![]() |
حديث أوس بن أوس في فضل الجمعة: بين الأئمة الحفاظ وبين ابن قيم الجوزية
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإن النبي صلى الله عليه وسلَّم قد حذَّرنا من مغبة الكَذِبِ عليه، قال أبو عبد الله البخاري في باب ما يكره من النياحة على الميت من كتاب الجنائز من الجامع الصحيح: 1291 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ كَذِباً عَلَىَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ » . تحفة 11520 وبين النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم أن من حدَّث عنه بما لا يصحُّ عنه مما تُرى علته يعدُّ أحد الكاذبين عليه، قال مسلم في مقدمة المسند الصحيح: مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ أَيْضًا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِى شَبِيبٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالاَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلَّم أن العلم يقلُّ من بعده، ويندثر، قال أبو عبد الله البخاري في باب 7 من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: 7307 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ حَدَّثَنِى، ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ حَجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاهُمُوهُ انْتِزَاعاً ، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ » . فَحَدَّثْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَجَّ بَعْدُ فَقَالَتْ يَا ابْنَ أُخْتِى انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَثْبِتْ لِى مِنْهُ الَّذِى حَدَّثْتَنِى عَنْهُ . فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِى بِهِ كَنَحْوِ مَا حَدَّثَنِى ، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا فَعَجِبَتْ فَقَالَتْ وَاللَّهِ لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو . طرفه 100 - تحفة 8883، فكان من أول العلوم اندثارًا علمُ علل الحديث الذي هو لُبُّ علم الحديث، وبه يعرف الصحيح من السقيم، وهو الأساس في الجرح والتعديل، خلافًا لما يحسبه بعض المتأخرين والمعاصرين، وقد شهد بذلك الإمام زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (شرح العلل ج2/ ص 467 عتر / ص 663 همام) فقال: ولما انتهى الكلام على ما ذكره الحافظ أبو عيسى الترمذي - رحمة الله عليه - في كتاب الجامع، وآخره كتاب العلل، أحببت أن أتبع كتاب العلل بفوائد أخر مهمة، وقواعد كلية تكون للكتاب تتمة، وأردت بذلك تقريب علم العلل على من ينظر فيه، فإنه علم قد هجر في هذا الزمان، وقد ذكرنا في كتاب العلم أنه علم جليل، قل من يعرفه من أهل هذا الشأن، وأن بساطه قد طوي منذ أزمان، والله المستعان وعليه التكلان فإن التوفيق كله بيديه، ومرجع الأمور كلها إليه. اهـ قلت: فمن أراد أن يفهم العلل، فلا أقل من يدرس كتاب الحافظ ابن رجب، ومبلغ العلم أن ابن رجب توفي سنة 795، وهو من تلاميذ ابن القيم، وقد اخترت هنا حديثًا يوضح البون الشاسع في المنهج والدِّقَّةِ بين الأئمة الحفاظ وبين المتأخرين، فقد أجمع الحفَّاظُ على نكارته، وقد ذهب ابن القيم يُصححه، محاولًا رد تعليل الأئمة له، وهو حديث رُويَ عن أوس بن أوس في فضل الجمعة، فلم يُصِبِ ابنُ القيم، إذ انصبَّ كلامُه على اعتذار الأئمة عن راوي الحديث، دون المساس بنكارة الحديث، سندا ومتنًا، فلمَّا حَسِبَ أنه جاء بحُجَّة بقيت النكارة كما هي، ولكن حدَّث الناسُ بعده عن النبي صلى الله عليه وسلَّمَ بهذا الحديث الذي يُرى أنه كذبٌ نحو سبع مائة سنة، والله المستعان، |
| الساعة الآن 09:26 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM