09-07-2015, 07:27 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 358,792
|
|
(017)أثر فقه عظمة الله في الخشوع له-هل الخشوع خاص بالصلاة؟:
والخشوع إذا روعيت فيه عظمة الله في الكتابين: كتاب الكون المفتوح لكل عاقل، وكتاب الله المقروء لمن آمن به، وما تضمنته أسماء الله وصفاته وأفعاله من آثار في الدنيا والآخرة، إذا روعي كل ذلك فلا يختص خشوع المسلم بوقت الصلاة، بل يشمل كل أوقاته؛ لأن عظمة الله تلح عليه في كل وقت بالخشوع لربه سبحانه.
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله: "اعلم أن الخشوع ثمرة الإيمان، ونتيجة اليقين الحاصل بجلال الله عز وجل، ومَن رزق ذلك فإنه يكون خاشعاً في الصلاة وفي غير الصلاة، بل في خلوته وفي بيت الماء عند الحاجة، فإن موجب الخشوع معرفته اطلاع الله تعالى على العبد، ومعرفة جلاله، ومعرفة تقصير العبد، فمن هذه المعارف يتولد الخشوع وليست مختصة بالصلاة". {1/153 دار الفكر..}
وبعد فلنقارن بين الجبال الصلبة، لو أنزل الله كتابه عليها، وبين قلوبنا التي أنزله الله فعلاً عليها: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}. {الحشر}
ولنجاهد أنفسنا على تعاطي ما يعيننا على خشية الله والخضوع له، ولنحذر من طول الأمل الذي ينسينا ذكر الله كما طال على الأمم التي سبقتنا: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(16)}.{الحديد}
آخر حلقة في هذه الرسالة.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|