مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 70)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 69)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=352677 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ فِيهَا ثَارَتِ الرُّومُ وَاسْتَجَاشُوا عَلَى مَنْ بِالشَّامِ , وَاسْتَضْعَفُوهُمْ لِمَا يَرَوْنَ مِنَ الِاخْتِلَافِ الْوَاقِعِ بَيْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَصَالِحَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مَلِكَ الرُّومِ وَهَادَنَهُ , عَلَى أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ أَلْفَ دِينَارٍ خَوْفًا مِنْهُ عَلَى الشَّامِ. وَفِيهَا وَقْعُ الْوَبَاءُ بِمِصْرَ فَهَرَبَ مِنْهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى الشَّرْقِيَّةِ , فَنَزَلَ حُلْوَانَ , وَهِيَ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنَ الْقَاهِرَةِ وَاتَّخَذَهَا مَنْزِلًا وَاشْتَرَاهَا مِنَ الْقِبْطِ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ , وَبَنَى بِهَا دَارًا لِلْإِمَارَةِ , وَجَامِعًا , وَأَنْزَلَهَا الْجُنْدَ. وَفِيهَا رَكِبَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى أَخِيهِ بِمَكَّةَ فَأَعْلَمَهُ بِمَا فَعَلَ فَأَقَرَّهُ عَلَى مَا صَنَعَ , إِلَّا إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْأَشْتَرِ لَمْ يُمْضِ لَهُ مَا جَعَلَهُ عَلَيْهِ , قَالَ لَهُ عبدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ : أَعَمَدْتَ إِلَى رَايَةٍ خَفَضَهَا اللَّهُ , تُرِيدُ أَنْ تَرْفَعَهَا ؟ , ثُمَّ كَشَفَ عَنْ ظَهْرِهِ , فَإِذَا ضَرْبَةٌ قَدْ أَصَابَتْهُ , وَقَالَ لَهُ : أَتُرَانِي أُحِبُّ الْأَشْتَرَ وَهُوَ الَّذِي جَرَحَنِي هَذِهِ الْجِرَاحَةَ ؟. ثُمَّ اسْتَدْعَى عبدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ بِمَنْ قَدِمَ مَعَ مُصْعَبٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ لَهُمْ : وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي بِكُلِّ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ !!! فَقَالَ لَهُ أَبُو حَاضِرٍ الْأَسَدِيُّ - وَكَانَ قَاضِيَ الْجَمَاعَةِ بِالْبَصْرَةِ -: إِنَّ لَنَا وَلَكُمْ مَثَلًا قَدْ مَضَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , وَهُوَ مَا قَالَ الْأَعْشَى: عُلِّقْتُهَا عَرَضًا وَعُلِّقَتْ رَجُلًا. . . غَيْرِي وَعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرَهَا الرَّجُلُ قُلْتُ كَمَا قِيلَ أَيْضًا: جُنِنَّا بِلَيْلَى وَهِيَ جُنَّتْ بِغَيْرِنَا. . . وَأُخْرَى بِنَا مَجْنُونَةٌ لَا نُرِيدُهَا عُلِّقْنَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , وَعُلِّقْتَ أَهْلَ الشَّامِ , وَعُلِّقَ أَهْلُ الشَّامِ إِلَى مَرْوَانَ , فَمَا عَسَيْنَا أَنْ نَصْنَعَ ؟ قَالَ الشَّعْبِيُّ : فَمَا سَمِعْتُ جَوَابًا أَحْسَنَ مِنْهُ . وَجاء مُصْعَبٌ بْنُ الزُّبَيْرِ ومَعَهُ أَمْوَالٌ جَزِيلَةٌ , فَأَعْطَى وَفَرَّقَ , وَنَحَرَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ أَلْفَ بَدَنَةٍ , وَعِشْرِينَ أَلْفَ شَاةٍ , وَأَغْنَى سَاكِنِي مَكَّةَ , وَأَنْعَمَ وَأَطْلَقَ لِجَمَاعَةٍ مِنْ رُؤَسَاءِ النَّاسِ بِالْحِجَازِ أَمْوَالًا كَثِيرَةً , ثُمَّ عَادَ إِلَى الْعِرَاقِ . وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ وَالْعُمَّالُ عَلَى الْأَمْصَارِ هُمُ الْمَذْكُورُونَ فِيمَا قَبْلُ. وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ وَأُمُّهُ: جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَمْ يَرْوِ إِلَّا عَنْ أَبِيهِ حَدِيثًا وَاحِدًا , " إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا " الْحَدِيثَ. وَقَدْ طَلَّقَ أَبُوهُ أُمَّهُ , فَأَخَذَتْهُ جَدَّتُهُ الشَّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ , حَكَمَ لَهُ بِهَا الصِّدِّيقُ , وَقَالَ : شَمُّهَا وَلُطْفُهَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْكَ . ثُمَّ لَمَّا زَوَّجَهُ أَبُوهُ فِي أَيَّامِهِ أَنْفَقَ عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ شَهْرًا , ثُمَّ كَفَّ عَنِ الْإِنْفَاقِ عَلَيْهِ , وَأَعْطَاهُ ثُمُنَ مَالِهِ , وَأَمْرَهُ أَنْ يَتَّجِرَ وَيُنْفِقَ عَلَى عَيَالِهِ . وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ عَاصِمٍ وَبَيْنَ الْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ مُنَازَعَةٌ فِي أَرْضٍ , فَلَمَّا تَبَيَّنَ عَاصِمٌ مِنَ الْحَسَنِ الْغَضَبَ قَالَ : هِيَ لَكَ. فَقَالَ لَهُ : بَلْ هِيَ لَكَ . فَتَرَكَاهَا وَلَمْ يَتَعَرَّضَا لَهَا , وَلَا أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا , حَتَّى أَخَذَهَا النَّاسُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ . وَكَانَ عَاصِمٌ رَئِيسًا وَقُورًا , كَرِيمًا فَاضِلًا . قَبِيصَةُ بْنُ جَابِرِ بْنِ وَهْبٍ الْأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ أَبُو الْعَلَاءِ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ , شَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ وَكَانَ أَخَا مُعَاوِيَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَكَانَ مِنَ الْفُصَحَاءِ الْبُلَغَاءِ. مَالِكُ بْنُ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيُّ الْأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ تَابِعِيٌّ جَلِيلٌ , وَيُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَالصَّحِيحُ: أَنَّهُ تَابِعِيٌّ وَلَيْسَ بِصَحَابِيٍّ وَكَانَ مِنْ أَخَصِّ أَصْحَابِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ررر. |
الساعة الآن 05:00 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM