شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=350)
-   -   خير أمة (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=242924)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 02-24-2016 02:25 PM

خير أمة
 
خير أمة [1]


حسين بن علي بن محفوظ






عباد الله:
حديثي معكم اليوم عن خيرِ جيلٍ عرفته البشرية، جيلٍ قرآنيٍّ فريد، اختارهم الله لصحبةِ نبيه، واصطفاهم لنصرةِ دينه، ورفع قدْرَهم في العالمين:

قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوَّهمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إن كان في الناس سباقون بعدهمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أعِفّة ٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتَهمْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتُهمْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



إنهم الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، الذين نطقت وتواترت النصوص بفضلهم من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالحين، فمن كتاب الله تعالى قولُه عز وجل: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ... ﴾[2] وأكثر العلماء على أن المرادَ بهذه الآية هم المخاطبون عند نزولِ الوحي وهم صحابةُ رسول الله صلي الله عليه وسلم.

وقوله تعالى: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾[3]

ولو لم يأتِ ذكرُ الصحابة رضي الله عنه في القرآن الكريم إلا في هذه الآياتِ الثلاثِ لكانت كافيةً لهم في الدنيا والآخرة، كافيةً لمن يأتي بعدهم في اتخاذ الموقفِ النبيل تُجاهَ من أكرمه الله تعالى.

معشر المؤمنين:
وبعدَ هذه الآياتِ المباركاتِ لا أظن مسلماً يعتز بإسلامه وإيمانه يستطيع أن يُطلق للعِنان لسانه لينال من تلك المقامات الرفيعة، التي اختارها الله تعالى لتكون الشاهدَ على كتابه، إذ بهم أوصل الله دينَه إلينا فهم معية رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسوؤه ما يسوؤهم ويسره ما يسرهم ، وهم الذين جاهدوا في الله حق جهاده باذلين أنفسَهم وأموالهم غير مكترثين بذلك.

ولقد اشتملت السنةُ النبويةُ على أحاديثَ كثيرةٍ تشهدُ بفضل الصحابة رضي الله عنه وتنص على احترامِهم وإكبارهم.

والأحاديثُ التي تتحدث عن الصحابة رضي الله عنه على نوعين:
الأول يذكر الصحابةَ رضي الله عنه بشكل عام دونما تخصيص، والنوع الثاني: يمثل خصوصيات لبعض أفراد الصحابة رضي الله عنه المحيطين برسول الله صلي الله عليه وسلم أو الذين لهم مواقفُ معلومةٌ أو صفاتٌ معينة.

وقد ذكر الإمام أحمد بن حنبل في كتابه (فضائل الصحابة) ما يقارب الألفي حديث من تلك النصوص، لكننا سنكتفي بطرف منها:
فمن تلك النصوص قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه) خ، م.

وعنه رضي الله عنه أيضاً قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :( يأتي على الناس زمانٌ فيغزو فئامٌ - جماعة - من الناس فيقولون هل فيكم مَن صاحبَ رسولَ الله صلي الله عليه وسلم ؟ فيقولون نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمانٌ فيغزو فئامٌ من الناس فيقال: هل فيكم مَن صاحب أصحابَ رسولِ الله صلي الله عليه وسلم ؟ فيقولون نعم، فيفتح لهم. ثم يأتي على الناس زمانٌ فيغزو فئامٌ من الناس فيقال: هل فيكم مَن صاحب من صاحبَ أصحابَ رسولِ الله صلي الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم) خ.

وعن أبي بردة عن أبيه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم : (النجومُ أمنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمنةٌ لأصحابي فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) م.

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (خير الناسِ قرني ثم الذين يلونهم، ثم يجيءُ قومٌ تسبق شهادةُ أحدهم يمينه ويمينُه شهادته) هذا طرف من الأحاديث الكثيرة التي تشير إلى مكانة الصحابة رضي الله عنه عند الله تبارك وتعالى وعند نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

إنهم ﴿ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

الخطبة الثانية

المقدمة والوصية بالتقوى:
بعد أن عرضنا جانباً من الآيات القرآنية الكريمة التي شهدت للصحابة رضي الله عنه بحسن السريرة وعلو المنزلة، وثنينا بعد ذلك بطائفة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تمجد الصحابةَ رضي الله عنه ، أرى من المناسب أن نقتبس بعضَ الأنوار من خلال الأقوال الكثيرةِ لعلماءِ الأمة وسلفها الصالح التي قيلت بحق الصحابة رضي الله عنه:
فعن سفيان بن عيينة - رحمه الله تعالى - أنه قال: (من طعن في أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فهو صاحب هوى)[4].

وقال الإمام أبو زرعة الرازي: (إذا رأيتَ الرجلَ ينتقصُ أحداً من أصحابِ رسول الله صلي الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأنَّ الرسولَ صلي الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآنَ حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسولِ الله صلي الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتابَ والسنة، والجَرحُ بهم أولى وهو زنادقة)[5].

وقال النووي: (الصحابة رضي الله عنه كلهم عدول من لابسَ الفتن وغيرهم بإجماعِ من يعتد به)[6].

وقال القاضي أبو يعلى: (مَن قذف عائشة مما برأها الله منه كفر بلا خلاف، وحكى الإجماع على هذا غير واحد) [7].

وقال ابن عباس رضي الله عنهما موضحاً دور الصحابة رضي الله عنه وجهادهم في نشر الإسلام وإرساء دعائمه: (إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه خص نبيه محمدًا صلي الله عليه وسلم بصحبةٍ آثروه على الأنفسِ والأموال، وبذلوا النفوسَ دونه في كل حال، ووصفهم في كتابه فقال: رحماءُ بينهم فقاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهادَ للمسلمين حتى تهذبت طرقُه وأسبابُه وظهرت آلاءُ الله واستقر دينه، ووضحت أعلامُه، وأذل الله بهم الشركَ وأزال رؤوسَه ومحا دعائمَه، وصارت كلمةُ الله هي العليا وكلمةُ الذين كفروا السفلى، فصلواتُ الله ورحمته وبركاته على تلك النفوسِ الزاكيةِ والأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة أولياء، وكانوا بعد الموت أحياء، وكانوا لعباد الله نصحاء، وصلَوا إلى الآخرةِ قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها) [8].

عباد الله:
لعلي أكتفي بهذا القدر من فضائلهم، وسأخص بعضَهم بالحديث في خطب قادمة بتوفيق الله تعالى ومعونته،، أسأل الله أن يحشرني وإياكم معهم، وأن يثبتنا على طريقهم، وأن يلحقنا بهم في عليين، اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عملٍ يقرب إلى حبك...


[1] أغلب الخطبة من كتاب "الصحابة ومكانتهم عند المسلمين" رسالة ماجستير لمحمود عيدان أحمد الدليمي.

[2] آل عمران: 110.

[3] الحشر: 8-10.

[4] الكفاية في علم الرواية: 97.

[5] المصدر السابق.

[6] تدريب الراوي، السيوطي: 2/214.

[7] الصواعق المحرقة:11.

[8] مروج الذهب للمسعودي:3/61-62.









المصدر...


الساعة الآن 12:22 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM