصبر على مشاقِّ الدعوة والثبات على ذلك، وقد تمثل ذلك في سورة: نون، والضحى، وعبس، والبروج.
من كتاب: "خطاب القرآن من اقرأ إلى سورة الأنفال (من البعثة إلى غزوة بدر)"
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك