شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=294)
-   -   أنواع الصفات الإلهية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=179540)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 08-17-2015 04:07 AM

أنواع الصفات الإلهية
 
أنواع الصفات الإلهية
بكر البعداني




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن أصل الأصول كلها، وأعظمها وأهمهما، وعليه تنبني جميع الأصول والعقائد: الإيمان بالله - عز وجل - ثم ما من شك أن من الإيمان بالله - عز وجل -: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل كما قال الله - عز وجل -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11][1].







وقد تكلم أهل العلم كثيرًا - قديمًا وحديثًا - حول تقرير هذا الباب العظيم - أعني: باب الأسماء والصفات - ولا سيما في كتب الإلهيات والعقائد، تأصيلًا وتفريعًا، وكذا التدليل له، والتنظير لأصوله وضوابطه وقواعده...، بما لا مزيد عليه، ولكني أردت في هذا المقال أن أذكر جملة مما ذكره العلماء في باب: أنواع الصفات الإلهية، وبيانها وتقسيماتها، وجملة من الأمور المتعلقة بهذا الباب.







فأقول: أنواع الصفات الإلهية[2]:



بادئ ذي بدء فإن العلماء المتأخرين - رحمهم الله - قد ذكروا جملة من التقسيمات للصفات الإلهية، وقد شغب عليهم البعض بغير هدى من الله، وبلا حجة وبرهان، وبكلام ما أنزل الله به من سلطان - وهو كثير - لكن ما يهمنا هنا - مما له صلة بموضوعنا - قولهم - تشويهًا وتلبيسًا - وبكلام فيه نوع مغالطة: أن هذا التقسيم حادث، ومخترع، ولم يقل به أحد من القرون المفضلة، ...إلى آخر هذا الكلام.







ونحن وإن كنا نسلم لشيء من هذا الكلام - إجمالًا - لكننا لا نتفق معهم على هذا الإطلاق بالنسبة للنتيجة في مثل هذا المقام؛ لأن فيه حقًّا أريد به باطل، ونقول - كما قال علماؤنا -: إننا وإن كنا نسلم بأن هذا التقسيم حادث من حيث هو، وليس بالمعنى الذي تريدونه أنتم، فإننا لا نقول - أبدًا -: بأنه غير مسلم به، أو أنه مردود؛ لأمور:



أولًا: أن أهل العلم - ولا سيما الأصوليين منهم - قد ذكروا أن طريقة البحث والنظر، والتتبع والاستقراء التام، أو ما يحلو للبعض أن يسميه: السبر والتقسيم، هو أحد مسالك العلة المعتمدة، والحجج الشرعية - في مثل هذا - وهي تثبت به.[3]







ثانيًا: أنك لو ذهبت تستقرئ كل نصوص الوحيين المتعلقة بصفات الله - عز وجل - الاستقراء الشرعي التام، لوجدتها لا تخرج عن هذه الأنواع التي قال بها علماؤنا - رحمهم الله - وذكرناه هنا، وهي مستقيمة ومطردة فيه اطرادًا عجيبًا.







ثالثًا: وهو أنه لما خاض أهل الأهواء والبدع في هذا الباب - أعني: باب صفات الله عز وجل - وأوَّلوها وعطلوها، وقسموها في ذلك ومن أجله إلى جملة من الأقسام، ما أنزل الله بها من سلطان، من مثل قولهم: صفات نفسية، وصفات معنوية...، إلى غير ذلك[5]، وكان هذا بالطبع عقب القرون المفضلة، ويريدون منها - أعني: تقسيماتهم - غير ما أراده الله - عز وجل - ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وغير ما قرره - وفقًا لذلك - سلفنا الصالح - رضوان الله عليهم أجمعين -: اضطر أهل السنة والجماعة إلى مثل هذه التقسيمات، واصطلحوا عليها؛ تبيانًا للحق، ونصرة له، هذا من جهة.[4]







وأما من جهة أخرى: فإن طول المناقشات والألفاظ والمصطلحات التي تراكمت في تلك الأبواب، خرجت بالأمور عن حدها، وتعسر معه عدها وضبطها؛ فعمد أهل السنة والجماعة إلى هذه التقاسيم، واصطلحوا عليها، بيانًا وتسهيلًا، واختصارًا وتقريبًا، وضبطًا وتحريرًا لهذا الأمر الجلل، والله أعلم.







رابعًا: أن هذا الاستقراء - كما قال بعض أهل العلم في نحو ما نحن فيه - كاستقراء النحاة كلام العرب إلى اسم وفعل وحرف مثلًا، ومع هذا فإن العرب لم تَفُهْ بهذا أو بنحوه ألبتة، ولم نرَ أحدًا يعتب على النحاة في ذلك، وهكذا في أنواع الاستقراء الأخرى.



وأمر آخر وأخير: وهو أن العلماء المتبعين - ولا سيما المحققين منهم -: قد اتفقوا على هذا، بل يكادون يكونون مجتمعين عليه؛ ولذلك نراهم: يقولونه ويقررونه ويعتمدونه ويسطرونه في كتبهم، من غير تعقب ولا نكير.







فبكل هذا يعلم يقينًا: أن هذا التقسيم مستمد من النصوص الشرعية، وهو معتمد ومرتكز على الحقائق والبينات، فليس أمرًا اصطلاحيًّا حادثًا - على المعنى الذي يريده المخالفون.







وإذا ما اتضح هذا: أعود إلى ما كنت أريد الكلام فيه، وهو أنه يمكننا من هنا - ومن خلال كلام أهل العلم - في هذه الأبواب، أن نذكر أنواع الصفات الإلهية، مع مراعاة جملة من الاعتبارات المختلفة فيها، والمذكورة في تلك الأبواب، ونجملها فيما يلي:



أولًا: أنواع الصفات الإلهية من حيث إثباتها أو نفيها.



ثانيًا: أنواع الصفات الإلهية من حيث تعلقها بذاته - عز وجل - وأفعاله.



ثالثًا: أنواع الصفات الإلهية من حيث أدلتها، وثبوتها أو عدمه.







فنشرع أولًا: في أنواع الصفات الإلهية من حيث إثباتها أو نفيه؛، فإن أهل العلم قالوا: بأنها بهذا الاعتبار تنقسم إلى قسمين[6]:



1- ثبوتية.



2- وسلبية (منفية).








أما الصفات الثبوتية - وهي الأكثر - أو ما يعبر عنه البعض: بالصفات المثبتة، فإنهم يعنون بها: تلك الصفات التي أثبتها الله - عز وجل - لنفسه، أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ من مثل: صفة العلم، والحياة، والقدرة ... وهكذا، وكصفة الاستواء، والنزول، والوجه، واليد...، وغيرها، وهذه الصفات الإلهية صفات مدح وكمال، والغالب فيها التفصيل؛ لأنه كلما كثرت وتنوعت دلالتها، ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر.[7]







وأما الصفات السلبية - وهي قليلة جدًّا - أو ما يعبر عنها البعض بالصفات المنفية، فيعنون بها[8]: الصفات التي نفاها الله - عز وجل - عن نفسه، أو نفاها عنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، من مثل: نفي السِّنَة، والعجز، والند، والسَّمِيِّ، والكفء، والمثيل، والشريك، والولد، وأنبه على أن هذه الصفات السلبية لم تذكر على التفصيل إلا في حدود ضيقة، وفي الأحوال التالية:[9]



الأولى: بيان عموم كماله - عز وجل - كما في قوله - تعالى -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، وقوله - عز وجل -: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4].







الثانية: نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون؛ كما في قوله - عز وجل -: ﴿ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [مريم: 91، 92].







الثالثة: دفع توهُّم نقص كمال الله - تعالى - فيما يتعلق بأمر معين؛ كما في قوله - عز وجل -﴿ : وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾ [الدخان: 38]، وقوله - عز وجل -: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [ق: 38].[10]







الرابع: تهديد الكافرين في مثل قوله - عز وجل -: ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 140]؛ كما قال العثيمين - رحمه الله - أيضًا في شرح الواسطية.







الخامس: لتوسيع دائرة الإثبات، بإثبات أضدادها من صفات الكمال؛ فنفي السِّنَة والنوم إثبات لكمال حياته وإحاطة علمه وكمال قدرته، ونفي الصاحبة والولد إثبات لصَمَديَّتِه وعظمته، وهكذا.[11]







ويمكن أن يقال: إن هذه الصفات السلبية المنفية عن الله - عز وجل - نوعان:[12]



الأول: سلب المتصل.



والثاني: سلب المنفصل.







فالسلب أو النفي المتصل: هو أن ينفي عن الله - عز وجل - ما يناقض ما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من كل ما يضاد الصفات الكمالية، مثل تنزيه الله - عز وجل -: عن السِّنَة، والنوم، واللُّغوب، والنُّعاس.







وأما السلب أو النفي المنفصل: فهو أن ينفي عن الله - عز وجل - الشريك في خصائصه التي لا تكون لغيره، من التوحيد والتفرد كالكمال، مثل: تنزيه الله - عز وجل - عن أن يكون له صاحبة، أو ولد، أو شريك في الملك.





يتبع


المصدر...


الساعة الآن 07:16 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM