شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى السيرة النبوية
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: روائع سورة ال عمران الشيخ عنتر الهنداوى عزاء عائلات فله قرية بدر رشيد بحيرة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: [179 /564] أسئلة على ما سبق - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (الشرح الأول) (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: [180 /564] صفة المعية وأقسامها - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (الشرح الأول) (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: [181 /564] هل المعية صفة ذاتية أم فعلية وهل هي حقيقية - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: [182 /564] هل بين صفة المعية وصفة العلو تعارض! - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (الشرح الأول) (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: Have A Nice Day To You # 33577 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: Have A Nice Day To You # 33579 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: زوجي يضرب طفلتي الرضيعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: وقفات ودروس من سورة البقرة (9) (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: هنيئا لمن مات شهيدا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

 
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية

  #1  
قديم 06-06-2015, 09:26 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 67)

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 66)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=351509

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ
فِيهَا كَانَ مَقْتَلُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ عَلَى يَدَيْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ
وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنْ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لَمَّا مَاتَ , بَايَعَ النَّاسُ فِي الْمِصْرَيْنِ ( الكوفة والبصرة ) لِعُبَيْدِ اللَّهِ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى إِمَامٍ , ثُمَّ خَرَجُوا عَلَيْهِ فَأَخْرَجُوهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ ,
فَسَارَ إِلَى الشَّامِ فَاجْتَمَعَ بِمَرْوَانَ , وَحَسَّنَ لَهُ أَنْ يَتَوَلَّى الْخِلَافَةَ وَيَدْعُوَ إِلَى نَفْسِهِ ,
فَفَعَلَ ذَلِكَ , فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا تَقَدَّمَ مَعَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ .
ثُمَّ سَيَّرَهُ مَرْوَانُ فِي جَيْشٍ إِلَى الْعِرَاقِ , فَالْتَقَى بِعَيْنِ الْوَرْدَةِ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْجَيْشِ الَّذِينَ يُسَمُّونَهُ جَيْشَ التَّوَّابِينَ فَكَسَرَهُمْ , وَاسْتَمَرَّ قَاصِدًا الْكُوفَةَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ , فَتَعَوَّقَ فِي الطَّرِيقِ بِسَبَبِ مَنْ كَانَ يُمَانِعُهُ فِي أَرْضِ الْجَزِيرَةِ مِنَ الْأَعْدَاءِ مِمَّنْ بَايَعَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ , ثُمَّ اتَّفَقَ خُرُوجُ ابْنِ الْأَشْتَرِ إِلَيْهِ فِي سَبْعَةِ آلَافٍ , وَكَانَ مَعَ ابْنِ زِيَادٍ أَضْعَافُ ذَلِكَ , وَلَكِنْ ظَفَرَ بِهِ ابْنُ الْأَشْتَرِ , فَقَتَلَهُ شَرَّ قِتْلَةٍ
وَذَلِكَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْأَشْتَرِ خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فِي السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ , ثُمَّ اسْتَهَلَّتْ هَذِهِ السَّنَةُ وَهُوَ سَائِرٌ لِقَصْدِ ابْنِ زِيَادٍ فِي أَرْضِ الْمَوْصِلِ , فَكَانَ اجْتِمَاعُهُمَا بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ : الْخَازِرُ , بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَوْصِلِ خَمْسَةُ فَرَاسِخَ ,
فَبَاتَ ابْنُ الْأَشْتَرِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ سَاهِرًا لَا يَغْتَمِضُ بِنَوْمٍ , فَلَمَّا كَانَ قَرِيبَ الصُّبْحِ نَهَضَ فَعَبَّأَ جَيْشَهُ وَكَتَّبَ كَتَائِبَهُ , وَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ الْفَجْرَ فِي أَوَّلِ وَقْتٍ , ثُمَّ رَكِبَ فَنَاهَضَ جَيْشَ ابْنِ زِيَادٍ , وَزَحَفَ بِجَيْشِهِ رُوَيْدًا وَهُوَ مَاشٍ فِي الرَّجَّالَةِ حَتَّى أَشْرَفَ مِنْ فَوْقِ تَلٍّ عَلَى جَيْشِ ابْنِ زِيَادٍ , فَإِذَا هُمْ لَمْ يَتَحَرَّكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ
فَلَمَّا رَأَوْهُمْ نَهَضُوا إِلَى خَيْلِهِمْ وَسِلَاحِهِمْ مَدْهُوشِينَ ,
فَرَكَبَ ابْنُ الْأَشْتَرِ فَرَسَهُ وَجَعَلَ يَقِفُ عَلَى رَايَاتِ الْقَبَائِلِ فَيُحَرِّضُهُمْ عَلَى قِتَالِ ابْنِ زِيَادٍ وَيَقُولُ : " هَذَا قَاتَلُ ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَدْ جَاءَكُمُ اللَّهُ بِهِ وَأَمْكَنَكُمُ اللَّهُ مِنْهُ الْيَوْمَ , فَعَلَيْكُمْ بِهِ , فَإِنَّهُ قَدْ فَعَلَ فِي ابْنِ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ فِرْعَوْنُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ! , هَذَا ابْنُ زِيَادٍ قَاتِلُ الْحُسَيْنِ الَّذِي حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَاءِ الْفُرَاتِ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ هُوَ وَأَوْلَادُهُ وَنِسَاؤُهُ , وَمَنَعَهُ أَنْ يَنْصَرِفَ إِلَى بَلَدِهِ , أَوْ يَأْتِيَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ حَتَّى قَتَلَهُ , وَيْحَكُمْ , اشْفُوا صُدُورَكُمْ مِنْهُ , وَارْوُوا رِمَاحَكُمْ وَسُيُوفَكُمْ مِنْ دَمِهِ , هَذَا الَّذِي فَعَلَ فِي آلِ نَبِيِّكُمْ مَا فَعَلَ , قَدْ جَاءَكُمُ اللَّهُ بِهِ " .
ثُمَّ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ وَأَمْثَالِهِ , ثُمَّ نَزَلَ تَحْتَ رَايَتِهِ .
وَأَقْبَلَ ابْنُ زِيَادٍ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ , قَدْ جَعَلَ عَلَى مَيْمَنَتِهِ حُصَيْنَ بْنَ نُمَيْرٍ , وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ عُمَيْرَ بْنَ الْحُبَابِ السُّلَمِيَّ - وَكَانَ عُمَيْرٌ قَدِ اجْتَمَعَ بِابْنِ الْأَشْتَرِ , وَوَعْدَهُ أَنَّهُ مَعَهُ , وَأَنَّهُ سَيَنْهَزِمُ بِالنَّاسِ غَدًا -
وَعَلَى خَيْلِ ابْنِ زِيَادٍ شُرَحْبِيلُ بْنُ ذِي الْكَلَاعِ
وَابْنُ زِيَادٍ فِي الرَّجَّالَةِ يَمْشِي مَعَهُمْ
فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ تَوَاقَفَ الْفَرِيقَانِ , حَتَّى حَمَلَ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ بِالْمَيْمَنَةِ عَلَى مَيْسَرَةِ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَهَزَمَهَا , وَقُتِلَ أَمِيرُهَا عَلِيُّ بْنُ مَالِكٍ الْجُشَمِيُّ ,
فَأَخْذَ رَايَتَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَلَدُهُ قُرَّةُ بْنُ عَلِيٍّ , فَقُتِلَ أَيْضًا
وَاسْتَمَرَّتِ الْمَيْسَرَةُ ذَاهِبَةً
فَجَعَلَ ابْنُ الْأَشْتَرِ يُنَادِيهِمْ : إِلَيَّ يَا شُرْطَةَ اللَّهِ , أَنَا ابْنُ الْأَشْتَرِ , وَقَدْ كَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ لِيَعْرِفُوهُ
فَالْتَاثُوا بِهِ وَانْعَطَفُوا عَلَيْهِ , وَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ
ثُمَّ حَمَلَتْ مَيْمَنَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَى مَيْسَرَةِ أَهْلِ الشَّامِ
ثُمَّ حَمَلَ ابْنُ الْأَشْتَرِ بِمَنْ مَعَهُ وَجَعَلَ يَقُولُ لِصَاحِبِ رَايَتِهِ : ادْخُلْ بِرَايَتِكَ فِيهِمْ , وَقَاتَلَ ابْنُ الْأَشْتَرِ يَوْمَئِذٍ قِتَالًا عَظِيمًا , وَكَانَ لَا يَضْرِبُ بِسَيْفِهِ رَجُلًا إِلَّا صَرَعَهُ , وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى بَيْنَهُمْ , ثُمَّ أَرْدَفَ الْحَمْلَةَ ابْنُ الْأَشْتَرِ
فَانْهَزَمَ جَيْشُ الشَّامِ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَجَعَلَ يَقْتُلُهُمْ كَمَا تُقْتَلُ الْحُمْلَانِ , وَأَتْبَعَهُمْ بِنَفْسِهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الشُّجْعَانِ
وَثَبَتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ فِي مَوْقِفِهِ , حَتَّى اجْتَازَ بِهِ ابْنُ الْأَشْتَرِ فَقَتَلَهُ وَهُوَ لَا يَعْرِفُهُ , لَكِنَّه قَالَ لِأَصْحَابِهِ : الْتَمِسُوا فِي الْقَتْلَى رَجُلًا ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَنَفَحَنِي مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ , شَرَّقَتْ يَدَاهُ , وَغَرَّبَتْ رِجْلَاهُ , وَهُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ رَايَةٍ مُنْفَرِدَةٍ عَلَى شَاطِئِ نَهْرِ خَازِرَ
فَالْتَمَسُوهُ , فَإِذَا هُوَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ , وَإِذَا هُوَ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنُ الْأَشْتَرِ فَقَطَعَهُ نِصْفَيْنِ
فَاحْتَزُّوا رَأَسَهُ وَبَعَثُوهُ إِلَى الْمُخْتَارِ إِلَى الْكُوفَةِ مَعَ الْبِشَارَةِ بِالنَّصْرِ وَالظَّفَرِ بِأَهْلِ الشَّامِ .
وَقُتِلَ مِنْ رُءُوسِ أَهْلِ الشَّامِ أَيْضًا : حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ , وَشُرَحْبِيلُ بْنُ ذِي الْكَلَاعِ
وَأَتْبَعَ الْكُوفِيُّونَ أَهْلَ الشَّامِ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً , وَغَرِقَ مِنْهُمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ قُتِلَ , وَاحْتَازُوا مَا كَانَ فِي مُعَسْكَرِهِمْ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْخُيُولِ .
وَقَدْ كَانَ الْمُخْتَارُ بِشَّرَ أَصْحَابَهُ بِالنَّصْرِ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ الْخَبَرُ , فَمَا نَدْرِي أَكَانَ ذَلِكَ تَفَاؤُلًا مِنْهُ , أَوِ اتِّفَاقًا وَقْعَ لَهُ , أَوْ كِهَانَةً
وَأَمَّا عَلَى مَا كَانَ يَزْعُمُ أَصْحَابُهُ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ , فَلَا , فَإِنَّ مَنِ اعْتَقَدَ ذَلِكَ كَفَرَ , وَمَنْ أَقَرَّهُمْ عَلَى ذَلِكَ كَفَرَ
لَكِنْ الْمُخْتَارَ قَالَ لأصحابه : إِنَّ الْوَقْعَةَ كَانَتْ بِنَصِيبِينَ . فَأَخْطَأَ مَكَانَهَا , فَإِنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ بِأَرْضِ الْمَوْصِلِ , وَهَذَا مِمَّا انْتَقَدَهُ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ عَلَى أَصْحَابِ الْمُخْتَارِ حِينَ جَاءَهُ الْخَبَرُ بِالْفَتْحِ
وَقَدْ خَرَجَ الْمُخْتَارُ مِنَ الْكُوفَةِ لِيَتَلَقَّى الْبِشَارَةَ , فَأَتَى الْمَدَائِنَ , فَصَعِدَ مِنْبَرَهَا , فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ جَاءَتْهُ الْبِشَارَةُ وَهُوَ هُنَالِكَ .
قَالَ الشَّعْبِيُّ : فَقَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أَمَا سَمِعْتُهُ بِالْأَمْسِ يُخْبِرُنَا بِهَذَا ؟
فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ الْوَقْعَةَ كَانَتْ بِنَصِيبِينَ مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ , وَإِنَّمَا قَالَ الْبَشِيرُ : إِنَّهُمْ كَانُوا بِالْخَازِرِ مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ .
فَقَالَ لِي : وَاللَّهِ لَا تُؤْمِنُ يَا شَعْبِيُّ حَتَّى تَرَى الْعَذَابَ الْأَلِيمَ
.
ثُمَّ رَجَعَ الْمُخْتَارُ إِلَى الْكُوفَةِ , وَفَي غَيْبَتِهِ هَذِهِ تَمَكَّنَ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ كَانَ قَاتَلَهُ يَوْمَ جَبَّانَةِ السَّبِيعِ وَالْكُنَاسَةِ مِنَ الْخُرُوجِ إِلَى الْبَصْرَةِ ; لِيَجْتَمِعُوا بِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَكَانَ مِنْهُمْ : شَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ
وَأَمَّا ابْنُ الْأَشْتَرِ , فَإِنَّهُ بَعَثَ بِالْبِشَارَةِ وَرَأَسِ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى الْمُخْتَارِ , وَاسْتَقَلَّ هُوَ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ , فَبَعَثَ أَخَاهُ لِأُمِّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى نِيَابَةِ نَصِيبِينَ , وَبَعَثَ عُمَّالًا إِلَى الْمَوْصِلِ , وَأَخَذَ سِنْجَارَ , وَدَارَا , وَمَا وَالَاهَا مِنَ الْجَزِيرَةِ .
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ : كَانَ مَقْتَلُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَالصَّوَابُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ .
وَهَذِهِ تَرْجَمَةُ ابْنِ زِيَادٍ
هُوَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : وَيُقَالُ لَهُ : عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْجَانَةَ , وَهِيَ أُمُّهُ .
أَمِيرُ الْعِرَاقِ بَعْدَ أَبِيهِ زِيَاد بْنِ أَبِيهِ , الْمَعْرُوفُ بِابْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَابْنُ سُمَيَّةَ .
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ : ذَكَرُوا أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ حِينَ قَتَلَ الْحُسَيْنَ كَانَ عُمْرُهُ ثَمَانِيًا وَعِشْرِينَ سَنَةً.
قُلْتُ : فَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَدْ سَأَلَ مُعَاوِيَةُ يَوْمًا أَهْلَ الْبَصْرَةِ عَنِ ابْنِ زِيَادٍ
فَقَالُوا: إِنَّهُ لَظَرِيفٌ ( ذكي ) وَلَكِنَّهُ يَلْحَنُ .
فَقَالَ : أَوَلَيْسَ اللَّحْنُ أَظْرَفَ لَهُ ؟
قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَغَيْرُهُ : إِنَّمَا أَرَادُوا أَنَّهُ يَلْحَنُ فِي كَلَامِهِ , أَيْ: يُلْغِزُ . وَهُوَ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ , كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
مَنْطِقٌ رَائِعٌ وَتَلْحَنُ أَحْيَا. . . نًا وَخَيْرُ الْحَدِيثِ مَا كَانَ لَحْنَا
وَقِيلَ : أَرَادُوا اللَّحْنَ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الصَّوَابِ . وَهُوَ الْأَشْبَهُ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقِيلَ : أَرَادُوا أَنَّهُ كَانَتْ فِيهِ لُكْنَةٌ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ ; فَإِنَّ أُمَّهُ مَرْجَانَةَ كَانَتْ سُرِّيَّةً , وَكَانَتْ بِنْتَ بَعْضِ مُلُوكِ الْأَعَاجِمِ ; يُزْدَجِرْدَ أَوْ غَيْرِهِ.
قَالَ يَوْمًا لِبَعْضِ الْخَوَارِجِ : أَهَرُورِيٌّ أَنْتَ ؟ يَعْنِي : أَحَرُورِيٌّ أَنْتَ ؟
وَقَالَ يَوْمًا : مِنْ كَاتَلَنَا كَاتَلْنَاهُ . أَيْ : مَنْ قَاتَلَنَا قَاتَلْنَاهُ
وَقَوْلُ مُعَاوِيَةَ : ذَاكَ أَظْرَفُ لَهُ ؛ أَيْ أَجْوَدُ لَهُ , حَيْثُ نَزَعَ إِلَى أَخْوَالِهِ , وَقَدْ كَانُوا يُوصَفُونَ بِحُسْنِ السِّيَاسَةِ وَجَوْدَةِ الرِّعَايَةِ وَمَحَاسِنِ الشِّيَمِ .
ثُمَّ لَمَّا مَاتَ زِيَادٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ , وَلَّى مُعَاوِيَةُ عَلَى الْبَصْرَةِ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ سَنَةً وَنِصْفًا , ثُمَّ عَزَلَهُ وَوَلَّى عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ , ثُمَّ عَزَلَهُ وَوَلَّى عَلَيْهَا ابْنَ زِيَادٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ.
فَلَمَّا تَوَلَّى يَزِيدُ الْخِلَافَةَ جَمْعَ لَهُ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ
فَبَنَى فِي إِمَارَةِ يَزِيدَ الْبَيْضَاءَ , وَجَعَلَ بَابَ الْقَصْرِ الْأَبْيَضِ الَّذِي كَانَ لِكِسْرَى عَلَيْهَا ,
وَبَنَى الْحَمْرَاءَ , وَهِيَ عَلَى سِكَّةِ الْمِرْبَدِ , فَكَانَ يَشْتُو فِي الْحَمْرَاءِ , وَيَصِيفُ فِي الْبَيْضَاءِ .
قَالُوا : وَتَخَاصَمَتْ أُمُّ الْفُجَيْعِ وَزَوْجُهَا إِلَيْهِ , وَقَدْ أَحَبَّتِ الْمَرْأَةُ أَنْ تُفَارِقَ زَوْجَهَا
فَقَالَ أَبُو الْفُجَيْعِ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ , إِنَّ خَيْرَ شَطْرَيِ الرَّجُلِ آخِرُهُ , وَإِنَّ شَرَّ شَطْرَيِ الْمَرْأَةِ آخِرُهَا .
فَقَالَ لَهُ : وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟
فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَسَنَّ اشْتَدَّ عَقْلُهُ , وَاسْتَحْكَمَ رَأْيُهُ , وَذَهَبَ جَهْلُهُ , وَإِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا أَسَنَّتْ سَاءَ خُلُقُهَا , وَقُلَّ عَقْلُهَا , وَعَقِمَ رَحِمُهَا , وَاحْتَدَّ لِسَانُهَا.
فَقَالَ: صَدَقْتَ , خُذْ بِيَدِهَا وَانْصَرِفْ
.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , عَنْ جَرِيرٍ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: أَوَّلُ مَنْ جَهَرَ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي الْمَكْتُوبَةِ ابْنُ زِيَادٍ .
قُلْتُ : يَعْنِي فِي الْكُوفَةِ , فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ررر كَانَ لَا يَكْتُبُهُمَا فِي مُصْحَفِهِ , وَكَانَ فُقَهَاءُ الْكُوفَةِ يَأْخُذُونَ عَنْ كُبَرَاءِ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ كَانَتْ فِي ابْنِ زِيَادٍ جُرْأَةٌ وَإِقْدَامٌ وَمُبَادَرَةٌ إِلَى مَا لَا يَجُوزُ , وَمَا لَا حَاجَةَ لَهُ بِهِ .
ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ الْحَسَنِ , أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو ررر دَخْلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ , فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ».
فَقَالَ لَهُ : اجْلِسْ , فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَقَالَ : وَهَلْ كَانَ فِيهِمْ نُخَالَةٌ ؟ , إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرِهِمْ .
وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ دَخَلَ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ررر يَعُودُهُ فَقَالَ : إِنِّي مُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ « مَا مِنْ رَجُلٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ , إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ».
وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ مَعْقِلٌ , صَلَّى عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ وَلَمْ يَشْهَدْ دَفْنَهُ , وَاعْتَذَرَ بِمَا لَيْسَ يُجْدِي شَيْئًا , وَرَكِبَ إِلَى قَصْرِهِ .
وَمِنْ جَرَاءَتِهِ : إِقْدَامُهُ عَلَى الْأَمْرِ بِإِحْضَارِ الْحُسَيْنِ إِلَى بَيْنِ يَدَيْهِ , وَإِنْ قُتِلَ دُونَ ذَلِكَ .
وَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُجِيبَهُ إِلَى سُؤَالِهِ الَّذِي سَأَلَهُ فِيمَا طَلَبَ مِنْ ذَهَابِهِ إِلَى يَزِيدَ , أَوْ إِلَى مَكَّةَ , أَوْ إِلَى أَحَدِ الثُّغُورِ ,
فَلَمَّا أَشَارَ عَلَيْهِ شَمِرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ بِأَنَّ الْحَزْمَ أَنْ يُحْضَرَ عِنْدَكَ , وَأَنْتَ تُسَيِّرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى حَيْثُ شِئْتَ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ أَوْ غَيْرِهَا
فَوَافَقَ شَمِرًا عَلَى مَا أَشَارَ بِهِ مِنْ إِحْضَارِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ
فَأَبَى الْحُسَيْنُ أَنْ يَحْضُرَ عِنْدَهُ لِيَقْضِيَ فِيهِ بِمَا يَرَاهُ ابْنُ مَرْجَانَةَ
روى شُرَيْكٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ : قَالَتْ مَرْجَانَةُ لِابْنِهَا عُبَيْدِ اللَّهِ : يَا خَبِيثُ , قَتَلْتَ ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ , لَا تَرَى الْجَنَّةَ أَبَدًا .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:54 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات