شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة الضخمة المتنوعة ------------ رمضان (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=298)
-   -   مهمات بشأن الصيام وما ينبغي له (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=375463)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 06-23-2022 03:31 AM

مهمات بشأن الصيام وما ينبغي له
 
مهمات بشأن الصيام وما ينبغي له
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر

الحمد لله ذي الفضل والمنة، جعل الصيام جُنة، وخص لأهله بابًا في الجنَّة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد سيد الأنام، خيرمن صلى وصام وقام، وآله وصحبه الكرام.

أمابعد:
فهذه مهمات تتعلق بشأن الصيام وما ينبغي، أُذكّر بها نفسي وكل مبتغٍ للهدى، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
الأولى: يحب أن يتعلم المسلم أحكام الصيام والقيام، فإن العلم بالعبادة أول واجب على المكلف بها، وهو وسيلة صحة العمل، ووقوعه على الوجه الأكمل.

الثانية: لا بد من نية الصوم الواجب ـ من صوم فرض رمضان أو قضائه أو صوم النذر أو الكفارة ـ من الليل، أي: قبل طلوع الفجر ولو بيسير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له»، والحديث جيد مُصحح.

أما صوم النفل فيصح في أثناء النهار، ولو بعد الزوال، إذا لم يكن أكل أو شرب.

الثالثة: الصوم لغة هو: الإمساك عن الشيء مطلقًا.

وشرعًا: هو الإمساك عن الأكل والشرب وغيرهما من المفطرات وغيرها مما حرَّم الله تعالى في نهار الصوم، بنية التقرب إلى الله تعالى، وعلى الوجه الذي شرع وبين نبيه صلى الله عليه وسلم، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، فهو نوعان:
أ‌- نواقض للصيام يفطر بها الصائم؛ لأنها تفسد صومه وتنافيه، وهي: الأكل والشرب والجماع وغيره من المفطرات باتفاق، فتلك محرمة على المسلم الصائم أثناء نهار رمضان، فيفطر ويأثم إذا تعاطى شيئًا منها من غير عذر شرعي ويجب عليه القضاء.

ب‌- نواقص للصيام لا يفطر بها الصائم باتفاق، لكن ينقص ثواب صيامه ويأثم بالوقوع فيها؛ كالغيبة والنميمة والفحش والكذب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب؛ فإن سابَّه أحدٌ أو شاتمه فليقل إني امرؤ صائم».

الرابعة: ينبغي للمسلم الصائم أن يتقي ما اشتبه أمره وأشكل حكمه مما اختلف فيه أهل العلم في كونه مفطرًا أو لا فلا يتعاطاه في نهار الصيام، فإن احتاج إلى شيء منه تعاطاه وقضى احتياطًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».

الخامسة: على الصائم أن يستكمل سنة الصيام، تكميلًا للعبادة واستيفاءً؛ كالسحور في وقت السحر، واستغفار الله وذكره عليه، وتعجيل الفطر، وأن يكون على رطبات أو تمرات والدعاء عنده وصون سمعه وبصره وجوارحه عن ذرائع الآثام؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

السادسة: أن يعلم أن اجتهاده في الفريضة هو المتعين، فإنه لا تقبل نافلة ما لم تؤد الفريضة، وإنه ما تقرب العبد إلى الله تعالى بشيء أحب إليه مما افترض الله عليه، وإن الإخلاص والصلاة أول وأوجب ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من الفرائض، فإن الإخلاص شرط كل عمل، وإن الصلاة شرط للنظر في العمل.

فليخلص العبد قصده لله بأن يصوم تعبدًا لله تعالى لا رياءً ولا عادةً ولا مجاراة للناس ولا لحفظ الصحة، وليحذر الشرك، فإن الشرك محبط للعمل، وليحافظ على الصلوات الخمس، فإن عملًا لا صلاة فيه لا ينظر الله إليه.

السابعة: خروج دم الرعاف والجرح وغلبة القيء ودخول شيء إلى الحلق من غير قصد، والأكل والشرب نسيانًا، كل هذه الأمور لا يفطر بها الصائم؛ لدلالة الأحاديث على ذلك ولعدم التعمد والقصد من الصائم.

الثامنة: تعمد الفطر في رمضان من غير عذر جرم خطير وإثم كبير فيه من معصية الله ورسوله وتعدٍّ لحدوده بتعاطي ما نهى الله عنه في نهار الصوم وانتهاك حرمة الزمن المحترم، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء: 14].

وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أفطر يومًا من رمضان من غير عذر لم يجزه صيام الدهر وإن صامه»، ومعناه ـ على تقدير صحة الحديث ـ أنه: لا يمكنه أن يقضيه في شهر رمضان؛ لأنه مشغول بفريضة الصوم فيه، وإن قضاه في غير رمضان، فلن يدرك بصيامه أي يوم شرف الزمان الذي أفطر فيه لكونه لا عذر له، فلن يكون قضاؤه في أي يوم مجزيًا عدا اليوم الذي أفطر فيه لكونه غير مأذون له فيه، فلا يجزيه إلا حين القضاء مع التوبة النصوح وكثرة الاستغفار.

التاسعة: يتعين أن يحذر الصائم من أنواع المخالفات وخصوصًا الكبائر، فإنها عظيمة عند الله تعالى، لذلك توعد عليها بالوعيد الشديد لعظيم شناعتها، وعظم إثمها وعقابها إذا وقعت قصدًا في الزمان الذي عظمه الله، وأمر أن يحترم كزمان رمضان، فإن المعصية فيه أعظم من غيرها لما فيها من انتهاك حرمته.

فاحرص ـ أيها المسلم ـ على صومك، أحكامه وآدابه، وتوقَّ نواقضه ونواقصه، وأخلص لله فيه، ولا يكن يوم صومك كيوم فطرك.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




المصدر...


الساعة الآن 03:53 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM