شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=294)
-   -   خباب والنبي صلى الله عليه وسلم (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=439999)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 05-06-2023 07:45 AM

خباب والنبي صلى الله عليه وسلم
 
خباب والنبي صلى الله عليه وسلم
السيد مراد سلامة


عَنْ عَبدِ اللهِ بن خَبَّابٍ عَنْ أَبِيهِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: رَاقَبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي لَيْلَةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّهَا حَتَّى كَانَ مَعَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ جَاءَهُ خَبَّابٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَقَدْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ صَلَاةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَجَلْ ‌إِنَّهَا ‌صَلَاةُ ‌رَغَبٍ ‌وَرَهَبٍ، ‌سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثَ خِصَالٍ: فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَنَا بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَنَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا غَيْرَنَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يَلْبِسَنَا شِيَعًا فَمَنَعَنِيهَا)[1].

دروس وعبر:
خباب بن الأرت رضي الله تعالى عنه، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، وعُذب في الله، قال: لأرقبنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الليلة، أي: إنه استعدَّ لينظر إلى ما يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة من الليالي، (فرآه صلى، ولما فرغ من صلاته جاء إليه وسأله، وقال: إنك صليت صلاةً ما رأيتك صليت نحوها، قال: أجل، إنها صلاة رغبٍ ورهب)، يعني: رغبة إلى الله ورهبة منه، وقال: إنني سألته ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنعني الثالثة، سأله ألا يهلك أمته بما أهلك به الأممَ قبلها، وألا يظهر عليهم عدوًّا يستأصلهم، أو يقضي عليهم، أو يتولاهم، وسأله ألا يلبسهم شيعًا، فأعطاه الأولى والثانية، ولم يعطه الثالثة، الأولى أعطاه بألا يُهلك أمته كما أهلك الأمم التي عوجِلت بالعذاب في الدنيا، وأهلكت جميعها، فهذه الأمة لا تعذَّب جميعًا، ولا يهلكها الله عز وجل كما أهلك الأمم قبلها، بل إن الله عز وجل شاء أن تبقى هذه الأمة وأن تستمر، وألا يحصل لها هلاك عام؛ لأن هذه الشريعة عامة شاملة خالدة، فشاء الله تعالى أن تبقى، وشاء أن يبقى أهلها، ولم يشأ أن يهلكهم كما أهلك الأمم قبلهم، ولهذا لَما أوذي عليه الصلاة والسلام في أول الأمر في مكة، وخرج مهمومًا مغمومًا بعد أن آذاه قومه، خرج إلى الطائف وأُوذي في الطائف، جاءه جبريل وقال: (إن هذا ملك الجبال يستأذنك بأن يطبق عليهم الأخشبين - وهما جبلا مكة - فقال: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا)، فلم يستعجل، وصبر واحتسب عليه الصلاة والسلام، وتحقق له ما أراده وما رجاه، فإن الله عز وجل فتح مكة له، ودخل أهلها في دين الله، وخرج من أصلابهم أناس يعبدون الله عز وجل، ويحملون هذا الدين الحنيف الذي جاء به النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.

وأعطاه الثانية وهي: ألا يظهر عليهم عدوًّا؛ بحيث يقضي على المسلمين، وتكون الولاية له على المسلمين، ولا يقام شرع الله عز وجل في الأرض، فجعل الخير باقيًا، وجعل من هذه الأمة أمة قائمة على أمر الله، لا يضرها من خذَلها، ولا من خالفها، حتى يأتي أمر الله، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ولا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم مَن خذَلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)، فأعطاه هذه الثانية.

والثالثة وهي: (ألا يُلبسهم شيعًا)، وألا يحصُل الاختلافُ والاقتتالُ الذي يكون بين هذه الأمة، فلم يُعطه إياها، ولهذا وجد بين المسلمين الاختلاف والاقتتال، فالحديثُ اشتمل على هذه الأمور الثلاثة، وقد بيَّن عليه الصلاة والسلام أنه أُعطي اثنتين ومُنع الثالثة، والحديث فيه صلاة الليل وقيام الليل، وفيه ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من الحرص على معرفة أحواله وأفعاله، وكون الواحد منهم يرقُبه، وينظر ماذا يصنع، مثل ما فعل ابن عباس لما جاء وبات عند خالته ميمونة، لينظر إلى ماذا كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا خبَّاب عزَم على أن ينظُر إلى النبي عليه الصلاة والسلام ماذا يصنَع، فوجده صلى هذه الصلاة التي سأله عنها، فأخبَره بأنها صلاة رغب ورهب، وأنه سأل الله عز وجل فيها هذه الأمور الثلاثة، فأعطاه اثنتين ومنعه الثالثة، ففيه إحياء الليل؛ أي: إحياء بعضه بالصلاة[2].

[1] «مسند أحمد» (34/ 533 ط الرسالة): «وأخرجه الترمذي (2175)، والطبراني (3623)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2 /115 من طريق النعمان بن راشد، والطبراني (3624) من طريق معمر بن راشد و(3626) من طريق أبي أويس، ثلاثتهم عن الزهري، به. وأخرجه الطبراني (3625).

[2] شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب إحياء الليل - باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل للشيخ: عبد المحسن العباد.



المصدر...


الساعة الآن 05:27 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM