شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=294)
-   -   ترك الحكم بكتاب الله يسبب البلاء (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=449148)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 06-03-2023 04:58 PM

ترك الحكم بكتاب الله يسبب البلاء
 
ترك الحكم بكتاب الله يسبب البلاء
الشيخ محمد جميل زينو





قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام: 65].








لما نزلت هذه الآية: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾.







قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك".







﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ قال: "أعوذ بوجهك".







﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾.







قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هاتان أهون أو أيسر))؛ [رواه البخاري وغيره].







وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أُمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها، وأُعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي: أن لا يُهلكها بسنة عامَّة، وأن لا يُسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتَهم، وإن ربي قال: يا محمد، إذا قضيتُ قضاء فإنه لا يُرَد، وإني أعطيتك لأُمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، ولا أُسلّط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم مَن بأقطارها أو قال: مَن بين أقطارها حتى يكون بعضهم يُهلك بعضًا، ويُسبي بعضهم بعضًا))؛ [رواه مسلم وغيره].







وقال صلى الله عليه وسلم: ((سألت ربي ثلاثًا فأعطاني ثنتين ومنعني من واحدة: سألت ربي أن لا يهلك أُمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يُهلك أُمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)).



[بسنة عامة: بجدب وشدة]. [يستبيح بيضتهم: يأخذهم أسرًا وقتلًا].. [رواه مسلم].







هذا البأس الذي يحل بالمسلمين مقيد بقوله صلى الله عليه وسلم:



"وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم))؛ [صححه الحاكم ووافقه الذهبي].







وزاد أبو داود في الحديث الثاني: ((وإنما أخاف على أُمتي الأئمة المضلين، وإذا وُضِعَ السيف في أُمتي لم يُرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبدَ قبائلُ من أُمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أُمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله))؛ [زوى: جمع]. [الكنزين الأحمر والأبيض: الذهب والفضة]..







قال الطبري: وأما الذين تأولوا (فسروا) أنه عنى بجميع ما في هذه الآية هذه الأمة فإني أراهم تأولوا -فسروا- أن في هذه الأمة مَن سيأتي من معاصي الله وركوب ما يسخط الله، نحو الذي ركب مَن قبلهم مِن الأمم السالفة، مِن خلافه والكفر به، فيحل بهم مثل الذي حل بمن قبلهم من المثُلات والنقمات. [انظر تفسير الطبري تحقيق محمود شاكر ج 11/ 431].







من فوائد الآية والحديث:



1- قدرة الله تعالى على إرسال العذاب على الأمم من فوقهم أو من تحت أرجلهم فيبيدهم ويهلكهم، وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم بوجه ربه أن ينزل بأمته مثل هذا العذاب كالغرق وغيره.







2- وفي الحديث إثبات الوجه لله تعالى على ما يليق به من غير تشبيه؛ قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11].







3- قدرة الله تعالى أن يجعل الأُمة تتفرق شيعًا وأحزابًا، ويُسلط بعضها على بعض حينما يتركون الحكم بشريعة الله، ويأخذون بالقوانين المخالفة لها، كما هو واقع الآن، مع الأسف الشديد.







4- قدرة الله تعالى أن يجمع الأرض لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ليرى مشارقها ومغاربها، وأن أُمته سيبلغ ملكها مقدار ما جُمع له فيها.







5- رحمة الله بالأمة الإسلامية، وعدم إرسال عذاب عام يستأصلها، فإن وقع عليهم القحط لم يكن عامًا، بل يكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام. [ذكره النووي في شرح مسلم].







6- رحمه الله بالأمة الإسلامية، وأنه لم يسلط عليهم عدوًا خارجيًا يقضي عليهم، بل سلط بعضهم على بعض، وهذا أسهل مما قبله.







7- خوف الرسول صلى الله عليه وسلم على أُمته من الأئمة المضلين الذين لا يأخذون بالكتاب والسنة، والتحذير منهم.








8- إذا وُضع السيف في هذه الأُمة، فلن يُرفع عنها إلى يوم القيامة، كما هو واقع الآن.







9- وجود الشرك في هذه الأمة: وهو صرف العبادة لغير الله: كالدعاء، والحكم بغير ما أنزل الله، وغيرهما.







10- الإخبار عن وجود من يدعي أنه نبي وهو كذاب: كمسيلمة الكذاب في العصور الأولى، وغلام ميرزا أحمد في العصر الحاضر، مع أنه لا نبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم.







11- لا تزال طائفة من هذه الأمة متمسكين بالحق والإسلام والتوحيد إلى يوم القيامة.







المصدر...


الساعة الآن 10:46 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM