شبكة ربيع الفردوس الاعلى - أصول مذهب الخوارج للشيخ العلوان

سئل الشيخ سليمان العلوان عن أصول مذهب الخوارج .... فأجاب وفقه الله بما يلي :

الأخ يسأل عن أصول مذهب الخوارج ، لأن الناس يتداولون هذا اللفظ وهذه الطائفة بكل اتجاه ، وكثير منهم لايميز ، وكثير من الخلق يصنف الناس بالظن والشبهة وبلا يقين .
الخوارج هم أول طائفة وأول فرقة خرجت في هذه الأمة ، وقد كان النبي صصص أخبر عنهم وقال : (( تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية )) ويقول صصص : (( لإن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد )) ويقول صصص : (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم )) .
والخوارج هؤلاء يكفرون بمطلق الذنوب ، يكفرون بالكبائر ، ويرون صاحب الكبيرة كشارب الخمر والزاني والمرابي فيخرجونه عن الإسلام ، ويستحلون دمه وماله ، ويرون ديار أهل الذنوب وأهل المعاصي ، أو الذين يعتقدون أنهم قد أذنبوا ولو لم يذنبوا ديار حرب ، وكانوا يرون قتال أئمة العدل ويرون وضع السيف عليهم ، وكانوا يكفرون عثمان بن عفان ، ويكفرون علي بن أبي طالب ومن معهما ، ولذلك قاتلهم الصحابة رضي الله عنهم إلا أن الكثير من الصحابة كعلي رضي الله عنه الذي تولى قتالهم ماكان يرى كفرهم ، ولذلك لم يكن علي رضي الله عنه ولا أحدا من أصحابه يجهز على جريحهم ، وكان علي رضي الله عنه يمنع من بُدائتهم بالقتال ، ويقول رضي الله عنه : " إذا بداؤكم فقاتلوهم " .
وهذه الطائفة هي أول فرقة خرجت في الإسلام وقد خرجت في عصر علي رضي الله عنه وهو الذي تولى قتالهم ، ثكم لم تزل هذه الطائفة إلى هذا العصر ، وهم لايزالون يتواجدون الآن في عمان ويسمون الإباضية ، الإباضية من الخوارج ، وهم في هذا العصر جهمية في باب أسماء الله وصفاته .
الروافض في أسماء الأحكام والدين بالنسبة للصحابة خوارج في هذا الجانب وبالنسبة لأحكام الإيمان من غلاة المرجئة ، فهم قد جمعوا بين أمرين متناقضين ، وهذا شبيه بكثير من أبناء هذا العصر الذين يؤذون الناس بتسميتهم خوارج ، هم خوارج مع العلماء والدعاة ومرجئة مع الحكام
وهم خوارج مع ال
فهم على حد المثل " رمتني بدائها وانسلت " ، وأما الذين يسمون الذين يكفرون بالنواقض أنهم خوارج فهذه التسمية جائرة ماأنزل الله بها من سلطان ويلزم من هذا أن يكون الصحابة خوارج وأن يكون أئمة الهدى وأن يكون الأئمة الأربعة خوارج وأن يكون ابن تيمية من رؤوس الخوارج لأنه من أكثر الناس حديثاً عن هذه المسائل .
وأهل السنة مجمعون أن من جاء بكل قول أو فعل أو اعتقاد يناقض أصل الإيمان ولايجتمع معه فإنه قد جاء بالكفر .
نعم قد يختلف العلماء في الشروط والموانع ، وقد يختلفون في الحكم ولكن هذا ليس من مذهب الخوارج ، فإن هذا من مذاهب أهل السنة والجماعة
وقد كان بين الصحابة خلاف في الخوارج ، هل هم كفارأو لا ؟
وقد ذهب أكثرهم إل أنهم غير كفار ، وذهبت طائفة إلى تكفيرهم كأبي أمامة وابن عمر ، ولم يقل من كفرهم للآخرين بأنهم مرجئة ، ولم يقل من لم يكفرهم لمن كفرهم بأنهم خوارج .
واختلف أيضاً الأئمة الأوائل في تكفير الرافضة السبابة ، وفي تكفير المعتزلة ، وفي تكفير بعض الفرق ، وكانوا إخوة متحابين مع اختلافهم في هذا لأن هذا راجع إلى الشروط والموانع أو الحكم هل يناقض أصل الإيمان أو لا ؟
ومن ذلك اختلاف أئمة التابعين في كفر الحجاج ، وكان الحسن البصري وعمر بن عبدالعزيز ومجاهد صاحب ابن عباس المفسر يذهبون إلى كفر الحجاج ويرونه مرتدا خارجاً عن الإسلام يدعو عليه يلعنه ولا يكاد يجلس مجلساً يخلو من الدعاء عليه ومن لعنه ، وكان الإمام محمد بن سيرين وطائفة من الأئمة يناقضونه في هذا ، ويرون الحجاج لم يأت يناقض ، وما كان الحسن وأصحابه ومن معه يقولون لإبن سيرين هذا مرجئ ، وماكان ابن سيرين ومن معه يقولون للحسن ومن معه أن هؤلاء خوارج ، لأن هذا كان مبني عن محض اجتهاد ومحض علم ، لاعن بدعة .
ومن ذلك اختلف العلماء في تارك الصلاة هل يكفر أم لايكفر ؟ مع أنه قد حكي اجماع عن الصحابة بأنه كافر وخالف في ذلك جماعة من الأئمة بعد الصحابة فلم يكفروا تارك الصلاة ، فإذا كان عن اجتهاد وعن علم واستدلال كان له ماللمجتهدين كما هو مذهب مالك والشافعي في رواية .

يتبع إن شاء الله

المصدر...