شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=294)
-   -   الفاتحة وتوحيد الأسماء والصفات (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=437724)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 04-29-2023 03:39 AM

الفاتحة وتوحيد الأسماء والصفات
 
الفاتحة وتوحيد الأسماء والصفات
محمد بن سند الزهراني



من أعظم مقامات التوحيد في صورة الفاتحة:تقرير توحيد الأسماء والصفات في قول الله - جَلَّ وَعَلَا -: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3]، فعقيدة أهل السُنَّة والجماعة إثبات ما أثبتهُ الله لنفسهِ في كتابهِ، وما جاء صحيحًا في سُنة النبي - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الأسماءِ والصفات بلا تمثيلٍ ولا تعطيلٍ، أو تحريفٍ وتكييف.

ويلزم من ذلك: السكوتُ عما لم يأتِ فيهِ نص صريحٌ بإثبات الأسماء والصفات، فإثبات الأسماء والصفات أمرٌ توقيفي فلا اجتهاد فيهِ.

نقرأ في الفاتحة قول الله - جَلَّ وَعَلَا -: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[الفاتحة:3]، اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر، جاءت بعد وصف الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - نفسهُ بـ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الفاتحة:2]، فيستشعر السامع بالرهبة أمام عظمة الله وجلال الله وكبرياء الله.

ثم قرن الله - جَلَّ وَعَلَا - هذه الآية بقولهِ - جَلَّ وَعَلَا -: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ ليجمع ما بين الرهبة منه والرغبة إليهِ، فيكون أعون على طاعتهِ وأمنع، ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ[الحجر:49-50].

وبهذا يشهد العبد آثار أسماء الله تعالى، فيزداد بذلك إيمانًا ويقينًا،ومحبةً وإجلالًا وتعظيمًا، بل يقوى في قلب العبد عبودية الرجاء والتعلق برحمة الله - جَلَّ وَعَلَا - وعدم اليأس، فتسري في نفس أهل الإيمان الآمال وانتظار الفرج بعد الشدة ومغفرة الذنوب.

إنَّ للأسماء والصفات أثرٌ في منهج والرسل - عَلَيْهِم اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -وأخلاق العظماء من الأئمة الأعلام وأهل الصلاحِ والفضل، فهذا نبينا - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُدِح بنبي الرحمة، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[الأنبياء:107]، ومُدِح الصحابة - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُم - بأنهم رحماء بينهم، وخُصَّ أبا بكرٍ بالكمال البشري في الرحمة بعد الرسل - عَلَيْهِم اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

ورغَب النبي - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالتراحم بيننا، وأنَّ رحمة الله تنال الرحماء.

وبهذا يتخلق المسلم بخلق الرحمة بعيدًا عن الأنانية والبطش والانتقام،أرأيتم أيها الموحدون أثر هذه السورة في سيرنا إلى الله - جَلَّ وَعَلَا - وآثار هذه المعاني لمَنْ استلهم هدايات القرآن ونور القرآن، وذلك بصلاحهِ وصلاحِ غيرهِ.

فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

__________________


المصدر...


الساعة الآن 10:08 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM