عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-20-2015, 07:46 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي سماع عبد الله البهي من أم المؤمنين عائشة

أغلب مادة هذه المشاركة هي جمع لكلام اﻹخوة في الملتقى(راجي رحمة ربه، أحمد اﻷقطش، وأشرف بن صالح العشري) فجزاهم الله خيرا

عبد الله البهي مولى مصعب بن الزبير، وثقه يحيى بن معين وابن سعد وابن حبان، وأخرج له مسلم في الشواهد، وقال أبو حاتم :"نفس البهي لا يحتج بحديثه ، وهو مضطرب الحديث"، فهذا ما قيل فيه من الجرح والتعديل

من قال أن البهي لم يسمع من عائشة:
قال ابن أبي حاتم:"سألت أبي عن حديث رواه ثابت بن عبيد ، عن القاسم ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال لها : " ناوليني الخمرة " ، قلت : إني حائض ، قال : " إن حيضك ليس في يدك " . ورواه عبد الله البهي ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحوه . فقال أبي : حديث ثابت ، عن القاسم ، عن عائشة أحب إلي ، وذلك أن البهي يدخل بينه وبين عائشة : عروة ، وربما قال : حدثتني عائشة"
فلا أدري هل يؤخذ من هذا أن أبو حاتم يرى عدم سماعه من عائشة أم لا.

قال أحمد بن حنبل:"عبد الله بن البهي سمع من عائشة ما أرى في هذا شيئا إنما يروي عن عروة " وقال : في حديث زائدة عن السدي عن البهي ، قال : " حدثتني عائشة في حديث الخمرة وكان عبد الرحمن قد سمعه من زائدة فكان يدع فيه حدثتني عائشة وينكره"

إذا فقد قال أحمد بن حنبل وعبد الرحمن بن مهدي أن البهي لم يسمع من عائشة

من قال أن البهي قد سمع من عائشة:
قال البخاري في التاريخ الكبير:
"عبد الله البهي مولى مصعب بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي سمع بن عمر وابن الزبير وعائشة رضى الله تعالى عنهم"
و قال أيضا في التاريخ:
"حدثني عبد الأعلى قال ثنا أبو عوانة عن السدي عن عبد الله البهي رأيت عائشة تأكل الجراد
تابعه عبيد الله عن إسرائيل عن السدي نحوه
حدثني محمود قال ثنا أبو النضر قال حدثنا شيبان عن زياد عن حسان بن أنس الثعلبي كنت عند بن أخت عائشة فأرسلت إليه بجراد. قال أبو عبد الله وهذا أكثر وهذا أصح "

فكأنه يرى أن خبر السدي عن البهي معلول حين قال (و هذا أكثر و هذا أصح)، لكنه مع هذا جزم بسماع البهي من عائشة.

وأخرج ابن حبان في صحيحه: أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن الصباح الدولابي منذ ثمانين سنة حدثنا شريك عن العباس بن ذريح عن البهي عن عائشة قالت عثر أسامة بن زيد بعتبة الباب فشج وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أميطي عنه الأذى فقذرته قالت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمجها ويقول لو كان أسامة جارية لحليته وكسوته حتى أنفقه

وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه: أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد الزاهد ثنا سهل بن عمار العتكي ثنا محمد بن عبيد الطنافسي ثنا وائل بن داود سمعت البهي يحدث أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره ولو بقي بعده لاستخلفه

وأخرج الترمذي وصححه: حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن إسماعيل السدي عن عبد الله البهي عن عائشة قالت ما كنت أقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأخرج مسلم في الشواهد: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وشجاع بن مخلد واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا حسين وهو ابن علي الجعفي عن زائدة عن السدي عن عبد الله البهي عن عائشة قالت سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير قال القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث
فهل يؤخذ من هذا تصحيح مسلم لسماع البهي من عائشة، أم أنه لا يلزم ذلك في الشواهد ؟

إذا فمن قال بسماع البهي من عائشة: البخاري والترمذي وابن حبان والحاكم، وقد يؤخذ هذا من صنيع مسلم.

فهل يمكن ترجيح القول بسماعه من عائشة، ﻷن هؤلاء اﻷئمة الذين صححوا الحديث-ولا سيما البخاري- غالبا قد اطلعوا على كلام أحمد و عبد الرحمن بن مهدي- فهم متأخرون عنهم - ومع ذلك رجحوا القول بسماعه من عائشة، فهذا لا يكون إلا ﻷن معهم زيادة علم ؟

وقد وجدت خبرا قد يحتج به في سماع البهي من عائشة.

أخرج ابن أبي حاتم في التفسير - كما نقله عنه ابن كثير - حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا يحيى بن أبي زائدة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، أخبرني عبد الله بن المديني قال : إني لفي المسجد حين خطب مروان ، فقال : إن الله أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيا حسنا ، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر عمر ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : أهرقلية ؟ ! إن أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولده ، ولا أحد من أهل بيته ، ولا جعلها معاوية في ولده إلا رحمة وكرامة لولده . فقال مروان : ألست الذي قال لوالديه : أف لكما ؟ فقال عبد الرحمن : ألست ابن اللعين الذي لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أباك ؟ قال : وسمعتهما عائشة فقالت : يا مروان ، أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا ؟ كذبت ، ما فيه نزلت ، ولكن نزلت في فلان بن فلان . ثم انتحب مروان ، ثم نزل عن المنبر حتى أتى باب حجرتها ، فجعل يكلمها حتى انصرف . " صححه اﻷلباني

ووقع عند البزار أن عبد الله هنا هو عبد الله البهي، فأخرج البزار: حدثنا يوسف بن موسى ، قال : نا عبد الرحمن بن مغراء ، قال : نا إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله البهي ، مولى الزبير ، قال : كنت في المسجد ومروان يخطب ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : والله ما استخلف أحدا من أهله ، فقال مروان : أنت الذي نزلت فيك والذي قال لوالديه أف لكما ! فقال عبد الرحمن : كذبت ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك" وحسن إسناده الألباني

فهل يكون هذا الخبر حجة في سماع البهي من عائشة ؟ وهل يقال أنه حتى إذا لم يثبت سماعه من عائشة، فإنه -كما قال أحمد - يروي عن عروة عن عائشة، فالسند صحيح متصل إليها ؟

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس