شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   العلوم و التكنولوجيا --- كل جديد ---- في كل المجالات (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=313)
-   -   في أسماء الأحجار ومصطلحاتها عند العرب (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=242137)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 02-22-2016 05:08 PM

في أسماء الأحجار ومصطلحاتها عند العرب
 
في أسماء الأحجار ومصطلحاتها عند العرب
أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف






فجَّرَ الإسلام طاقات العرب الكامنة، فانطلقت قبائلهم تنساح في البلاد شرقًا وغربًا، وبانتقالهم من جزيرتهم أخذت اللغة العربية بالانتقال أيضًا إلى مواطن هي غير مواطنها الأصلية التي شهدت نموها فيها، وشعر علماء اللغة بفداحة ما سيحدث إن تبدَّدت اللغة بتفرُّق أهلها، فانطلقوا هم أيضًا يتعقبون أبناء القبائل، وجُلُّهم من أهل البادية أو القريبين منها، يسجلون ما تحفل به لغاتهم من مفردات عديدة ومتنوعة، وبهذا فقد حفلت كتبهم ومعاجمهم بأسماء البادية ومصطلحات أهلها، من نبات وحيوان وطير وحجر وماء ومطر وبئر وظواهر فلكية وطبيعية، فضلًا عما يعبر عن مشاعرهم الذاتية.

وفي الوقت الذي كان فيه اللغويون يسعَون من أجل جمع أكبر قدر من ألفاظ أعراب البادية، كان ثمة تطور هائل يجري في المناطق الحضرية، والتجمعات السكانية، وقوامه استقرار أبناء القبائل في المدن، وهجرة الفلاحين إليها، وتخلُّق حاجات اجتماعية وثقافية جديدة لدى أبناء المدن تستدعي نشاطات حرفية واسعة لم تكن معروفة من قبل، ولم يجد اللغويون في حرفيي المدن غير أنهم من عوامها، وضرورة من ضروراتها فحسب، أما أن يكونوا مقصدًا لهم يلتقطون من أفواههم ما يكون مادة لعلمهم اللغوي الرفيع، فذلك ما تأباه تقاليدهم الثقافية بل الاجتماعية، حين كانت الحياة القبَلية في البوادي الفسيحة مصدرًا للقيم العليا في المجتمع العربي، من إباء ونخوة وكرم وسلامة في القول والعمل.

وكان من نتائج هذه الجفوة بين اللغويين و(عوام المدن) أن أخذت العربية تستقبل، منذ القرن الثالث على وجه التقريب، أسماءً ومصطلحات عربية عديدة، عبَّرت عن حاجة مجتمعات حِرفية نامية بسرعة فائقة، هذا بينما وقفت الحركة المعجمية واجمةً إزاءها، لا تأخذ بها، ولا تدخلها في نطاق عملها، بل تجاهلَتْها تجاهلًا كاملًا، فتغافلت عن تقييد أسماء العديد من المواد الداخلة في الصناعة، وسكتت - إن ذكرتها - عن إيراد أي تعريف بها، أو لخصائصها، أو مواطنها، ولم تأبَهْ لما كان يضعه أهل العلوم الطبيعية والصناعات والحِرف من مصطلحات تفرضها ضرورة العمل، وتوجبها مستلزمات الاتفاق على لغة علمية مشتركة، هذا مع أن أصحاب المعاجم اللغوية لم يجدوا حرجًا في إيراد أسماء أعلام الناس والقبائل والأقوام والمواضع الجغرافية مما هو داخل في نطاق الكتب المؤلفة في تلك الموضوعات.

ويظهر أن إحساسًا عامًّا بهذه المشكلة قد أخذ بالنمو لدى أهل العلوم البحتة والصناعات، وبخاصة في القرون المتأخرة، فسعَوا - بخط موازٍ تقريبًا - إلى توضيح معاني ألفاظهم المتداولة في كتبهم العلمية، ولعل من المناسب هنا أن نذكر أول محاولة جادة في هذا السبيل، وهي كتاب (مفاتيح العلوم) للخوارزمي (توفي 387 هـ)، ثم تلته طائفة من المصنفات، منها كتاب (التعريفات) للجُرجاني (توفي 740 هـ)، و(جواهر اللغة في المصطلحات الطبية)، و( بحر الجواهر) وكلاهما لمحمد بن يوسف الهروي (توفي نحو سنة 924 هـ)، وغير ذلك، ثم تولى أصحاب الشروح والحواشي سد هذا النقص المعجمي، فكان أكثر مضامين أعمالهم في تفسير لفظ، وشرح لمصطلح ورد في المتن المشروح، وهو ما يفسر عدم ظهور معاجم متخصصة في الطب والفلك والرياضيات والمنطق مثلًا، حتى بات من العسير على محقق كتاب في مثل هذه العلوم أن يستفيد من معاجم اللغة في شرح لغةِ ما يحقِّقه، فهي تدور في عالَم غيرِ عالَمه.

ولقد أدرك الخوارزمي فداحة هذا النقص، حين ذكر أنه إنما وضع كتابه ليتضمن "ما بين كل طبقة من العلماء من المواضعات والاصطلاحات التي خلت منها أو من جُلِّها الكتب الحاضرة لعلم اللغة، حتى إن "في أبواب المبرز في الأدب إذا تأمل كتابًا من الكتب التي صنفت في أبواب العلوم والحكمة، ولم يكن شدا صدرًا من تلك الصناعة لم يفهم شيئًا منه، وكان كالأمي الأغتم عند نظره فيه".

والأحجار الكريمة هي واحد من المجالات التي عُني العرب بدراستها منذ عهد مبكر، ووضعوا فيها رسائل مهمة تناولت مختلف جوانبها الفنية والعلمية والتجارية، وكان لكل جانب منها أسماؤه ومصطلحاته؛ فهي - أي الأحجار - داخلة في نطاق التجارة إذا ما عُدَّت بعض ما كان يتنافس الناس في شرائه، ويتواضعون على تقويمه، وهي تدخل - أيضًا - في نطاق الجغرافية فيما يتعلق بتحديد مواطنها وأماكن استخراجها، وفي الجيولوجيا فيما يتصل بتعليل تكوُّنها في الطبيعة، واكتسابها - من ثم - ألوانها وخصائصها الأخرى..إلخ، ولما كان أصحاب الخبرة قد اكتشفوا عدة طرق لتحسين خصائص بعض الأحجار ورفع أقيامها، أو لهندمة شكلها بالصقل أو التعديل، أو لتقليدها بوسائل مختلفة، فإن طائفة كبيرة من هذه المصطلحات قد وجدت طريقها إلى لغة المشتغلين بها، من تجار ومثمِّنين وعلماء وكيمائيين إلخ، مما كان سببًا في إثراء هذه اللغة بالعديد من المواد الجديدة، إلا أن هذه المواد لم تجد طريقها - للأسباب التي ذكرناها - إلى كتب اللغويين وأصحاب المعاجم، فنتج عن ذلك نقص فادح في تلك الكتب والمعاجم، لم يسده أحد فيما نعلم.

ولقد عُنيتُ منذ حين من الدهر باستخراج هذه الأسماء والمصطلحات من مظانها، وتتبع مراحل تطور المصطلح الواحد، بما يوضح تاريخ نشوئه ودواعي تطوره، وتاريخ ذلك كله، فاجتمعت لدي حصيلة طيبة، سميتها (معجم أسماء الأحجار ومصطلحاتها عند العرب)، وكان أكثر ما رجعت إليه في بحثي، واستفدت من مضمونه العلمي:
1- كتب الأحجار نفسها، وهي كثيرة، مثل: (منافع الأحجار) لعطارد الحاسب البغدادي (ت 206هـ/ 821م) و(الجواهر وصفاتها) ليحيى بن ماسويه (ت 243هـ/ 857م) و(الجواهر والأشباه) ليعقوب بن إسحاق الكندي (ت 260هـ/ 873) و(خواص الأحجار) لحنين بن إسحاق (ت 260هـ/ 873 هـ) و(كتاب الأحجار) المنسوب إلى أرسطو، وهو من تأليف أحد العلماء العرب في القرن الرابع للهجرة، كتاب (الجماهر في معرفة الجواهر) للبيروني (ت 440هـ/ 1048) و(أزهار الأفكار في جواهر الأحجار) لأحمد بن يوسف التيفاشي (ت 651هـ/ 1293م) و(نخب الذخائر في أحوال الجواهر) لمحمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري المعروف بابن الأكفاني (ت 749هـ/ 1348م) و(سر الأسرار في معرفة الجواهر والأحجار) لعمر بن الشماع الحلبي (ت 936هـ/ 1529م) و(قطف الأزهار في خصائص المعادن والأحجار) لأحمد بن عوض المغربي (القرن 11هـ/ 17م)، وغير ذلك من كتب مخطوطة لم يطبع أكثرها.

2- كتب الأدوية المفردة، نظرًا لما كان يعزى للأحجار من منافع طبية متنوعة، فقد عدها مؤلفو كتب الأدوية المفردة مما يدخل في نطاق بحثهم، ومن ثم حفلت كتبهم بجملة كبيرة من أسماء الأحجار وخصائصها، ويمكننا أن نشير هنا إلى (الحاوي) لأبي بكر الرازي (ت 314هـ/ 929م) و(القانون) لابن سينا (ت 428هـ/ 1037م) و(الصيدَنة) للبيروني و(المعتمد في الأدوية المفردة) ليوسف بن عمر الرسولي (694هـ/ 1295م) وغيرها.

3- كتب الكيمياء، وتدخل فيها كثير من المعلومات عن خصائص الأحجار، وهي - من ثم - حافلة بجملة وافرة من مصطلحاتها، مثل رسائل جابر بن حيان في الصنعة، و(حقائق الاستشهاد) للطُّغرائي وغيرها.

4- معاجم اللغة، مثل العين والمجمَل والمخصَّص والقاموس واللسان والتاج، فقد اقتضى الأمر جردها جميعًا لاستخراج ما ورد فيها من أسماء ومصطلحات، وقد تأكد لي أن الأغلبية الساحقة من هذه المفردات لا صلة لها بما تضمه المجموعات الثلاث الأولى، كما أن معظم ما ورد من هذه المفردات لا وجود له في المعاجم المذكورة، فشكل مجموع ما استخرجته معجمًا قائمًا بذاته، يمكن عده مستدركًا على المعاجم العربية في هذا المجال.

أولًا: أسماء الأحجار:
لم تزد أسماء الأحجار في المعاجم اللغوية المعروفة على عشرة فقط، وقد وردت فيها دونما تعريف كافٍ، وأكثرها اقتصر في تعريفه على وصفه بأنه (حجر) فحسب دونما زيادة توضح ماهيته، أو شيئًا من خصائصه، هذا في حين تنامى عدد هذه الأسماء في المظان الأخرى على نحو كبير، فبينما بلغت لدى ابن ماسويه (27) اسمًا، زاد عددها عند المغربي إلى نحو (221) اسمًا، مما يدل على استمرار جهود الباحثين في هذا المجال عبر العصور، وتحقق إضافات جديدة في كل عصر، ويبلغ عدد الأسماء العربية الخالصة نحو 55% من مجموع هذه الأسماء، وهي تتألف من المجموعات الآتية:
أ - أسماء عربية أخذت من ألوان الأحجار:
حجر أبيض
حجر أخضر
حجر أسود
حجر أصفر
حجر أغبر
حجر نيلي
حجر سماوي


ب - أسماء عربية أخذت مواطن الأحجار:
حجر أرمني
يجلب من أرمينية
حجر أفريق
يجلب من أفريقيا
حجر بارقي
نسبة إلى بارقة قرب الكوفة
حجر البحر
يستخرج من شاطئ البحر
حجر بحري
تقذف به أمواج البحر، ذكروا أنه القنفذ البحري
حجر بحيرة
يجلب من بلاد الغور من الشام
حجر بلخش
يجلب من بلدة تسمى بلخشان
حجر تدمر
يظهر أنه منسوب إلى مدينة تدمر
حجر طرطوس
يجلب من طرطوس في ساحل الشام
حجر دمياطي
يجلب من أرض دمياط بمصر
حجر عراقي
يجلب من العراق
حجر كَرَك
يظهر أنه يجلب من بلاد الكرك في الشام
حجر حبشي
يجلب من بلاد الحبشة
حجر خوارزمي
يظهر أنه يجلب من خوارزم
حجر إفرنجي
يظهر أنه يجلب من بلاد الإفرنج
حجر مكي
يجلب من أطراف مكة، ومنه ما يجلب من الهند
حجر منفي
يوجد في مدينة منف من مصر
حجر مصر
يجلب من أرض مصر
حجر كرماني
يجلب من بلاد كرمان
حجر مغنيسيا
يظهر أنه يجلب من مغنيسيا في بلاد اليونان
حجر هندي
يجلب من بلاد الهند
حجر نبطي
نسبة إلى النبط


يتبع





المصدر...


الساعة الآن 04:56 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM