الفاتحة وتوحيد الأسماء والصفات
الفاتحة وتوحيد الأسماء والصفات محمد بن سند الزهراني من أعظم مقامات التوحيد في صورة الفاتحة:تقرير توحيد الأسماء والصفات في قول الله - جَلَّ وَعَلَا -: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة:3]، فعقيدة أهل السُنَّة والجماعة إثبات ما أثبتهُ الله لنفسهِ في كتابهِ، وما جاء صحيحًا في سُنة النبي - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الأسماءِ والصفات بلا تمثيلٍ ولا تعطيلٍ، أو تحريفٍ وتكييف. ويلزم من ذلك: السكوتُ عما لم يأتِ فيهِ نص صريحٌ بإثبات الأسماء والصفات، فإثبات الأسماء والصفات أمرٌ توقيفي فلا اجتهاد فيهِ. نقرأ في الفاتحة قول الله - جَلَّ وَعَلَا -: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة:3]، اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر، جاءت بعد وصف الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - نفسهُ بـ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة:2]، فيستشعر السامع بالرهبة أمام عظمة الله وجلال الله وكبرياء الله. ثم قرن الله - جَلَّ وَعَلَا - هذه الآية بقولهِ - جَلَّ وَعَلَا -: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾؛ ليجمع ما بين الرهبة منه والرغبة إليهِ، فيكون أعون على طاعتهِ وأمنع، ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ ﴾ [الحجر:49-50]. وبهذا يشهد العبد آثار أسماء الله تعالى، فيزداد بذلك إيمانًا ويقينًا،ومحبةً وإجلالًا وتعظيمًا، بل يقوى في قلب العبد عبودية الرجاء والتعلق برحمة الله - جَلَّ وَعَلَا - وعدم اليأس، فتسري في نفس أهل الإيمان الآمال وانتظار الفرج بعد الشدة ومغفرة الذنوب. إنَّ للأسماء والصفات أثرٌ في منهج والرسل - عَلَيْهِم اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -وأخلاق العظماء من الأئمة الأعلام وأهل الصلاحِ والفضل، فهذا نبينا - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُدِح بنبي الرحمة، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء:107]، ومُدِح الصحابة - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُم - بأنهم رحماء بينهم، وخُصَّ أبا بكرٍ بالكمال البشري في الرحمة بعد الرسل - عَلَيْهِم اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. ورغَب النبي - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالتراحم بيننا، وأنَّ رحمة الله تنال الرحماء. وبهذا يتخلق المسلم بخلق الرحمة بعيدًا عن الأنانية والبطش والانتقام،أرأيتم أيها الموحدون أثر هذه السورة في سيرنا إلى الله - جَلَّ وَعَلَا - وآثار هذه المعاني لمَنْ استلهم هدايات القرآن ونور القرآن، وذلك بصلاحهِ وصلاحِ غيرهِ. فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا برحمتك يا أرحم الراحمين. __________________ المصدر... |
الساعة الآن 10:08 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM