شبكة ربيع الفردوس الاعلى - الإسبال حرام مطلقا

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن إسبال الثياب محرم مطلقا، ولا يصح أن يقال إن كان الإسبال للخيلاء فحرام، وإن كان لغير الخيلاء فهو جائز؛ لما يلي:
1- لو كان الأمر كذلك لما كان للنص على الإسبال في الثياب معنى ولكان لغوا، فإن الخيلاء منهي عنها بذاتها ولذاتها، وأصول الشريعة وقواعدها تقضي بتحريم الوسائل والذرائع المفضية إلى المحرم، فلو لم يأت تنصيص على النهي عن إسبال الثياب والتوعد عليه لتوجه القول بالمنع منه، فكيف وقد جاء النص بالنهي عنه؟!.
2- قد جاء النص عن المعصوم صلى الله عليه وسلم أن (الإسبال من المخيلة) ولا كلام لأحد بعد كلامه، فالإسبال تدفع إليه المخيلة غالبا، [ولا أقول دائما، ولا أقول إن الإسبال يستلزم المخيلة كما قال ابن حجر رحمه الله]، والإسبال أيضا يجر إلى الاختيال والزهو، وهو مظنته.
3- لو كان الإسبال لا يحرم إذا لم يصدر عن خيلاء، لرخص النبي لحمش الساقين حين اعتذر إليه عن إسباله بذلك، فهذا دليل قاطع أن الإسبال محرم بذاته.
4- أن الإسبال من السرف ومن التشبه بالنساء وذريعة إلى علوق النجاسة بالثياب، وكلها مما جاء الشرع بالنهي عنه.
من المهم أن يعلم أن وجود المخيلة في نفس المسبل ليست علة لتحريم الإسبال بل هي واحدة حكم تحريمه.
والعجب والله ممن اتبع جمهور العلماء وهم يقرون أن الإسبال مظنة الخيلاء، فما داموا يقرون بذلك، أفليست مظنة المحرم التي هي ذريعة إلى المحرم غالبا محرمة، إضافة إلى ما فيها من السرف والتشبه بالنساء والتعرض للنجاسات؟
والخيلاء معلوم حرمتها بالضرورة من الإسلام، والسرف معلوم حرمته بقول الله تعالى: (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وهو نهي والنهي للتحريم، والتشبه بالنساء معلوم حرمته بالضرورة من الإسلام وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال" رواه البخاري، والتعرض للنجاسات حرام قال الله تعالى: (وثيابك فطهر).
والله أعلم.