شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة الضخمة المتنوعة ------------ رمضان (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=298)
-   -   شهر الذكر الكثير (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=387290)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 08-30-2022 10:47 AM

شهر الذكر الكثير
 


شهر الذكر الكثير








كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا)(الأحزاب:41-42)، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إن الله لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدًا معلومًا، ثم عذر أهله في حال عذر، غير الذكر، فإنه لم يجعل له حدًا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه إلا مغلوبًا على عقله، فقال: (فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ)، وبالليل والنهار، في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والصحة والسقم، والسر والعلانية، وعلى كل حال، فقال: (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)، فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته" تفسير الطبري.

ولذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه، قالت عائشة -رضي الله عنها-: (كَانَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ) (رواه مسلم).

فيا أخي.. هل علمت أجر من كان مكثرًا من ذكر الله -عز وجل-؟

فإليك بعض ما جاء في أجره وفضله:

1- للذاكرين عند الله المغفرة والأجر العظيم، قال -تعالى-: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)(الأحزاب:35).

2- للذاكرين علو فضلهم وذكرهم عند ربهم، قال -تعالى- في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ)(متفق عليه).

3- للذاكرين القرب من الله -عز وجل-، قال -صلى الله عليه وسلم-: (سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ. قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ)(رواه مسلم).

4- للذاكرين من العمل خيره وأزكاه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ذِكْرُ اللهِ)(رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

وعنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَنْ ضَنَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَهَابَ الْعَدُوَّ أَنْ يُجَاهِدَهُ، وَاللَّيْلَ أَنْ يُكَابِدَهُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ)(رواه الطبراني، وصححه الألباني).

5- للذاكرين أجر صدقة بغير مال، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى)(رواه مسلم).

يا أخي.. إن فضائل الذكر لا نستطيع أن نحصيها في مجلسنا هذا، وإن شئت فارجع إلى كتب أهل العلم في هذا الباب فستجد ما ذكروه في ذلك قد بلغ ما يقرب المائة في عد فضائل الذكر.

يا أخي.. اعلم أن الذكر لم يختص بكونه عبادة الإنسان والملائكة والجان فقط، بل هو وحده عبادة جميع الكائنات من أرض، وسماء، وشجر، ومدر، وجماد، ونبات.

قال -تعالى-: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)(الإسراء:44).

فالسموات تسبح، والأرض تسبح، والجبال تسبح، والطعام، والنمل، والحيتان في البحر، والخيل، والطير.. الكل يسبح ويذكر الله -تعالى-.

فأما السموات والأرض؛ فقد قال الله في حقها: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (الجمعة:1)، وقال: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ).

وأما الجبال؛ فقد قال الله -تعالى- في حقها: (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ) (الأنبياء:79)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ مُلَبٍّ يُلَبِّي إِلاَّ لَبَّى مَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا)(رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني).

وأما الرعد، فقد قال -تعالى-: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) (الرعد:13).

وأما الطعام، قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل".

وأما الحيتان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْبَحْرِ)(رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

وأما النمل، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ)(رواه الترمذي، وصححه الألباني).

وأما الخيل، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَسٍ عَرَبِىٍّ إِلاَّ يُؤْذَنُ لَهُ مَعَ كُلِّ فَجْرٍ يَدْعُو بِدَعْوَتَيْن يَقُولُ اللَّهُمَّ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ فَاجْعَلْنِي مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ أَوْ أَحَبِّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ)(رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

وأما الطير، قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (النور:41)، وها هو الهدهد يغضب لله ويدعو لتوحيده، قال: (أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) (النمل:25).

أخي.. هيا إلى أحب الأعمال وأحسن الخاتمة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الأعمال إلى الله أن تموتَ ولسانُك رَطْبٌ من ذِكْرِ الله)(رواه ابن حبان والطبراني، وحسنه الألباني).

أخي.. هيا إلى أحب ما يأخذه الإنسان من الدنيا للآخرة . قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالاَهُ أَوْ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا)(رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني).

أخي.. هيا إلى إنقاذ قلوبنا من الموت، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ)(رواه البخاري).

أخي.. هذا موسم شريف، يحتاج منك إلي عمل شريف، وإن الذكر لأشرف الأعمال.

فاللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.








المصدر...


الساعة الآن 01:28 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM