07-26-2022, 07:40 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
اقترب زواجي وما زلت أحب ابن خالتي
اقترب زواجي وما زلت أحب ابن خالتي
أ. شريفة السديري
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
فتاة عُقِد عقْدُ زواجها على ابن عمها، وهي لا تعرفه، وتحبُّ ابن خالتها، لميزاته الكثيرة، وتسأل: ماذا تفعل تجاههما؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ عُقِد عقْدُ زواجي على ابن عمي منذ 6 أشهر، وفي الحقيقة أنا أُحِبُّ ابن خالتي، ووالدتُه كانتْ تريديني له، لكن أهلي رفضوه؛ بسبب ابن عمي.
لم أكنْ أعلَمُ بذلك إلا مِن شقيقتي عندما فُتِح موضوعُ خطبتي، وعرَفْتُ أنَّ خالتي تُريدني لابنها، وأنا كنتُ أدعو وأنا صغيرة أن أتزوج ابن خالتي؛ لأن لديه ميزات كثيرة؛ مثل: الأخلاق، وسَعة الصدر، واهتمامه بأهله.
أحببتُ ابن خالتي وأنا صغيرة، لأننا كنَّا قريبين مِن أخوالي، وكنا نخرُج معًا، لكن علاقتنا مع أعمامي لم تكن مثل علاقتنا بأخوالي.
عندما كبرنا كان ابنُ خالتي مُحْتَرمًا معنا خَلُوقًا، وهذا ما جعلني أحبه أكثر، وأدعو أن يكون زوجًا لي.
عُقِد عقْدُ زواجي على ابن عمي دون أخْذِ رأيي، وكنتُ راضية لاعتقادي أن هذا ما كَتَبَهُ الله لي، وبعد العقد وعدتُ نفسي بألا أُفَكِّر إلا في زوجي.
في هذا الوقت كنتُ أُقابل خالتي وأقارب والدتي وكانوا يتكلَّمون عنه، فتعود لي تلك الذكريات، وأدعو الله.
كانت تُضايقني تلك الأفكارُ، لأني الآن مُتزوجة (معقود عليَّ)، وزفافي بعد عامٍ، وأشعر بضيق عندما تراودني هذه الأفكار، خاصة عندما أقابل خالتي وتخبرني بأخباره، عكس ابن عمي الذي لا أعرف عنه إلا سلبيات!
كثيرًا ما أدْخُل إلى مَواقع التواصُل الاجتماعي لأرى صورَ ابن خالتي، ولكني أشعر أني أخون زوجي بفعلي هذا!
فساعدوني ماذا أفعل؟
الجواب:
أهلًا بكِ عزيزتي، وشكرًا لثقتك في شبكة الألوكة.
المشكلةُ تتكوَّن مِنْ شِقَّيْنِ: الشق الأول هو: مشاعرك تجاه ابن خالتك، والشق الثاني هو: زواجك من ابن عمك، وأنتِ لم تعرفي عنه شيئًا حتى بعد العقد، كما اتضح مِن كلامك.
ابنُ خالتك كان آخر عهدكِ به في الطفولة، ومِن الطفولة للشباب يتغيَّر الشخصُ كليًّا، وبالتأكيد والدتُه وأخواتُه لن يتحدَّثْنَ عن عيوبه وسيئاته أمامكم، خصوصًا أنهنَّ كنَّ يُفَكِّرن في خطبتك له؛ لذا أنتِ لا تعرفين عيوبه؛ لأنك لم تعرفيه أصلًا، ولهذا السبب نفسه أنتِ لا تحبينه هو لشخصه، ولكن تحبين الصورةَ الجميلةَ التي وصلتكِ عنه، وزدتِ أنتِ عليها مِن خيالاتك وأفكارك وأمنياتك، وأسهم في تأجيج وزيادة هذه المشاعر لديكِ علاقتكم القوية بأهل والدتك، فحبُّكِ لهم زاد مِن حبكِ له، ورغبتك في تقوية الأواصِر والعلاقات بينكم.
في المقابل علاقتكم بأعمامك وأهل والدك ضعيفةٌ نوعًا ما، ولم يُعطكِ والداكِ حق الاختيار والموافقة على الزواج ممن خطبك، فزاد هذان العاملان مِن نُفورك ورفضك للأمر.
أما بالنسبة للسلبيات التي سمعتِ بوُجودها في ابن عمك وخطيبك حاليًّا، فهل جاءتْكِ مِن مصدر موثوق؟ أو كانتْ مجرد توقعات مبنية على أمور مُتَفَرِّقة سمعتِها عنه، ثم زاد عليها عقلكِ الذي يرفضه؟
في هذه الأمورِ - يا عزيزتي - العاطفةُ تتحكم في عقولنا بشكل كبيرٍ، وتجعلنا بَعيدِينَ عن المنطق جدًّا، وهذا البُعْدُ يُوقعكِ في الصراع النفسيِّ الذي تعيشينه حاليًّا.
ففي الواقع أنتِ لا تعرفين الاثنين، وكلاهما كان آخر عهدكِ به في الطفولة، ورسمتِ لكلٍّ منهما صورةً في عقلك، وكان لكلِّ صورةٍ ما يغذيها ويكبرها مِن مواقف تَمُرين بها في حياتك، فعلاقاتكم الجيدة مع خالتك وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بابنها جعلتْ صورته في عقلك تكبر باتجاه الحب والعاطفة، ومعروفٌ أن الشخص في مواقع التوصل الاجتماعي يختار ما يُظْهِرُه وما يُخْفِيه، فيُظهر الجيد، ويُخفي القبيح، وهذا جعلكِ تشعرين أكثر بأنه إنسان أقرب للكمال، ولا مثيل له، ومِن ثَمَّ أخذ مساحةً كبيرةً من عقلك، ولم يترك لابن عمك سوى القليلِ.
ولأنكِ لم تذْكُري شيئًا عن ابن عمك الذي صار خطيبك، ولم تذكري لنا كيف عرفتِ سلبياته، أو كيف هي علاقتكما بعد العقد؛ لذلك فإنني لا أملك الكثير مِن المعلومات بين يديَّ لأُفَكِّكها وأُحَلِّلها، لكن ما لمستُه وشعرتُ به مِن كلامك أنكما لا تتقابلان أو تتكلمان.
وهذا ما ينقلنا للشِّقِّ الثاني مِن المشكلة، وهو علاقتكما غير المكتملة بعدُ؛ فالزواجُ حياة مشتركةٌ بين شخصين، يتقاسمان أصغر وأدق التفاصيل، ويختبران درجة كبيرة من القرب والتلاصق ببعضهما، هذا القربُ وهذه المشاركة مع زوجك ستأخذكِ لطريق مِن اثنين؛ إن كنتِ تُحبينه وترتاحين له فستشعرين بالسعادة، ومِن ثم الاستقرار النفسي والعاطفي، أما إن كنتِ لا تحبينه، وتنفرين منه، فستشعرين بالاختناق والضيق والكدَر الشديد الذي قد يمنعكِ مِن الاستمتاع بحياتك وممارستها.
لذا من المهم جدًّا الآن أن تتعرفي إلى خطيبك، وتتكلما، وتتشارَكَا أفكاركما، ونظرتكما للحياة، ليعرفَ كلُّ واحدٍ منكما الآخر عن قُرْبٍ، ويعرف ما يحب وما يكره، وما هي أحلامه وتوقعاته؟ وغيرها مِن الأمور الكثيرة المهمة والسخيفة، فقد تكتشفين نتيجة هذه الأحاديث شخصًا آخر مختلفًا عن كلِّ توقعاتك؛ فتحبينه وترتاحين له، ويجعلكِ تنسين ابن خالتك وكل ما يتعلق به، وربما كان غير مناسب ولا تنسجمين معه، فتبدئين بالتفكير في حلِّ الأمر وفَسْخ الخطبة؛ فالانفصالُ قبل الزواج أهون كثيرًا على نفسكِ ومشاعركِ مِن الانفصال بعده.
قد يكون صعبًا عليكِ أن تَطْلُبي أنتِ التواصُل معه ومحادثته، فبعضُ البيئات في مجتمعاتنا الخليجية تنظر لهذا الفعل وكأنه فِسْقٌ كبير، وربما تواجهين رفضًا وغضبًا كبيرًا من عائلتك، نتيجة هذا الطلب، لكن حاولي أن تستخدمي أكثرَ الطرُق ذكاءً للوصول لمرادك؛ فيمكنكِ مثلًا أن تقولي لهم: إنكِ تشعرين بخوفٍ شديدٍ من الارتباط، وإنه مجهول بالنسبة لكِ، ولا تعرفينه، وتريدين أن تطمئني وترتاحي إليه.. وما إلى ذلك، وكرِّري طلبك، وألِحِّي، حتى يقتنعَ أهلكِ بالأمر، وتذكري أنه حق مَكْفولٌ لكِ شرعًا، وأنكِ لا تفعلين حرامًا ولا فِسقًا، فأنتِ الآن زوجته شرعًا.
وأخيرًا - عزيزتي - نقول لكِ: إن كان هناك أمرٌ لم نُجِبْ عليه في رسالتك، أو أغفلناه سهوًا، أو كان لديكِ استفسارات أو تساؤلات أخرى، فيسعدنا أن تكتبي لنا.
نسأل الله لكِ السعادة والاستقرار
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|