شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى العقيدة (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=450)
-   -   التشخيص هل هو من الغيب أم لا (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=263164)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 04-01-2016 12:27 PM

التشخيص هل هو من الغيب أم لا
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه هي الخلاصة التي وعدتكم بها في الأمس حول مسألة الحكم بأن فلانا من الناس به عين أو سحر.. إلخ.
و تناولت فيها المسألة بشكل مختصر بعض الشيء. وقسمت البحث إلى ثلاثة أقسام
الأول ذكرت فيه بعض الأدلة من السنة على جواز ذلك
- الثاني تناولت فيه مسألة أن الحكم بالعين والسحر... إلخ على شخص هو من الغيب النسبي الذي يعلمه بعض الناس دون بعض وليس من الغيب المطلق الذي اختص الله سبحانه بعلمه
_ الثالث تناولت فيه مسألة الحكم بغالب الظن وأنه ينزل منزلة العلم.
المسألة الأولى
الأدلة من السنة :
1_ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ( 2059 ) ﻭﺻﺤﺤﻪ وأصله عند مسلم. ، ﻋﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻴﺲ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺇﻥ ﺑﻨﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﺗﺼﻴﺒﻬﻢ ﺍﻟﻌﻴﻦ ، ﺃﻓﻨﺴﺘﺮﻗﻲ ﻟﻬﻢ ؟ ، ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻟﺴﺒﻘﺘﻪ ﺍﻟﻌﻴﻦ . ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ
ومحل الشاهد واضح لا لبس فيه وهو قولها ( ﺇﻥ ﺑﻨﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﺗﺼﻴﺒﻬﻢ ﺍﻟﻌﻴﻦ) وعند مسلم ( قالت ولكن العين تسرع إليهم)
2_ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ( 15550 ) ﻭﻣﺎﻟﻚ ( 1811 ) ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﺎﺓ ( 4562 ) ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﺮﺝ ﻭﺳﺎﺭ ﻣﻌﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﻜﺔ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺸﻌﺐ ﺍﻟﺨﺮﺍﺭ ( ﺍﺳﻢ ﻣﻮﺿﻊ ) ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺤﻔﺔ ﺍﻏﺘﺴﻞ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﺑﻴﺾ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺍﻟﺠﻠﺪ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﺃﺣﺪ ﺑﻨﻲ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺎﻟﻴﻮﻡ ﻭﻻ ﺟﻠﺪ ﻣﺨﺒﺄﺓ ، ﻓﻠﺒﻂ ﺳﻬﻞ ، ﻓﺄﺗﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻘﻴﻞ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻫﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻬﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﻫﻞ ﺗﺘﻬﻤﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ؟ ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ، ﻓﺪﻋﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺎﻣﺮﺍ ﻓﺘﻐﻴﻆ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻋﻼﻡ ﻳﻘﺘﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﺧﺎﻩ ، ﻫﻼ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﺑﺮَّﻛﺖ.... الحديث
ومحل الاستدلال قولهم ( نظر إليه عامر.) فقد جزم الصحابة رضي الله عنهم. بأن مااصاب سهلا هو بسبب عين عامر ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم.
3_ وروى مالك في الموطإ ﻋَﻦْ
ﻳَﺤْﻴَﻰ ﺑْﻦِ ﺳَﻌِﻴﺪٍ ، ﻋَﻦْ ﺳُﻠَﻴْﻤَﺎﻥَ ﺑْﻦِ ﻳَﺴَﺎﺭٍ ، ﺃَﻥَّ
ﻋُﺮْﻭَﺓَ ﺑْﻦَ ﺍﻟﺰُّﺑَﻴْﺮِ ﺣَﺪَّﺛَﻪُ ، ﺃَﻥَّ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺩَﺧَﻞَ ﺑَﻴْﺖَ ﺃُﻡِّ ﺳَﻠَﻤَﺔَ ﺯَﻭْﺝِ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻭَﻓِﻲ ﺍﻟْﺒَﻴْﺖِ ﺻَﺒِﻲٌّ ﻳَﺒْﻜِﻲ ، ﻓَﺬَﻛَﺮُﻭﺍ ﻟَﻪُ ﺃَﻥَّ ﺑِﻪِ ﺍﻟْﻌَﻴْﻦَ ، ﻗَﺎﻝَ ﻋُﺮْﻭَﺓُ : ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ : " ﺃَﻟَﺎ ﺗَﺴْﺘَﺮْﻗُﻮﻥَ ﻟَﻪُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻌَﻴْﻦِ " .ورواه أحمد مرفوعا
ومحل الشاهد من الحديث ( ﻓَﺬَﻛَﺮُﻭﺍ ﻟَﻪُ ﺃَﻥَّ ﺑِﻪِ ﺍﻟْﻌَﻴْﻦَ ،)
فهذا دليل صريح فالصحابة استدلوا ببكاء
الصبي على إصابته بالعين ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم
4_ و عند ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ " ﻣﺴﻨﺪﻩ " ( 2288 ) ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻓَﺮْﻗَﺪٍ ﺍﻟﺴَّﺒَﺨِﻲِّ ﻋَﻦْ ﺳَﻌِﻴﺪِ ﺑْﻦِ ﺟُﺒَﻴْﺮٍ ﻋَﻦِ ﺍﺑْﻦِ ﻋَﺒَّﺎﺱٍ ﺃَﻥَّ ﺍﻣْﺮَﺃَﺓً ﺟَﺎﺀَﺕْ ﺑِﺎﺑْﻦٍ ﻟَﻬَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻓَﻘَﺎﻟَﺖْ : ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﺑْﻨِﻲ ﻫَﺬَﺍ ﺑِﻪِ ﺟُﻨُﻮﻥٌ ﻭَﺇِﻧَّﻪُ ﻳَﺄْﺧُﺬُﻩُ ﻋِﻨْﺪَ ﻏَﺪَﺍﺋِﻨَﺎ ﻭَﻋَﺸَﺎﺋِﻨَﺎ ﻓَﻴُﻔْﺴِﺪُ ﻋَﻠَﻴْﻨَﺎ ! ﻓَﻤَﺴَﺢَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺻَﺪْﺭَﻩُ ﻭَﺩَﻋَﺎ ، ﻓَﺜَﻊَّ ﺛَﻌَّﺔً ( ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻘﻴﺄ ) ﻭَﺧَﺮَﺝَ ﻣِﻦْ ﺟَﻮْﻓِﻪِ ﻣِﺜْﻞُ ﺍﻟْﺠَﺮْﻭِ ﺍﻟْﺄَﺳْﻮَﺩِ ﻭَﺷُﻔِﻲَ) وفيه ضعف لأنه من رواية فرقد وهو متكلم فيه
ومحل الشاهد قول المرأة. ( ﺇِﻥَّ ﺍﺑْﻨِﻲ ﻫَﺬَﺍ ﺑِﻪِ ﺟُﻨُﻮﻥٌ ﻭَﺇِﻧَّﻪُ ﻳَﺄْﺧُﺬُﻩُ ﻋِﻨْﺪَ ﻏَﺪَﺍﺋِﻨَﺎ ﻭَﻋَﺸَﺎﺋِﻨَﺎ ﻓَﻴُﻔْﺴِﺪُ ﻋَﻠَﻴْﻨَﺎ)
5_ ﻋﻦ ﻳﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ : ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﺠﺒﺎً ... ﻭﻓﻴﻪ .. ﻓﺄﺗﺘﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻥ ﺍﺑﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻪ ﻟﻤﻢ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﺮﺗﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺃﺩﻧﻴﻪ، ﻓﺄﺩﻧﺘﻪ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﻔﻞ ﻓﻲ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﺧﺮﺝ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﻓﺄﻋﻠﻤﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻛﺒﺸﺎﻥ ﻭﺃﻗﻂ ﻭﺳﻤﻦ ... ﺇﻟﺦ. رواه أحمد وغيره من طرق عدة لاتخلو من ضعف وصححه جمع من أهل العلم
. ومحل الشاهد. ﻗﻮﻟﻬﺎ.
( ﺍﺑﻨﻲ ﺑﻪ ﻟﻤﻢ ) ﺃﻱ ﻣﺲ من الشيطان
ولو كان القول بأن فلانا به عين أو سحر أو حسد.. إلخ هو من ادعاء علم الغيب لأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة ماقالوه ولبين لهم أن ذلك من الغيب الذي اختص به الله تعالى. لأنه صلى الله عليه وسلم لا يسكت على باطل ولا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة
6_ صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالاسترقاء في غير ما حديث، ولا يمكن لنا أن نمتثل تلك الأوامر إلا إذا علم أحدنا أنه مصاب بعين أو سحر أو حسد... إلخ.
وذلك لايمكن معرفته إلا من خلال علامات وأعراض تدل عليه.
فيلزم المنكر لحكم الرقاة على شخص بأنه معيون أو مسحور... إلخ. وأن ذلك من إدعاء علم الغيب،
إنكار العين و الأحاديث الآمرة بالاسترقاء منها.
لأنه لايمكن أن نؤمر شرعا النبويةلتداوي من أمر لايمكن أن نعرفه ولا أن نميز هل أصاب أحدنا أم لم يصبه!!! بل ذلك لعله من تكليف مالا يطاق
المسألة الثانية :
قال بعض الإخوة أن القول بأن فلانا مسحور أو معيون هو ادعاء علم الغيب وذلك لايجوز لأن الغيب مما اختص الله تعالى بعلمه.
_ وجوابا عليه اقول أن. " ﺍﻟﻐﻴﺐ " ﻣﺼﺪﺭ ﻏﺎﺏ ﻳﻐﻴﺐ ﻭﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻨﻚ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﺲ ، ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ :
ﺃ - ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺃﻳﻀﺎً ﻏﻴﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ . ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ : ﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ . ﻛﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ، ﻭﻣﺘﻰ ﻣﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻭﻣﺎ ﺗﺪﺭﻱ ﻧﻔﺲ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻜﺴﺐ ﻏﺪﺍً ﻭﻣﺎ ﺗﺪﺭﻱ ﻧﻔﺲ ﺑﺄﻱ ﺃﺭﺽ ﺗﻤﻮﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺧﺒﻴﺮ { .
ﺏ - ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺑﻐﻴﺐ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻏﻴﺮﻙ. فكون هذا المريض معيون أو مسحور هو بالنسبة لمن لايحسن معرفة ذلك ولا علم له بأحوال الرقية وأعراض الأمراض الروحية ﻏﻴﺐ ﻭﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لمن يعرف ذلك ويتقنه فيعتبر ذلك في حقه شهادة وليس غيبا .
_ المسألة الثالثة :
أن ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﻈﻦ ﺗﻨﺰﻝ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ معلوم. فإذا حصل عند الراقي غلبة ظن بأن مريضا معينا مصاب بسحر أو عين فجزم بذلك بناء على أعراض و امارات حصل له بها العلم وغلب على ظنه أن هذا المريض به مرض روحي. فذلك جائز. لأن غلبة الظن تنزل منزلة اليقين حتى في الاﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮعية ،
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻃﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ : ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ. ".
ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻟﻠﻤﻘﺮﻱ ﻗﻮﻟﻪ : ( ﻗﺎﻋﺪﺓ : ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﺴﺎﻭٍ ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ . ﻭﻗﺪ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺍﺕ : ﻓَﺈِﻥْ ﻋَﻠِﻤْﺘُﻤُﻮﻫُﻦَّ ﻣُﺆْﻣِﻨَﺎﺕٍ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﺮْﺟِﻌُﻮﻫُﻦَّ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﻜُﻔَّﺎﺭِ } ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ {10: ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻬﻦ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺣﺼﻮﻝ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺄﻧﻬﻦ ﻣﺆﻣﻨﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺼﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻋﻠﻤﺎً، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً : ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺸﺮ ﻭﺇﻧﻪ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﻓﻠﻌﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ( ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ) ﺃﻟﺤﻦ ﺑﺤﺠﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ، ﻓﺄﺣﺴﺐ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺩﻕ ﻓﺄﻗﻀﻲ ﻟﻪ، ﻓﻤﻦ ﻗﻀﻴﺖ ﻟﻪ ﺑﺤﻖ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻠﻴﺤﻤﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺬﺭﻫﺎ . ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﻮﻟﻪ : ﻓﺄﺣﺴﺐ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺩﻕ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻈﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ .

هذا والله سبحانه وتعالى أعلم واحكم فما كان من خطإ فمن نفسي والشيطان وماكان من صواب فبفضل الله وحده.
كتبه المعتصم بربه العائذ به من شر شياطين الإنس والجن
الشيخ سالم الدليمي حفظه الله تعالى

المصدر...


الساعة الآن 12:57 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM