ما شاع في السيرة النبوية ولم يصح/تسمبة عام الحزن
 

قلت: قال القسطلاني في المواهب اللدنية بالمنح المحمدية 1/157: (وكان صلى الله عليه وسلم يسمى ذلك العام عام الحزن)، فيما ذكر صاعد. إھ
وقال الالباني في دفاع عن الحديث النبوي ص18-19: (أن المصدر الوحيد الذي رأيته قد أورده إنما هو القسطلاني في (المواهب اللدنية) فلم يزد على قوله: (فيما ذكره صاعد) وصاعد هذا هو ابن عبيد العجلي كما قال الزرقاني في شرحه عليه (1 / 244) فما حال صاعد هذا؟ إنه مجهول لا يعرف ولم يوثقه أحد بل أشار الحافظ إلى أنه لين الحديث إذا لم يتابع كما هو حاله في هذا الخبر على أن قول القسطلاني: (ذكره
صاعد) يشعر أنه ذكره معلقا بدون إسناد فيكون معضلا فيكون الخبر ضعيفا لا يصح حتى ولو كان صاعد معروفا بالثقة والحفظ وهيهات هيهات. إھ
وجاء في (في رحاب السيرة .. عبر وعظات، اعتنى بها : أبو عامر الطيماوي): يذكر الكثيرون أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى تلك السنة التي توفيت فيها خديجة " عام الحزن" ولم يرد في خبر صحيح قط أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى ذلك العام بهذه الكلمة. إھ
وفي موسوعة نضرة النعيم 1/245: (ونظرا لتوالي مثل هذه الآلام في هذا العام فقد سمّاه بعض المؤرخين «عام الحزن»، ولم يرو أن النبي صلّى الله عليه وسلّم سمّاه بهذا الاسم). إھ
وروي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نالت منّي قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب»، قال الالباني في تخريج فقة السيرة للغزالي ص132: حديث ضعيف، أخرجه ابن إسحاق: 1/ 258، بسند صحيح عن عروة بن الزبير مرسلا.
وقال امحمد الطيب النجار في (القول المبين في سيرة سيد المرسلين)، ص148: أخرجه ابن إسحاق في السيرة عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا، ونقله عنه الحافظ ابن كثير في "البداية" 3/ 122، وابن حجر في "الفتح" 7/ 194، ولم أره من وجه متصل صحيح.

وجاء في الخبر:
. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته والتراب على رأسه، فقامت إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها : لا تبكي بنية فإن الله مانع أباك.
قلت: أخرجه ابن إسحاق مرسلاً عن عروة بن الزبير رضى الله عنه، السيرة النبوية لابن هشام 2/29، 30، وأخرجه ابن سعد فى الطبقات الكبرى 1/124، والطبري في تاريخه 2/344، والبيهقي في دلائل النبوة 2/350 كلاهما من طريق ابن إسحاق عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن جعفر، وكذا أورده ابن كثير في البداية والنهاية 3/120، والسهيلي في الروض الأنف 2/223 وللحديث شاهد من حديث عائشة رضى الله عنها أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/349، 350.
انظر: رد شبهات حول عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في ضوء السنة النبوية الشريفة/ عماد السيد محمد إسماعيل الشربيني، ص142. ودفاع عن الحديث النبوي والسيرة/ محمد ناصر الدين الألباني، ص20.
قلت: فالحديث مرسل، والمرسل من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين.

المصدر...