شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى الحديث (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=448)
-   -   الفتح الرباني في استخراج درر وأسرار البخاري (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=243935)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 02-26-2016 05:42 AM

الفتح الرباني في استخراج درر وأسرار البخاري
 
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
والصلاة والسلام على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم لقائه

فهه سلسلة فيها تعداد فوائد امام الفقه والحديث محمد البخاري , واستخراج فرائده في المتن والاسناد
و سيكون فاتحة هذا الفتح , أحاديث السواك التي اختار الامام أن يكون موضعها (كتاب الجمعة )

و ذكرها هناك في بابين منفصلين
واعترض عليه أن الأولى أن يدخل هذه التراجم في كتاب الوضوء بناء على أن صلة السواك بالوضوء وتعلقه به أشد من صلته بالجمعة وأحكامها
لكن لا أحد يمكن أن يحيط بمقاصد البخاري في تراجمه و الأسرار التي أودعها في جامعه
فهو امام الدنيا في الحديث وفقهه كما قال ابن حجر
وعمله في هذه الترجمة يدل على شيء من ذلك
فبعد أن ذكر فضل الجمعة , والاغتسال فيها والتطيب والادهان, وكل هذه الأفعال تدخل في التطهر لهذا اليوم والتهيؤ للصلاة للخروج اليها في أكمل هيئة وأحسنها
بوب البخاري فقال
باب السِّوَاكِ يَوْمَ الجُمُعَةِ )
وبدأ بأصرح حديث في الباب في الأمر بالاغتسال يوم الجمعة والتطيب و الزيادة التي ترجم بها, فيها الأمر الصريح بالسواك وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَسْتَنُّ» يعني يتسوك
ثم أورد حديث «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ» فهذا عام وتدخل فيه صلاة الجمعة من باب أولى
ثم انتقل الى العموم في الزمن وهو أعم من الذي قبله بحديث «أَكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّوَاكِ» فهذا يعم كل الوقت
والجمعة من باب أولى لاجتماع الناس فيها وما دام أمر النبي عليه السلام بالاغتسال والتطيب فيها فهي أولى و أحق أن يكثر عليهم بالسواك فيها ,فهي داخلة في ذلك العموم لفظا ومعنى .

ثم ان كل هذه الأحاديث من قوله صلى الله عليه وسلم وأردفها البخاري بحديث السواك لكن من فعله عليه السلام لذلك أخره عن الأحاديث السابقة لأن القول و الأمر أقوى من الفعل كما هو مقرر في الأصول ولسبب ثان أنه خاص بالتسوك في الليل «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ»
فان قيل ما علاقته اذا بالترجمة (باب السواك يوم الجمعة)فيقال ما دام تسوك لأجل تطهير الفم في هذا الوقت فيوم الجمعة أولى لما سبق ذكره
وأيضا فقد قام النبي صلى الله عليه وسلم يريد صلاة الليل وهي نافلة فتسوك , فلأن يتسوك لصلاة الجمعة المفروضة أولى
وههنا نكتة بديعة تدل على حسن ترتيب الامام البخاري للأحاديث فهو ترجم لهذا الباب بكلمة(يوم) ومعلوم أن اليوم يسبق الليل لذلك ختم هذا الباب بحديث التسوك وقت الليل
فقد بدأ بالأخص ثم الأعم فهذا ترتيب من حيث المعاني وراعى أيضا ترتيب الأقوال قبل الأفعال واتبع مع كل هذا الترتيب الزمني , النهار قبل الليل فما أعظمه من امام .

ثم ترجم بعد أن ختم الباب الأول بباب ثان
فقال (بَابُ مَنْ تَسَوَّكَ بِسِوَاكِ غَيْرِهِ)

وكتب حديث عائشة في تسوكه في مرض موته ولقائل أن يتساءل و ما علاقة هذا بالسواك يوم الجمعة ؟
فالجواب أن يقال مادام النبي عليه السلام تسوك في هذه الحالة التي هو مقبل فيها على الموت والعبد فيها مشغول بأمر عظيم ومع ذلك لم يترك السواك دل هذا بقوة على أن التسوك ليوم الجمعة من أوكد الأمور ان لم يكن من الواجبات ولهذا المعنى العظيم أفرد امام الأئمة هذا الحديث بباب وحده وفصله عما قبله ,
وأيضا فصله عن الباب الذي قبله لسبب آخر أن الأحاديث السابقة كلها تدل على الوقت أما هذا فيدل على حالة معينة ففصل بين الأوقات والأحوال
ولسبب آخر هو أن أحاديث الباب السابق فيها أمر مباشر من النبي عليه السلام بالسواك بقوله أو بحكاية فعله أما هذا الحديث فتسوكه عليه السلام ليس بأمره ولكن هذا فهمته عائشة رضي الله عنها وهذا أيضا يدل على عظم فقهها
وأيضا هي حكاية فعل حدثت مرة واحدة بخلاف الحديث الدي سبق هذا ففعله عليه السلام دائم في كل ليلة (كما تفيده لفظة كان التي تفيد تكرر الفعل)
ومن هنا يتبين لنا أيضا لماذا وضع امام الأئمة و أمير المؤمنين في الحديث هذين الحديثين متتاليين وفصلهما كل واحد في باب فالأول حالة متكررةومتجددة والثاني حالة وقعت مرة واحدة والأول فعله الاختياري والثاني ليس من فعله الاختياري ففصل بينهما لذلك .
فلهذه الأسباب التي علمناها و لغيرها مما خفي علينا, لا يكون موضع هذا الحديث الا حيث وضعه صاحبه
ولسبب آخر أن الوضوء طهارة فهو وسيلة للصلاة فهي الغاية منه والتسوك أيضا هو طهارة ووسيلة الى الصلاة فلأن يوضع حديثه مع الغاية أولى من أن يوضع مع الوسيلة
ولهذه الأسباب ولغيرها مما سيأتي بيانه وابرازه استحق هذا الامام وصف أمير المؤمنين في الحديث
ولهذا استوى على عرش الحديث
ولن يستطيع أحد اللحاق به وان سعى السعي الحثيث

المصدر...


الساعة الآن 02:50 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM